أبرز الأخبار

الخارج يضغط لانجاز الاستحقاق الرئاسي والمؤتمر التأسيسي مرفوض حتى من بعض 8 اذار

يقول نائب في كتلة الوفاء للمقاومة (حزب الله) انه ليس هناك من اتفاق او اجماع داخل قوى 8 اذار حول فكرة المؤتمر التأسيسي، التي اعلن عنها الامين العام لحزب الله حسن نصرالله، بعد انتخاب البطريرك بشاره بطرس الراعي الذي دعا الى تجديد الميثاق الوطني وميثاق الشراكة بين اللبنانيين، مشيراً الى وجوب تجديد مبدأ الشراكة واعادة تصويب الصيغة القائمة.

استند نصرالله الى مواقف الراعي ليعلن عن ضرورة قيام هيئة تأسيسية لاعادة تكوين السلطة. ويكشف ديبلوماسي فرنسي عن ان حزب الله فاتحه عام 2007 بضرورة اعادة النظر في الدستور والمعادلة السياسية التي قام عليها، اي المناصفة من دون عد، وضرورة اعتماد المثالثة على اعتبار ان هناك معطيات استجدت الان لم تكن عند وضع اتفاق الطائف. وبحث مسؤول فرنسي في الامر مع المسؤولين الايرانيين في طهران قبل انعقاد مؤتمر سان كلو في باريس، انطلاقاً من مقايضة المثالثة بتسليم حزب الله سلاحه الى الدولة، بعدما تردد ان البحث في تعديل الطائف يتواكب مع البحث في سلاح الحزب. الا ان الفكرة طويت بعد اعتراض سعودي ومعارضة من قبل قوى 14 اذار، رافضة مجرد البحث في تعديل الدستور والاصرار على الالتزام به والعمل على اكمال تطبيق ما تبقى من مواد. وابلغ الرئيس فؤاد السنيوره رئيس الحكومة التي كانت تتولى صلاحيات رئيس الجمهورية بعد تعذر انتخاب رئيس جديد على اثر انتهاء ولاية الرئيس اميل لحود، الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي رفض مجرد البحث في الموضوع والتمسك بالطائف وبالمعادلة التي قام عليها، وهي المناصفة بين المسلمين والمسيحيين. وطوي الحديث عن الموضوع ولم يتم التطرق اليه في اجتماعات سان كلو.

الثلث المعطل
وبعد اتفاق اللبنانيين على المشاركة في مؤتمر الدوحة لانضاج سلة الاتفاق على رئيس للجمهورية ورئيس للحكومة والمحاصصة داخل الحكومة وقانون الانتخاب وضرورة اجراء الانتخابات في موعدها، عاد البعض الى اثارة الموضوع في سياق الافكار المطروحة للتوصل الى اتفاق حل. ولما شعر الحزب ان هناك رفضاً لتعديل الطائف وتمسكاً باعتماد المناصفة، اصرت قوى 8 اذار على الحصول على المثالثة المبطنة من خلال الثلث المعطل في الحكومة، عبر وزير ملك وغيرها من الصيغ، وتم القبول باعطاء الثلث المعطل للحزب كضمانة لتطمينه، بعدما اثار تجاوزات حكومة السنيوره واداءه خلال فترة الفراغ. وتوقف الحديث عن المثالثة ونفى بعض مكونات 8 اذار وجود نية لاعتمادها وتعديل النظام. وعاد الحديث الى الواجهة بعد تشكيل حكومة تمام سلام، وبعدما لمست قوى 8 اذار، لا سيما حزب الله، انه تخلى مع عملية التأليف عن مطالبه ومنها صيغة 9-9-6، وثلاثية الشعب والجيش والمقاومة، والثلث المعطل، بعدما اعلن نصرالله عن تمسك قوى 8 اذار في هذه المسلمات ورفض التخلي عنها تحت اي مبرر. ومع اقتراب مهلة الاستحقاق الرئاسي الدستورية من نهايتها، كشف الرئيس ميشال سليمان ان من يسعى الى الفراغ في سدة الرئاسة، ومن يعطل النصاب، انما يحاول دفع البلاد الى الفراغ الشامل، ليتسنى طرح فكرة عقد مؤتمر تأسيسي لاعادة تركيب السلطة والاسس التي تقوم عليها الدولة، من خلال معادلة جديدة. وابلغ مسؤول فرنسي مسؤولاً لبنانياً ان حزب الله، وفي اطار البحث عن حل للازمة ومخرج لحال المراوحة ولانجاز الاستحقاق الرئاسي في موعده، ابلغ باريس انه يريد موقعاً في السلطة التنفيذية لانه خارجها، ويتقاسم النفوذ فيها الماروني والسني من دون الشيعي. واشار الرئيس سليمان الى هذا الموضوع في احتفال في جبيل عندما حذر من خطورة قيام هيئة تأسيسية جديدة في ظل الفراغ المحتمل في رئاسة الجمهورية بعد 25 ايار (مايو) لانه يطيح المناصفة، ودعا الى تطبيق الطائف والحرص على المناصفة والعيش المشترك والصيغة الميثاقية. وفي اخر اجتماع لهيئة الحوار اكد الرئيس نبيه بري باسم المسلمين شيعة وسنة ودروزاً، ولو تعدياً على من يمثلهم في الهيئة، ان لا رجعة عن مبدأ المناصفة بين المسلمين والمسيحيين. وقال للرئيس سليمان «سمعت كلامك وانا اؤكد اننا لن نقبل الا بالمناصفة». وفي اليوم التالي اكد النائب طلال ارسلان تأكيد انعقاد مؤتمر تأسيسي لتصحيح النظام، واعتبر الموقف رداً على بري. واكد احد نواب حزب الله  ان لا اتفاق حول الموضوع، واشار الى الافادة من حال الفراغ لطرحه وتصويب النظام.

ضغوط خارجية
ويبقى السؤال عما اذا كانت الانتخابات ستجري في موعدها ام ستؤجل؟ يقول وزير في الحكومة ان هناك جهداً ديبلوماسياً خارجياً لانجاز الاستحقاق في موعده، وهناك حراكاً في الشارع المسيحي يقوده البطريرك الماروني والرئيس امين الجميل لمنع الفراغ في مركز الرئاسة. فالبطريرك يرفض الفراغ ويطرح استمرار الرئيس سليمان في منصبه الى حين انتخاب البديل، عملاً بـ «مبدأ القياس» كما اعلن وزير الشباب والرياضة العميد عبد المطلب حناوي، الذي قال طالما هناك حل لمنع الشغور في رئاسة السلطتين التشريعية والتنفيذية يجب ايجاد صيغة لاستمرارية حكم رئيس الجمهورية الى حين انتخاب الرئيس الجديد. وعلى رغم الحديث عن منع الفراغ وعن التمديد للرئيس سليمان الذي يرفضه العماد ميشال عون والحزب، يؤكد زوار بعبدا ان سليمان سيكون في منزله في 25 الجاري وليس وارداً عنده التمديد فانه غير معني وهذا ما يحمل مصادر ديبلوماسية على البحث في المخارج والبدائل، بعد اقتناع الاقطاب الاربعة باستحالة وصول اي منهم وضرورة افساح المجال امام مرشح مقبول من الجميع، لا يكون مرشح تحد او مرشح 8 او 14، لان المطلوب مرشح حيادي معتدل على صورة الرئيس سليمان.
ويقول نائب في قوى 14 اذار كما شكلت الحكومة في لحظة اقليمية قد تتوفر هذه اللحظة لانتخاب رئيس جديد، لانه لا يعقل ان يتم الاتفاق على الحكومة وعلى البيان الوزاري وعلى الخطوة الامنية وعلى التعيينات وعلى المحافظة على الاستقرار السياسي والامني والاقتصادي، وان يتخلى الخارج في لحظة عن المساعدة على انتخاب رئيس جديد ضمن المهلة الدستورية، مما قد ينعكس سلباً على الاوضاع ويؤدي الى انهيار الاستقرار وحصول تفجير امني وسقوط مناخ الهدوء وارتفاع منسوب الخطاب السياسي بين 8 و14 وبين السياسيين السنة والشيعة، وعودة المخاوف من اشتعال نار الفتنة بعد ان تم وأدها في المهد. ويقول النائب الاذاري ان الخارج حريص على المحافظة على الاستقرار وعلى عدم تفجير لبنان ونشوب ازمة جديدة في المنطقة، في الوقت الذي تجهد فيه القوى الخارجية لحل ازمات المنطقة بالحوار والتفاوض بعيداً عن العنف واستخدام السلاح. وقد تدفع المخاوف من تداعيات الفراغ في سدة الرئاسة القوى الخارجية الى التحرك لانجاز الاستحقاق. وتقوم فرنسا بلعب دور محوري لانجاز الاستحقاق بتفويض اميركي – فاتيكاني بحيث تتواصل باريس مع السعودية وايران للاتفاق على صيغة تساعد على اجراء الانتخابات، بعدما تبين ان صعوبة اتفاق اللبنانيين تعود الى عدم وجود تفاهم سعودي – ايراني وغياب هذا التفاهم يبقي المراوحة قائمة. ويقول مصدر ديبلوماسي مطلع ان انجاز الاستحقاق في موعده يحتاج الى اتفاق سعودي – ايراني يخرج الاستحقاق من عنق الزجاجة وان هذا متوقع قبل 25 ايار (مايو) وربما تأجل الاستحقاق بضعة ايام كما قال السفير الروسي، اي الى ما بعد الانتخابات السورية. ويضيف ان عواصم غربية وحتى عربية قد تشهد اجتماعات بعيدة عن الاضواء للبحث في الاستحقاق الرئاسي وانجازه ضمن المهلة الدستورية وقبل 25 ايار (مايو).

فيليب ابي عقل

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق