دولياتعالم

طهران – واشنطن: تصعيد مشترك في «ازمة السفير» واتفاقات متسارعة في الملف النووي

بعد اسابيع من الضخ الاعلامي الذي يحمل رسائل ايجابية عن مباحثات الملف النووي بين الغرب وايران، تحت مظلة الوكالة الدولية للطاقة النووية احيانا، ومجموعة «5 + 1» احياناً اخرى، طفت على السطح قضية اخرى خلافية تمثلت بقرار اميركي بعدم السماح بدخول السفير الايراني المعتمد لدى الامم المتحدة الى الاراضي الاميركية, ما يعني عدم تمكينه من ممارسة عمله.

في الوقت الذي اكدت واشنطن رفض منح تأشيرة دخول الى السفير الايراني حميد ابو طالبي الى الولايات المتحدة، اعلن نائب وزير الخارجية الايراني ان بلاده لا تعتزم استبدال سفيرها لدى الامم المتحدة، حيث جاء الرفض على خلفية دوره المفترض في أزمة الرهائن في السفارة الاميركية في طهران في 1979.
وصرح علي عراقجي «لا نفكر في خيار بديل»، في اشارة الى حميد ابو طالبي الذي اختارته ايران ليمثلها امام الامم المتحدة في نيويورك. مشدداً على ان الولايات المتحدة ملتزمة بصفتها الدولة المضيفة، منح تأشيرات دخول الى الدبلوماسيين الذين يعملون في نيويورك مقر الامم المتحدة ولم يسبق ان رفضت منح تأشيرة دخول لسفير بلد، لكن طهران تراجعت عن تعيين سفير في تسعينيات القرن الماضي.
واوضح عراقجي ان وزارة الخارجية الايرانية ستعترض على رفض منح التأشيرة «بالسبل القانونية داخل الامم المتحدة».

رفض ايراني
وكان وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف رأى ان احتمال رفض «منح التأشيرة مرفوض تماماً»، مدافعاً عن تعيين ابو طالبي الذي وصفه بانه من الدبلوماسيين الأكثر خبرة وعقلانية.
ويؤكد ابو طالبي الذي كان سفيرا لايران في الاتحاد الاوروبي واستراليا وايطاليا، انه لم يشارك في عملية احتجاز الرهائن في تشرين الثاني (نوفمبر) 1979 وقد عمل فقط مترجماً لدى الافراج عن 13 شخصاً بينهم نساء وأفارقة اميركيون فيما بقي 52 شخصاً آخرين رهائن داخل السفارة طوال 444 يوماً.
وينص القانون الذي اقره الكونغرس على السماح لواشنطن بالامتناع عن منح تأشيرات الى افراد قاموا بنشاط ارهابي ضد الولايات المتحدة.
من جهته، اعلن المتحدث باسم الامم المتحدة ستيفان ديوياريتش ان المنظمة الدولية لم تستشر من جانب اي من البلدين ومصير تعيين ابو طالبي يبقى مسألة بين الاميركيين والايرانيين.
وتأتي هذه التطورات خلال فترة تهدئة نسبية بين البلدين اللذين قطعا العلاقات الدبلوماسية بينهما قبل 30 عاماً بعد الثورة الايرانية في 1979.
فقد وقعت القوى الغربية ومن ضمنها الولايات المتحدة في تشرين الثاني (نوفمبر) اتفاقاً مرحلياً مع ايران حول برنامجها النووي المثير للجدل والذي يشتبه الغرب في انه يستخدم غطاء لتطوير السلاح النووي.

تقليص الخلافات
في تلك الاثناء، أكد مسؤول في الوفد الايراني الى مفاوضات فيينا حول ملف طهران النووي ان المفاوضات الجارية بين الجمهورية الاسلامية والدول الست الكبرى للتوصل الى اتفاق نهائي اتاحت «تقليص» العديد من الخلافات بين الطرفين.
وقال عباس عراقجي مساعد وزير الخارجية والمسؤول عن المسائل التقنية في الوفد الايراني المفاوض في ختام نهار طويل من المفاوضات بين ايران ومجموعة 5+1 (الولايات المتحدة والصين وفرنسا وبريطانيا وروسيا والمانيا) انه «في بعض المسائل تمكنا من تقليص الخلافات».
وهذه ثالث جولة مفاوضات تجري بين الطرفين منذ وافقت ايران في تشرين الثاني (نوفمبر) على تعليق قسم من نشاطاتها النووية لقاء رفع جزئي للعقوبات التي تشل اقتصادها. ويأمل الطرفان باحراز ما يكفي من التقدم في هذه المفاوضات لكي يتمكنا بحلول ايار (مايو) من البدء بصياغة نص الاتفاق النهائي.
واضاف عراقجي، بحسب ما نقلت عنه وكالة مهر الايرانية للانباء، ان المفاوضات التي ما زالت متواصلة، «صعبة ومعقدة» ولكنها تجري «في اجواء جيدة»، مشيراً الى انه تم الاتفاق على عقد سلسلة مفاوضات جديدة في منتصف ايار (مايو). وقال ان الطرفين حاولا تسوية القضايا العالقة وتقريب وجهات نظرهما لردم الهوات، بغية التمكن من الغوص في تفاصيل الاتفاق الشامل خلال الجولة المقبلة. واوضح ان الطرفين سيلتقيان مجدداً «في فيينا في نهاية شهر ارديبهشت» في التقويم الايراني والذي ينتهي في 20 ايار (مايو).

مواصلة التخصيب
واكد المفاوض الايراني ان بلاده ستواصل برنامج تخصيب اليورانيوم، علماً بان احدى النقاط الاساسية للمفاوضات تتعلق بنطاق هذا البرنامج ولا سيما عدد اجهزة الطرد المركزي التي تستخدمها ايران للقيام بعمليات التخصيب هذه.                                                    
واضاف ان الاعمال «ستتواصل» في مفاعل آراك، المنشأة النووية الجاري تشييدها والتي تعمل بالمياه الثقيلة وتثير مخاوف الغرب في حين تؤكد طهران استعدادها لاستخدام «تكنولوجيات حديثة» فيها لتبديد هذه المخاوف. ويستخدم مفاعل آراك وحدة تعمل على البلوتونيوم الذي يمكن استخدامه ايضاً في صنع قنبلة نووية.
واكد عراقجي ان الطرفين مصممان على التوصل الى اتفاق نهائي بحلول 20 تموز (يوليو). وفي حال تم التوصل الى هذا الاتفاق فمن شأنه ان يرفع كل العقوبات المفروضة على ايران وان يبدد بالمقابل كل المخاوف الغربية ازاء طبيعة البرنامج النووي الايراني، وذلك عبر تقديم طهران ضمانات صلبة ويمكن التحقق منها بانها لا تسعى لحيازة السلاح الذري تحت ستار برنامجها النووي المدني.
ونفى عراقجي ايضاً ما صرح به وزير الخارجية الاميركي جون كيري من انه سيكون باستطاعة ايران، اذا ما استأنفت برنامجها لتخصيب اليورانيوم الحصول في غضون شهرين على ما يكفي من مواد نووية لصنع قنبلة ذرية، مكرراً «نحن لا نريد السلاح النووي».
وكان جواد ظريف وزير الخارجية الايراني قال لدى وصوله الى العاصمة النمساوية ان بلاده تسعى الى انهاء المحادثات خلال تلك الجولة من المفاوضات والبدء بصياغة مشروع اتفاق ابتداء من 21 نيسان (ابريل) الجاري.
واجتمع ظريف، الذي يرأس الوفد المفاوض الايراني، مع وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون التي تدير المفاوضات مع ايران باسم مجموعة 5+1.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق