الاقتصادمفكرة الأسبوع

«العرب»… في بورصة لندن

تشهد بورصة لندن توجهاً متزايداً للشركات نحو الادراج، وذلك لاستقطاب استثمارات عالمية والوصول الى كتلة اكبر من رؤوس الاموال، وفق ما اشار اليه تقرير صادر عن وزارة الخارجية البريطانية. فما هي الصورة التي رسمها هذا التقرير للجانب العربي من بورصة لندن.

انضمت الى بورصة لندن 12 شركة من منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا منذ مطلع العام 2011، وذلك بدافع الارتقاء بمكانتها التجارية في الاسواق الاستثمارية العالمية.

الدوافع
ويعزو رئيس الاسواق الاولية في الشرق الاوسط وشمال افريقيا ايباكن اديبايو هذا «التوجه المتزايد» للشركات الى جملة من العناصر التي تتمثل بالموقع المهم الذي تتمتع به لندن كمركز مالي عالمي، ومنصة حيوية لبلوغ اكبر عدد ممكن من المساهمين، وتنويع مصادر الاموال، اضافة الى ما توفره من بيئة استثمارية وتشريعية جاذبة للاستثمارات الاجنبية. والاهم من ذلك، يضيف اديبايو، تكتسب الشركة المدرجة في بورصة لندن مصداقية ومكانة مرموقة في ميدان الاعمال، ما يخولها التحول الى لاعب اقليمي او دولي في صناعات معينة بعد نموها.
واعتبر التقرير البريطاني ان قاعدة المستثمرين في لندن تطمئن للاستقرار في دول مجلس التعاون الخليجي، وخير دليل على ذلك الاقبال السريع والملحوظ على شراء الاسهم فور طرحها في بورصة لندن.
وفي المجال نفسه، توقع رئيس اسواق الاسهم الاولية العالمية في بورصة لندن اليستر والمسلي، خلال لقائه وفداً اعلامياً، ارتفاعاً في وتيرة ادراج شركات المنطقة في بورصة لندن على الخمس او العشر سنوات المقبلة «بهدف الوصول الى مصادر تمويل اوفر كوسيلة للاستفادة من السيولة، والحصول على زخم دولي»، مشيراً الى ان مجموعة من الشركات الخليجية الجديدة تعتزم الانضمام الىها خلال العام الجاري. ورأى ان هناك حاجة لمزيد من رؤوس الاموال في المنطقة، يمكن ان تلعب بورصة لندن دوراً حيوياً في تلبيتها. وتتوزع الشركات الطامحة للادراج على قطاعات المصارف، والبحر، والنفط والغاز، والتكنولوجيا، والعقارات وتجارة التجزئة.

الشركات المدرجة
يبلغ عدد شركات الشرق الاوسط وشمال افريقيا المدرجة في السوق الرئيسية لبورصة لندن 37 شركة من مصر، والمغرب، ولبنان، والبحرين، والاردن، وتونس، وقطر، وعمان، والامارات العربية المتحدة، والكويت، وهناك 9 شركات مدرجة في سوق الاستثمارات البديلة التابعة لها (الامارات العربية المتحدة، الكويت، العراق، الجزائر، المغرب، وعمان). وقد تم تأسيس هذه السوق عام 1996 لدعم الشركات الحديثة النشأة، والمشاريع الصغيرة والمتوسطة، حيث تتيح لها تعويم اسهمها من خلال قواعد تنظيمية اكثر مرونة من تلك المطبقة في السوق الرئيسية، اضافة الى فرصة النفاذ الى اسواق رأس المال وتعزيز مكانتها وقيمتها السوقية، واجتذاب المستثمرين، ما من شأنه ان يفتح ابواباً جديدة لها لتحقيق مزيد من النمو، والتوسع نحو اسواق عالمية.

دور البورصة
لعبت بورصة لندن دوراً قوياً في دعم شركات من مختلف بلدان العالم في الربع الاخير من العام 2013، وتسجيل زيادة 8٪ في اصول الاسهم الخاضعة لادارة المحافظ الدولية. وفي العام 2012 كانت من بين اسواق الاوراق المالية الدولية الاكثر نجاحاً في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا، سواء من خلال حجم رأس المال الذي حققته، او عدد الشركات المدرجة لديها، والتي استمرت بالتزايد خلال 2013 مع انضمام «داماك»، الشركة العقارية الاماراتية التي تشكل اكبر اكتتاب من قبل شركة شرق اوسطية في لندن منذ العام 2005. وفي العام نفسه، تم ادراج مستشفيات «النور» الاماراتية، اكبر الاكتتابات العربية من ناحية جمع الاموال في 2013، وقد حصدت 354،8 مليون دولار، اضافة الى«الشركة العالية للفنادق الكويتية» التي انضمت الى سوق الاستثمارات البديلة في كانون الاول (ديسمبر) 2013، وجمعت 50 مليون دولار. وفي 2014، انضمت «غالف مارين سرفيز»، ومقرها ابوظبي، للسوق الرئيسية وحصدت 297 مليون دولار.
وعلى صعيد المنطقة، اشار «والمسلي» الى ان بورصة لندن تعكف دوماً على تقديم الدعم والاستشارات لمنظمي اسواق الاسهم المحلية والمتداولين في البورصة في دول خليجية عدة حول افضل الطرق المتناسبة مع اعمالهم، والكفيلة بتنمية وتطوير اسواقهم المحلية، وتوضيح مدى فعالية الادراج في سوق الاستثمارات البديلة. وفي اعتقاد والمسلي الجازم ان بورصة لندن لديها دور حيوي يمكن ان تلعبه في ظل تنامي العلاقات بين دول المنطقة والمملكة المتحدة.
يشار الى ان الفترة بين 1 نيسان (ابريل) 2013 و28 شباط (فبراير) 2014 شهدت فيها بورصة لندن ارتفاعاً بارزاً في الاكتتابات من المنطقة باجمالي 103 اكتتابات توزعت بين السوق الرئيسية وسوق الاستثمارات البديلة، وجمعت اموالاً بقيمة 22،7 مليار دولار.

مدير جديد لهيئة التجارة والاستثمار البريطانية
اختارت الحكومة البريطانية سفيرها لدى الامارات دومينيك جيريمي مديراً تنفيذياً جديداً لهيئة التجارة والاستثمار البريطانية التي تعد ابرز جهة تستقطب الحكومة البريطانية من خلالها الاستثمارات الاجنبية ومساعدة الشركات البريطانية في الخارج. وسبق لجريمي ان شغل الوظيفة نفسها بالوكالة عام 2009. وتحتل الدبلوماسية التجارية، خصوصاً في الشرق الاوسط وشمال افريقيا موقعاً مهماً في نشاط التمثيليات الدبلوماسية الغربية عموماً، والبريطانية خصوصاً، وتلعب دوراً كبيراً في جذب الاستثمارات العربية. وقد اصبحت المنطقة العربية ، ولا سيما الخليج اشبه بـ «بوصلة» الاستثمار الخارجي بالنسبة الى الحكومات الغربية. وتبدو مهمة لندن اسهل مقارنة بالبعثات الغربية الاخرى، بالنظر لما توفره من بيئة استثمارية وتشريعية جاذبة للاستثمارات الاجنبية في بريطانيا.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق