سياسة عربية

وزراء خارجية «الجوار السوري» يشكون تدني الدعم الدولي للاجئين

كيف يمكن التعاطي مع الاحتياجات المتزايدة للاجئين السوريين؟ ومن يستطيع ان يلبي متطلبات اللجوء التي تشكل اعباء كبيرة على دول الجوار التي تئن اصلاً من اعباء اقتصادية كبيرة؟ هذا هو مضمون الاجتماع الوزاري لدول «الجوار السوري» الذي انعقد في مخيم الزعتري في الاردن.

الاجتماع الذي تكون من جلستين، الاولى معلنة وتم خلالها استعراض واقع اللجوء السوري، والاعباء المتزايدة على دول الجوار . والثانية مغلقة وتم خلالها التطرق الى الملف من جميع جوانبه، وخصوصاًة الاعباء الامنية بشكل عام. وتصورات دول الجوار للحل. وجرى البحث معمقاً بعمليات تهريب الاسلحة، وغيرها، وتبعات تدفق اللاجئين من جميع الجوانب.
الاجتماع الوزاري الثالث للدول المستضيفة للاجئين السوريين عقد بمشاركة وزراء خارجية كل من العراق هوشيار زيباري، وتركيا احمد داود اوغلو، ونائب وزير الخارجية المصري للشؤون الأفريقية حمدي لوزه، ووزير الشؤون الاجتماعية اللبناني رشيد درباس، والمفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين انتونيو غوتيرس، ووزير الخارجية الاردني ناصر جودة، بحضور وزير الداخلية الاردني حسين المجالي، ووزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور ابرهيم سيف.
ويهدف الاجتماع الى «تسليط الضوء على الاوضاع الانسانية الناتجة عن الازمة السورية، وجذب انتباه العالم وتركيزه على هذه الاوضاع، وحث المجتمع الدولي على تقديم الدعم اللازم لدول الجوار السوري لتتمكن من القيام بواجبها الانساني تجاه استضافة اللاجئين السوريين».

معاناة دول الجوار
الوزراء الذين اكدوا ضرورة الحل السياسي للازمة السورية، استعرضوا واقع اللجوء بشكل عام، ومعاناة دول الجوار وشددوا على ضرورة التخفيف عن دول الجوار من خلال تقديم الدعم لها اولاً، وفتح ابواب اللجوء اليها ثانياً، وبحيث لا يبقى اللجوء مقتصرا على دول بعينها.
وقال وزير الخارجية الأردني ناصر جودة «إن الاردن مستمر بإيواء وتقديم الخدمات للاجئين السوريين ولا بد من دعمه ومساندته لتمكينه من الاستمرار بهذا الدور خصوصاً في ظل تفاقم الازمة السورية». وأضاف جودة أن ما يحدث في العالم من احداث وتطورات وغيرها «يجب الا يكون عاملاً لنسيان موضوع التداعيات والازمة الانسانية لسوريا وانعكاساتها»، مؤكداً اهمية استمرار التنسيق بين الدول المستضيفة للاجئين السوريين والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين. وأوضح أن هناك حاجة لمراجعة كاملة لمنهجية التعامل مع الاحتياجات الانسانية وتدفق اللاجئين السوريين الى دول الجوار السوري. وقال إن الاردن يستضيف مليوناً و300 الف لاجىء سوري على اراضيه الآن، منهم 600 الف مسجلون كلاجئين لدى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، و700 الف غير مسجلين ويعيشون في الاردن، وهذا يشكل عبئاً كبيراً على الاردن الذي يقدر عالياً المعاناة الانسانية للشعب السوري، ويتقاسم ابناؤه القليل الذي يملكونه مع اشقائهم السوريين.
واشار جودة الى انعكاسات ذلك على الاردن ايضاً في حال الاستدامة في استقبال اللاجئين حيث يوجد الآن اكثر من 120 الف طالب سوري يدرسون في المدارس ويتزايد هذا العدد كل فصل دراسي، اضافة الى تزايد العبء على المستشفيات التي اصبحت نسبة إشغالها 100 بالمائة، والبنى التحتية في الاردن الذي يستورد 96 بالمائة من حاجته من الطاقة من الخارج، كما اشار الى الانعكاسات الكبيرة لتدفق اللاجئين السوريين الى الاردن على قطاع المياه خصوصاً وأن الاردن من افقر دول العالم في قطاع المياه.
واكد وزير خارجية الأردن على اهمية التوصل الى حل سياسي للوضع في سوريا، والذي ينعكس بالتالي على الوضع الانساني، وثمن عمل ودعم المنظمات الدولية والدول الشقيقة والصديقة، مؤكداً أن الاردن بحاجة الى مزيد من الدعم.

 فتح الحدود 
من جهته، دعا  المفوض الأعلى في الأمم المتحدة للاجئين أنتونيو غوتيريس  دول العالم إلى فتح حدودها أمام اللاجئين السوريين، بحيث لا يقتصر ذلك على دول الجوار فقط.
وعبر خلال اللقاء، عن أسفه من إغلاق بعض الدول الأجنبية حدودها أمام اللاجئين السوريين الذين تعرض العديد منهم للغرق أثناء محاولتهم الوصول إلى تلك الدول.
وقال إن المساعدات الدولية إلى دول الجوار السوري قليلة، مطالباً المجتمع الدولي بدعم ميزانيات دول الجوار التي تواجه تحديات موجة اللجوء، بالإضافة إلى دعم المجتمعات المحلية فيها بمشاريع.

عمان – «الاسبوع العربي»
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق