دولياتعالم

ايران ومجموعة «5 + 1» تباشران بوضع مسودة الاتفاق النهائي

يبدو ان المحادثات النووية بين ايران والدول الغربية قطعت شوطاً طويلاً على طريق التوافق، وانها نجحت في حلحلة اكثر من عقدة كانت طهران تعتبرها عنواناً لموقفها المتشدد من ازمة الملف النووي ككل.

في ختام جولة جديدة من المحادثات النووية بين وفد ايراني والوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومباحثات اخرى على مستوى «5 + 1» اعلنت ايران عن احراز تقدم كبير في مفاوضاتها تلك، الامر الذي يمهد الى صياغة اتفاق نهائي بين الجانبين، وبالتالي طي ذلك الملف الخلافي الذي وضع المنطقة على شفا حرب قد تكون نتائجها كارثية على العالم كله.
فقد اعلن رئيس المنظمة الايرانية للطاقة النووية ان قضية مفاعل اراك، احدى النقاط العالقة في المفاوضات النووية بين ايران والدول الكبرى، «تمت تسويتها عملياً».
وقال علي اكبر صالحي ان ايران تقدمت باقتراح لمجموعة خمسة زائد واحد لتغيير المفهوم الذي تقوم عليه المنشآت في اراك، وان تلك الدول وافقت على الاقتراح. دون ايراد المزيد من التفاصيل.
واقترحت الولايات المتحدة تحويل المفاعل بالمياه الثقيلة الى مفاعل يعمل بالمياه الخفيفة، لكن طهران رفضت ذلك. في المقابل، عرضت ايران تغيير مفهوم المفاعل للحد من كمية البلوتونيوم التي ينتجها.

عرض ايراني
لكن مصادر اخرى نقلت عن مسؤولين ايرانيين القول إن طهران عرضت إعادة تصميم قلب مفاعل الماء الثقيل لتقليل انتاج البلوتنيوم إلى خمس طاقتها الانتاجية. وبحيث يصار الى تغيير دورة الوقود من اليورانيوم الطبيعي إلى اليورانيوم المخصب بما بين أربعة إلى خمسة في المئة. وان الطرف الآخر رحب بالفكرة معتبراً انها تزيل شكهم في ما يتعلق بانتاج البلوتنيوم.
ويستطيع مفاعل اراك الواقع على بعد 240 كلم جنوب غرب طهران، نظرياً ان يؤمن لايران البلوتونيوم الذي يمكن استخدامه في صنع قنبلة نووية. لكن ايران تؤكد ان هذا المفاعل البالغة قدرته 40 ميغاوات والذي تشرف الوكالة الدولية للطاقة الذرية على بنائه، ذو اغراض بحثية وخصوصاً طبية.
الى ذلك، اعلنت إيران انها فرغت من تخفيف وتحويل أكثر من 200 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب طبقاً للاتفاق الذي تم التوصل إليه في جنيف في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي مع القوى العالمية حول برنامجها النووي المثير للجدل.
ونقلت وسائل اعلام عن علي أكبر صالحي رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية قوله ان الخطوة تأتي تنفيذاً للاتفاق الذي تم التوصل إليه مع الغرب والتي تنص على أن يكون «نصف مخزون اليورانيوم لدينا والبالغ 200 كيلوغرام يتم تخفيفه وأن يتم تحويل النصف الآخر إلى أوكسيد اليورانيوم».
وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن إيران عملت على خفض مخزونها النووي بالغ الحساسية بنسبة قرابة 75 بالمئة في تنفيذ لاتفاق بارز مع القوى العالمية لكن تم تأخير منشأة كان مخططاً لها تحتاجها إيران للايفاء باتفاق الستة أشهر.
وقال صالحي إن العملية السريعة لتحويل اليورانيوم كان من المتوقع أن تسرع في الإفراج عن أصول إيرانية مجمدة في الغرب.
وطبقاً للاتفاق الذي يمثل انفراجة والذي تم التوصل إليه في 20  كانون الثاني (يناير) أوقفت إيران بعض أوجه برنامجها النووي في مقابل تخفيف محدود للعقوبات الدولية التي أنهكت اقتصاد الدولة التي تعد منتجاً رئيسياً للنفط.

خفض العقوبات
وإذا ما التزمت إيران بالاتفاق المؤقت فإنها ستحصل على إجمالي 4،2 مليار دولار عائدات من الأصول المجمدة في الخارج على ثمانية أقساط في الفترة من كانون الثاني (يناير) وحتى تموز (يوليو). وحصلت إيران على 2،55 مليار دولار بما في ذلك الدفعات الأخيرة التي حصلت عليها من اليابان. ودفعت كوريا الجنوبية وهي مستورد آخر للنفط الإيراني دفعة واحدة.
وقال صالحي أيضاً إن إيران ستكون مستعدة في غضون شهر للرد على جيمع الأسئلة التي أثارتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن الأنشطة النووية الإيرانية المشتبة فيها.
وقال صالحي «لا توجد لدينا أية مشاكل أخرى مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في ما يتعلق بالقضية النووية». مضيفاً «يمكن القول إن أنشطة إيران النووية اصبحت قضية مغلقة بالفعل».
في السياق عينه، اعلن مسؤول ايراني ان ايران والدول الكبرى ستستأنف المباحثات التقنية الشهر المقبل في نيويورك قبل المفاوضات المرتقبة بشأن الاتفاق النووي النهائي.
وستجري المفاوضات من الخامس وحتى التاسع من ايار (مايو) على هامش مؤتمر حول معاهدة الحد من الانتشار النووي يعقد في الامم المتحدة حسب ما اعلن نائب وزير الخارجية عباس عراقجي للتلفزيون الايراني. وقال ان حميد بعيدي نجاد سيقود الوفد الايراني كما حصل في الجولات السابقة دون مزيد من التفاصيل.
وسيعقد الاجتماع قبل ايام من جولة جديدة من المفاوضات بين ايران ومجموعة 5+1 التي ستبدأ في 13 ايار (مايو) للتوصل الى اتفاق شامل حول انشطة ايران النووية المثيرة للجدل.
واجتمع الجانبان في فيينا الاسبوع الماضي واتفق المفاوضون من ايران والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي – الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا – اضافة الى المانيا، على «الانتقال الى المرحلة التالية» من المفاوضات.

الاتفاق النهائي
وسيبدأ الوفدان بصياغة مسودة الاتفاق النهائي بعد التوصل الى اتفاق مرحلي في تشرين الثاني (نوفمبر) ووافقت طهران بموجبه على تجميد بعض انشطتها النووية مقابل تخفيف العقوبات الغربية. ومن المتوقع ان ينص الاتفاق النهائي على خفض ايران عدد اجهزة الطرد المركزي المستخدمة لتخصيب اليورانيوم وتغيير تصميم مفاعل جديد في موقع اراك والسماح بزيادة عدد زايارت المفتشين الدوليين للمنشآت النووية.
في سياق مواز، اعتبرت وزارة الخارجية الايرانية مصادرة ناطحة سحاب في مانهاتن تعود لمؤسسة علوي الخيرية الايرانية اجراء غير مشروع.
ونقلت وكالة الانباء الايرانية عن المتحدثة باسم الخارجية مرضية افخم قولها ان مصادرة ممتلكات تعود لمؤسسة علوي خطوة غير مشروعة وتنتهك تعهدات الاميركيين المتعلقة بحرية معتقد مواطنيهم.
وقالت ان مؤسسة علوي مؤسسة خيرية وخصوصاً في الولايات المتحدة ولا علاقة لها بايران معتبرة ان قرار القضاء الاميركي «لا اساس له».
وكان قاض فدرالي اميركي وافق على مشروع حكومي يقضي ببيع ناطحة سحاب تعود لمؤسسة علوي وتوزيع اموال عملية البيع للتعويض لاسر ضحايا الارهاب.

أ. ح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق