حواررئيسي

وليد جنبلاط: تدخل حزب الله في سوريا خطأ استراتيجي

عندما يتحدث عن الانتخابات الرئاسية، يختار النائب وليد جنبلاط كلماته بحذر. فهو يتجنب الكلام عن الترشيحات المعلنة او المحتملة، ويتصدى لاي تعديل محتمل للدستور ويؤكد انه يجمد قراره حتى الدقيقة الاخيرة. ومع تجاهله لتحديد مواصفات الرئيس المقبل، اشار الى ان على الرئيس المقبل حسب رأيه اعطاء الاولوية للقضايا الاقتصادية والاجتماعية. وفي مقابلة مع مجلة «الماغازين» و«الاسبوع العربي الالكتروني» اكد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي انه في انتخابات العام 2014 يتقدم العامل اللبناني على العوامل الخارجية ولكنه لا يستبعد ان «تخرج المجموعة الدولية ارنباً من قبعتها».

منذ دخولك المعترك السياسي، شهدت على انتخابات رئاسية عدة فبأي مرحلة يذكرك الاستحقاق الحالي؟
انتخاب سليمان فرنجية ربما، وان كانت الظروف مختلفة. فهذه اول مرة نحن متروكون لانفسنا اي ان
قرار انتخاب رئيس يعود في جزء كبير منه الى اللبنانيين، باعتبار ان العالم العربي غارق في فوضى عارمة.
هل تعتقد اذاً ان العامل الخارجي معطل؟
هناك دائماً عامل خارجي يدخل على الخط، ولكن في الاستحقاق الحالي فالعامل الداخلي هو المسيطر.
انت متفق اذاً مع حسن نصرالله، نبيه بري وبشاره الراعي الذين يقولون انه بالامكان اليوم انتخاب رئيس «صنع في لبنان».
نعم انا اتفق معهم. انا واحد من الناخبين، ناخب صغير بالطبع وسأبحث مع كل الناس كيفية اتمام الاستحقاق. سيكون لنا في المجلس النيابي خيار انتخاب من هو الافضل في المرحلة الحالية. وكذلك لنا خيار الامتناع. وسنرى.
مجموعتك «الصغيرة» المؤلفة من ثمانية نواب يمكنها مع ذلك ان تميّل الكفة في هذا الاتجاه او ذاك؟
لا اعرف. سنرى في حينه.

ترشيحات
اليوم هناك مرشح اعلن ترشيحه رسمياً هو سمير جعجع، وترشيح اخر شبه رسمي هو ترشيح ميشال عون. وهناك
ايضاً روبير غانم الذي اعلن نيته السعي الى الرئاسة. فهل انت تقف مع احد من هؤلاء ام مع مرشح آخر؟
اختار في الدقيقة الاخيرة بعد التشاور مع ضميري ومع شركائي. اتشاور اولاً مع الرئيس بري وايضاً مع تيار المستقبل وجهات اخرى. لن اعلن شيئاً حول هذا الموضوع وافضل ان يكون هناك مرشحون علنيون وبرامج خصوصاً اجتماعية – اقتصادية. سواء كان هناك ترشيح او لا. لا يمكنني ان اصوت لشبح.
اعلنت لسفير الولايات المتحدة ديفيد هايل «لا جعجع ولا عون…».
لم اقل هذا قط.
هل تعتقد ان الظروف السياسية تجمعت كلها حتى يتم الاستحقاق في موعده الدستوري؟
لا ارى لماذا لا يكون هناك رئيس. ولا ارى عقبات كبرى تمنع خصوصاً وان الوضع وبما يشبه الاعجوبة تبدل على الصعيد
الامني، وان قادة المحاور في طرابلس وغيرها اختفوا والتحقوا بالجامعات في اكسفورد وفي الولايات المتحدة. وقد سبق وقلت وليس من باب التبجح: ان الذين يغطون قادة المحاور على الارض اذا توقفوا عن تغطيتهم مالياً وسياسياً يمكننا عندها الوصول الى حل. ويقال ان مختلف الفرقاء قاموا بذلك. لماذا؟ لا اعلم ولحسن الحظ انه قام حوار وخصوصاً بين تيار المستقبل وحزب الله.
حوار؟

الا يجلسون معاً في حكومة واحدة؟
هل توافق الرئيس بري ان نصاب جلسة الانتخاب الرئاسي يجب ان تعقد باكثرية ثلثي عدد النواب؟
اعتقد ان
ه على حق. وبما انني لست اختصاصياً كبيراً في الدستور لا يمكنني التأكيد حول هذا الموضوع. وهذا يذكرني بعض الشيء عندما اردنا انتخاب رئيس بالاكثرية زائداً واحداً (65 نائباً) في العام 2007. لحسن الحظ عارض البطريرك السابق نصرالله صفير يومها.
هل هناك مشاورات مع جهات اقليمية او دولية حول انتخابات الرئاسة؟
ل
ا لا يوجد. حتى الساعة. فان معظم السفراء يؤكدون انها قضية لبنانية. فهل «يخرجون ارنباً من قبعتهم» في اللحظة الاخيرة؟ لا اعلم؟

تعديل الدستور
هل تؤي
د تعديلاً محتملاً للدستور اذا دعت الحاجة؟
كلا. ل
سنا بحاجة. فكأننا نقول للطبقة السياسية انه لا يوجد سوى واحد او اثنين مؤهلين لشغل هذا المنصب.
هناك من يربط بين انتخابات الرئاسة في لبنان والانتخابات في سوريا واتفاق محتمل ايراني – اميركي حول الملف النووي فما رأيك؟
لا اذهب بعيداً الى هذا الحد. فنحن اللبنانيين نحب التحليلات الكبرى. وسواء اتفق الاميركيون او لم يتفقوا مع الايرانيين، يبقى العامل اللبناني هو الاهم. في سوريا الامر غير معقول بتاتاً. بشار الاسد سينتخب على انقاض ما تبقى من البلاد. لقد هجر تسعة ملايين سوري وبدل بطاقات الهوية، انه غير معقول…

السلاح
هذا يعني ان الانتخابات الرئاسية ست
جري وفق مبدأ «لا غالب ولا مغلوب»؟
ان القضية لا تطرح وفق لا غالب ولا مغلوب. المهم بالنسبة الي هو ان يستطيع الرئيس استيعاب المشاكل كلها وانا اصر على ان القضية هي اجتماعية – اقتصادية. البعض يقول ان السلاح (سلاح حزب الله) هو المشكلة وانا اجيبهم بان السلاح ليس قضية يمكن حلها في لبنان.. وحتى السيد حسن نصرالله قال ان السلاح يتجاوزنا. فلننتظر ان تتحدد ظروف المنطقة حتى يلتحق حزب الله بالجيش. وعلى الصعيد الاجتماعي – الاقتصادي فنحن لا نملك اي تقدير صحيح. فالادارة ينخرها الفساد الذي تغطيه الطبقة السياسية… وانا جزء منها.
عندما ترك اللبنانيون لوحدهم استغرق تشكيل الحكومة احد عشر شهراً. واستوجب ان تمد الاطراف الخارجية يدها للتوصل الى تشكيل الحكومة…
لم يمسك يدنا احد. منذ البداية قلت انه يلزمنا ح
كومة اتحاد وطني. لقد تطلب ذلك وقتاً. ولكننا وصلنا.
هل لا تزال منتقداً لتدخل حزب الله في سوريا؟ الا ترى سوى جانب سلبي فيه؟
لقد قلت دائماً يجب اعادة توجيه بندقية المقاومة لأنه خطأ استراتيجي الذهاب للقتال في سوريا. وفي الوقت عينه ان الامر يتجاوزنا نحن اللبنانيين. فهو يبدأ في ايران وينتهي في لبنان مروراً بما تبقى من سوريا. هذا البلد الذي لعب دوراً محورياً في المنطقة يتم تهديمه. انها مؤآمرة جهنمية انغمس فيها العرب، الولايات المتحدة، روسيا وكل العالم. وبشار الاسد وبجنون العظمة المصاب به وبعناده اراد ان يعاقب شعبه فرفض الاستماع الى المطالب المحقة لهذا الشعب.

الى اين تتجه سوريا؟
نحو التفكك الكامل. فبعد حرب العراق جاء دور سوريا وسواء احببنا حافظ الاسد ام لا، فانه بنى سوريا قوية لا يمكن تجاوزها ولكن الابن دمر كل شيء. وهكذا لم يبق على ساحة الشرق الاوسط الا ثلاث قوى غير عربية: اسرائيل وايران وتركيا.
انشاء حزام امني في الجولان السوري كما قالت الصحف الغربية هل هو مشروع جدي؟
في الواقع ارى انطوان لحد في سوريا.
في ما يتعلق بالدروز في سوريا هل لا تزال تدعوهم للبقاء على الحياد في نزاع يمزق البلاد؟
انا اكرر لهم دائماً: «ستعيشون مع جيرانكم الذين ليسوا العلويين الذين سينسحبون الى جبالهم عاجلاً ام آجلاً. ستعيشون مع جيرانكم في حوران وهم سنة». نحن الوطنيين العرب وانا جزء منهم نرفض سايكس – بيكو. واليوم انا اضع زهرة على قبر هذين الرجلين، لانهما في ذلك الوقت رسما الحدود. اليوم من يرسم في الحروب بين القبائل والاتنيات والطوائف والمذاهب…

الدولة اليهودية
الم تصف كوندوليزا رايس الوضع بالفوضى البناءة؟

في نهاية المطاف فان السياسة الاميركية هي في جزء كبير منها تعمل لمصلحة اسرائيل في المنطقة، والاسرائيليون يريدون الاعتراف بالهوية اليهودية للدولة. فيما الدولة من حيث المبدأ لا هوية دينية لها، ان دولة يهودية في نظري، تعني ان يوماً ما سيبعد العرب عن اسرائيل وسيصبحون مواطنين من الدرجة الثانية او يتنازلون عن جنسيتهم.
قلت ان السياسة الاميركية هدفها خدمة مصالح اسرائيل. فهل ان الاهتمام الاميركي بالمحافظة على الاستقرار في لبنان يندرج في اطار هذا المنطق؟
حتى الساعة نجحنا في مقاومة الآتون السوري. ويقال اننا الى حدما، في مأمن منه.
تتحدث عن مأمن مع مليون ومئتي الف لاجىء سوري…
كان يجب منذ البداية تنظيم هذه القضية.
هل تعتقد ان خطر توطين قسم من هؤلاء اللاجئين قائم فعلاً؟
لا اعلم. اذا انتهت الحرب فأنهم سيعودون الى بلادهم. ولكن يجب الاخذ بعين الاعتبار ان بشار الاسد دمر مدناً بأكملها وتسبب بتهجير كثيف للشعب لتفريغ هذه المناطق ذات الاغلبية السنية. اننا لا يزال لدينا الوقت لاقامة مخيمات في مناطق محددة ولكن ليس على الحدود لاسباب امنية. في مطار رياق او القليعات… ربما.
الاستقرار النسبي على الصعيد الامني هل سيسمح بعودة سعد الحريري ونحن نرى ان التدابير الامنية عززت حول مكاتبه في القنطاري؟
هذا السؤال يجب ان يوجه اليه. لا اجيب بالنيابة عنه.

حاوره بول خليفة ودانيال جرجس

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق