سياسة لبنانيةلبنانيات

الازمات القاتلة تتلاحق والفراغ يعم والمنظومة منشغلة بمصالحها الخاصة

يا حراك 17 تشرين لا تسموا تحرككم ثورة لان الثورة لا تنطفىء قبل تحقيق اهدافها

لبنان غارق في الازمات المستعصية التي تسقط على رؤوس المواطنين فتكاد تعميهم عما يجب ان يقوموا به لمواجهة هذا الواقع الاليم. فالحكومة تحولت الى علكة يتسلى بها رجال المنظومة، بعدما ابتعدت عن الحقيقة. فبين الوساطات والضغوطات يبقى الثلث المعطل هو الغالب، وهو يسد طريق التشكيل، بالاضافة الى المحاصصات والحقائب وغيرهما. لقد اعتاد اللبنانيون على الفراغ على مدى سنوات يلاحقهم ويضربهم في مصالحهم، والمعرقلون لا يتعبون وهم ينشطون في جميع الاتجاهات لسد اي طريق لا يوصلهم الى اهدافهم.
هل تعتقد المنظومة انها بقهر المواطنين تستطيع ان تكسب ودهم وتحقق ما تصبو اليه؟ هل ان قطع الكهرباء ونشر العتمة في البلاد يخدم هذه الطبقة الفاسدة. وهنا نسأل ماذا تفعل وزارة الطاقة ولماذا لا تلغى. لقد تعهدت بايصال التيار الى المنازل فاذا بها بعد هدر اكثر من اربعين مليار دولار، توصلنا الى العتمة الشاملة، ولم تكتف بذلك بل تسببت في ازمة محروقات واستطاعت ان تصرف اهتمام الناس الى البحث عن غالون بنزين او مازوت ليتمكنوا من تسيير اعمالهم. هل معقول هذه الصفوف الطويلة للسيارات امام محطات المحروقات؟ الا يخجل المسؤولون من الزوار الذين يؤمون لبنان معتقدين انه لا يزال منارة الشرق، فيرون انه اصبح في ظلمة القبور؟ من المسؤول؟ ما هو الحل؟ ما من مجيب. ولكن الامل بات معقوداً على المبادرة الاميركية لاستجرار الغاز من مصر والكهرباء من الاردن، وقد بدأ البحث في هذا المشروع للاسراع في تنفيذه. وهكذا فان الخارج الذي يجد يومياً من يهاجمه في لبنان لاغراض لا دخل لنا بها، هذا الخارج هو احن علينا من المنظومة التي اخترناها لتتولى شؤوننا، فاذا بها تصرف النظر عنا وعن مآسينا وتتطلع الى مصالحها الخاصة.
ووزارة الطاقة لا تكتفي بالعتمة تخيم على البلاد. فقد اختارت فصل الصيف والحر اللاهب لتقطع المياه عن المنازل في العاصمة والمناطق. وعبثاً يصرخ الناس من الالم والقهر، فلا من يسمع ولا من يجيب. فهل بعد ذلك لا نسأل لماذا باقية وزارة الطاقة؟
ولا يمكن ان نغفل باقي وزارات الخدمات وخصوصاً الاقتصاد والاشغال العامة. فوزارة الاقتصاد غائبة عن السمع والبصر، لا تحاول ان تضبط هذا الفلتان في اسعار المواد الغذائية والسلع الحياتية وفواتير مولدات الكهرباء المفترض ان تتعاون مع وزارة الطاقة لمراقبتها ولكن المسؤولية غائبة ولذلك ترى الاسعار تختلف من سوبرماركت الى اخر بنسب كبيرة، ذلك ان كل طرف يفرض السعر الذي يريده لا حسيب ولا رقيب. بلى ان وزارة الاقتصاد حاضرة ابداً لرفع سعر الخبز وفاتورة المولدات. اما المحاسبة فليست من مسؤوليتها.
اما وزارة الاشغال فحدث ولا حرج عن حال الطرقات المحفرة والتي تغطيها الحفر الواسعة التي تتسبب يومياً بحوادث قاتلة. طرقات لبنان عمرها عقود وهي بلا صيانة ولا ادنى الاهتمام من المسؤولين وسنصل الى يوم ليس ببعيد تصبح غير صالحة للسير عليها.
هل نكمل في تعداد مآثر وزارات الخدمات التي تتسابق المنظومة على الاستيلاء عليها. ان الناس ملوا من هذه الطبقة الفاقدة للمسؤولية. ومع ان الحل بايديهم فانهم لا يتحركون. لقد سموا تحرك 17 تشرين ثورة، ونحن نرفض هذه التسمية. فالثورة هي اذا اشتعلت لا تنطفىء قبل ان تحقق اهدافها. فاين انتم يا «ثوار» من هذا التحرك. وماذا حققتم من تحرككم حتى هدأت حركتكم. رجاء لا تسموا ما قمتم به ثورة لكي لا تهينوا الثورات، والا هبوا دفعة واحدة ولا تتراجعوا قبل تحقيق الحلم حتى ولو كان الثمن باهظاً وعندها يؤيدكم جميع الناس وتستحقون اللقب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق