أبرز الأخبار

بنغازي وطرابلس تحت القصف، و«حفتر» يتمسك بالانقلاب ضد الاسلاميين

يشارك اللواء المتقاعد خليفة حفتر الكثير من الليبيين بان نفوذ التيار الاسلامي بدأ به بتنامى في البلاد. وان هذا النفوذ سيكون خطيراً فيما اذا لم يتم التعامل معه بحزم منذ البداية. ولا تتوقف تلك القراءة عند التنظيمات التي يجمع المتابعون على «ارهابيتها»، وانما يتعداها الى مسألة تغلغل الحركات الاسلامية في مؤسسة الحكم المؤقت، وصولا الى تنامي نفوذ التيار داخل تلك المؤسسات الفرعية.

يستدل على ذلك بالعديد من المعطيات ابرزها الانتخابات التي جرت قبل اسبوعين، والتي تجاوزت القانون ودخلت مجال فرض احد المرشحين بطريقة الاستفتاء الشفوي بدلاً من الاقتراع السري. وذلك بعد ان عطلت العملية الانتخابية اياماً عدة، ودفعت باحد المرشحين الى تقديم اعتذاره عن الترشح.
التطورات الاخيرة التي عززت تلك الفرضية، واسست لانقلاب من نوع خاص، مكانها مدينة بنغازي، حيث نفذ حفتر عملية وصفها المؤتمر الوطني الليبي بانها «عملية انقلابية»، شاركت فيها طائرة مروحية، وادت الى قتل المئات. واستدعت اتخاذ قرار عسكري بفرض حظر جوي على المدينة.
فقد أعلن الجيش الليبي النظامي حظر الطيران فوق مدينة بنغازي وضواحيها حيث تتواصل  المعارك العنيفة، مهدداً باسقاط اي طائرة تحلق فوق المنطقة، وذلك غداة غارات جوية نفذتها قوة شبه عسكرية على مواقع تنظيم اسلامي متطرف.

حظر الطيران
واعلنت رئاسة الاركان العامة للجيش الليبي في بيان لها حظر الطيران فوق مدينة بنغازي وضواحيها حتى إشعار آخر. ولم يحدد البيان ما اذا كان الحظر يشمل الطيران المدني.
واضاف البيان انه سيتم استهداف أي طائرات عسكرية فوق المدينة وضواحيها من قبل وحدات الجيش الليبي والوحدات التابعة للغرفة الامنية المشتركة وتشكيلات الثوار التابعة لها. ولا يعرف ما اذا كان الجيش النظامي يملك الوسائل اللازمة لتطبيق هذا القرار.
وكان ضباط وطيارون من سلاح الجو الليبي انضموا الى قوة شبه عسكرية يقودها اللواء المتقاعد خليفة حفتر وقصفوا في بنغازي مواقع لمجموعات اسلامية متطرفة بينها تنظيم «انصار الشريعة» الذي صنفته الولايات المتحدة تنظيماً ارهابياً. ورد الثوار السابقون على الغارات باستخدام مدافع مضادة للطائرات.
وشن حفتر الذي كان شارك في الثورة على نظام معمر القذافي في 2011، صباح الجمعة هجوماً على مجموعات وصفها بانها ارهابية في بنغازي، معقل العديد من الميليشيات المزودة اسلحة ثقيلة.
وبعد انسحاب قواته بعد ظهر الجمعة قال حفتر انه مصمم على الاستمرار في حملته على الميليشيات الاسلامية في بنغازي وذلك غداة معارك عنيفة خلفت 37 قتيلاً.
ونفى الجيش النظامي الذي لا يزال غير عملاني بعد ثلاثة اعوام من الثورة، اي تورط له في المواجهات ونددت الحكومة الليبية بالعملية التي ينفذها حفتر.

مصالحة
بدورها، كلفت الامانة العامة لجامعة الدول العربية وزير الخارجية الفلسطيني الاسبق ناصر القدوة  برئاسة وفد منها لإجراء مشاورات مع النخب الليبية  المختلفة لتحقيق المصالحة الوطنية والاستقرار في ليبيا.
وقال وزير الخارجية الليبي محمد عبد العزيز عقب اجتماعه مع الامين العام للجامعة نبيل العربي انه تم تكليف الوفد بالان
طلاق نحو بدء مشاورات للمصالحة الوطنية و تفعيل الحوار مع كل النخب السياسية التي تضم المؤتمرالوطني العام والاحزاب السياسية والجهاز التنفيذي للحكومة ومنظمات المجتمع المدني وقيادات القبائل والحكماء.
وقال للصحفيين ان بلاده ترغب في مشاركة الجامعة  بعملية المصالحة، والتنسيق مع ممثلي الامم المتحدة ودول الجوار.
وكان عبد العزيز التقى نظيره المصري نبيل فهمي الذي اكد استعداد مصر لمساعدة الحكومة الليبية في كل ما من شأنه تحقيق احترام القانون  وتحقيق الامن العام حيث تركز البحث خلال اللقاء على تأمين الحدود بين البلدين.
وقال الوزير الليبي بهذا الصدد انه اتفق مع فهمي على ايفاد وفد امني ليبي الى القاهرة لتفعيل التعاون الامني خصوصاً ما يتعلق بتامين الحدود مع مصر والمشاركة في مؤتمر أمن الحدود الاقليمي الذى يعقد بالقاهرة قريباً.
في الاثناء، قالت تقارير إن الجزائر استنفرت أربعين ألف جندي من قواتها على الحدود الليبية إثر تردي الأوضاع الأمنية. وكشفت التقارير أن الجزائر اتخذت هذه الخطوة بسبب المحاولات المتكررة لإدخال السلاح عبر الحدود. يُذكر أن الجزائر كانت قد أغلقت سفارتها في ليبيا أيضاً على إثر تهديدات أمنية.
وكان «الجيش الوطني الليبي» طلب من المدنيين، مغادرة مناطق في بنغازي قبل شن هجوم جديد على المتشددين الإسلاميين، وذلك بعد يوم من سقوط عشرات القتلى في أسوأ اشتباكات تشهدها المدينة الواقعة في شرق ليبيا منذ أشهر.
وشوهدت عشرات العائلات، وقد حزمت أمتعتها وهي تخرج من المناطق الغربية من المدينة، حيث دارت اشتباكات استمرت لساعات الجمعة الماضية بين مقاتلين إسلاميين وقوات الجيش الوطني الليبي بقيادة اللواء المتقاعد المنشق خليفة حفتر.

انسحاب موقت
من جهته، قال حفتر الذي كان يرتدي زياً عسكرياً، إن قواته انسحبت بشكل موقت من بنغازي لأسباب تكتيكية، مؤكداً أن الحكومة والبرلمان غير شرعيين لأنهما أخفقا في تحقيق الأمن. وصرح للصحافيين في نادٍ رياضي في بلدة الأبيار الصغيرة الواقعة شرق بنغازي قائلاً: «سنعود بقوة»، مضيفاً أن قواته بدأت هذه المعركة وستواصلها حتى تحقق أهدافها.
إلا أن السلطات الحكومية اعتبرت العملية «خروجاً عن شرعية الدولة وانقلاباً عليها» يقوده  حفتر، حسب بيان قرأه رئيس المؤتمر الوطني العام نوري أبو سهمين.
وكانت المعارك التي استخدمت فيها قوات حفتر طائرات حربية ومروحيات قتالية، دفعت برئاسة الأركان العامة للجيش إلى إعلان حظر الطيران فوق مدينة بنغازي وضواحيها. ورغم هذا القرار، إلا أن طائرة حربية أغارت على مجموعة من المسلحين شمال غرب المدينة بدون وقوع ضحايا، بحسب أحد الثوار السابقين، الذي قال إن «الطائرة اخطأت هدفها».
وكانت قوات حفتر انسحبت بعد المواجهات من بنغازي لسبب لا يزال مجهولاً، قبل أن تطلب في بيان من سكان أحياء القوارشة وسيدي فرج مغادرتها بدون أن تؤكد تنفيذ هجوم جديد. وبحسب مسؤول في وزارة الصحة الليبية فإن عدد القتلى من جراء الاشتباكات ارتفع إلى 79 قتيلاً، وإن أكثر من 100 شخص أصيبوا.
وأعلن مدير مطار بنينا الدولي إبرهيم فركاش أن إدارة المطار قررت تمديد إغلاق المطار لمدة 48 ساعة كإجراء احترازي على خلفية الأوضاع الأمنية المضطربة في مدينة بنغازي في شرق ليبيا.
وقال فركاش، في تصريحات صحفية، «إن تعليق العمل في المطار قد يتم رفعه في أي وقت بمجرد ظهور بوادر انفراج في الأزمة الأمنية التي تشهدها مدينة بنغازي».
وأشار إلى أن إدارة المطار اتخذت قرار تعليق العمل في المطار تخوفاً من توسع رقعة الاشتباكات المسلحة التي شهدتها مدينة بنغازي، والتي جرت في مناطق قريبة جدًا من المجال الجوي التي تستخدمه الطائرات المدنية في إقلاعها وهبوطها إلى المطار.
وفي وقت لاحق انتقلت المواجهات الى طرابلس وتعرضت مبان حكومية للهجوم واطلاق نار وشوهدت النيران في وزارة الداخلية.
واقتحمت قوات حفتر مبنى المؤتمر الوطني العام في طرابلس وطلبت تعليق نشاطاته وتسليم السلطة الى هيئة تضع دستوراً جديداً للبلاد. كما رفضت هذه القوات تعيين احمد معيتيق رئيساً جديداً للوزراء في ليبيا.

بنغازي – «الاسبوع العربي»

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق