أبرز الأخبار

دمشق على حافة الجبهة والساحل يشهد المعركة الفاصلة

في الوقت الذي تسعى فرنسا الى تحقيق توافق على مشروع قرار بمجلس الامن يحيل النظام السوري الى المحكمة الجنائية الدولية، حذرت مجموعة اصدقاء سوريا من اجراء انتخابات رئاسية. ووصفت الخطوة ـ في حال تمت – بالمهزلة التي لا يمكن السكوت عنها.

تتواصل المواجهات في اكثر من مكان على الارض السورية، بينما تشتد في مناطق الساحل، وسط تقديرات بان ما يجري هناك يمكن ان يكون معركة فاصلة حيث يحشد كل طرف اقصى ما يستطيع من قوة بهدف تثبيت قدميه على الارض والتشبث في مواقع يجري تصنيفها بانها من المناطق الاستراتيجية.
المتابعون يتوقفون عند حقيقة تتمثل بانه، حتى اللحظة، لم تحقق اية منطقة من مناطق سوريا حالة الهدوء التام. حيث تشهد جميع المناطق مواجهات بين المعارضة والنظام. غير ان الاحاديث تتردد حول حالات من الهدوء النسبي في اكثر من مكان، وخصوصاً في بعض المناطق التي حررتها هذه الجهة او تلك من طرفي المعادلة، النظام والمعارضة.
في تلك الاثناء، يدور جدل حول مجريات الاحداث، وسط تقارير تؤكد ان الكفة باتت اكثر ميلا لصالح النظام الذي اس
تغل جميع الثغرات من اجل تسجيل تقدم على الارض لصالحه. في حين تكثف المعارضة من نشاطها من اجل التشبث بمواقع محددة استراتيجية على الخريطة السورية.

استمرار المواجهات
المستجدات على الارض تؤشر على ان المواجهة ما زالت متواصلة على اكتاف العاصمة دمشق، وان بعض المواقع ما زالت تشهد عمليات قصف متقطع، تؤدي الى سقوط قتلى. بينما تشهد منطقة الساحل مواجهات يمكن تصنيفها على اساس انها المعركة الفاصلة. فالتقارير تشير الى سقوط قذائف هاون على مناطق في العاصمة السورية دمشق وسط أنباء عن إصابات مع استمرار المعارك في محيط بلدة المليحة بريف دمشق. وأفادت مصادر من الأهالي بأن انفجارا دوى في منطقة الإطفائية بشارع خالد بن الوليد تلا ذلك سماع صافرات سيارات الإسعاف والإطفاء. وأفادت الأنباء عن سقوط قذيفتي هاون في ساحة الأمويين قرب دار الأوبرا،  وقذيفتين آخريين في منطقة العدوي قرب السفارة الروسية، وفي منطقة الدويلعة، ومدينة جرمانا بريف العاصمة وسط أنباء عن وقوع إصابات. ويأتي سقوط هذه القذائف مع استمرار المعارك في حي جوبر بأطراف دمشق والمليحة بريفها، والتي تعتبر ملاصقة للمناطق التي سقطت فيها القذائف.
ونقلت التقارير عن سكان من العاصمة دمشق إن دوي القصف متواصل على المناطق الساخنة  بمحيطها مع استمرار سماع رشقات نارية واشتباكات في أطراف المدينة.
وفي مدينة حمص المحاصرة، قتل 13 معارضاً على الاقل في انفجار عربة مفخخة في سوق الجاج، باحد الاحياء الواقعة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة.
وتشير التقارير الى ان عدد القتلى مرشح للارتفاع بسبب وجود عشرات المفقودين واشلاء لاشخاص في منطقة الانفجار الواقعة على اطراف الاحياء القديمة.
وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية سانا ان «سيارة انفجرت أثناء تفخيخها من قبل إرهابيين في سوق الجاج بمدينة حمص، ما ادى إلى مقتل أعداد منهم وإصابة آخرين».
الا ان «الهيئة العامة للثورة السورية» قالت ان المقاتلين قضوا نتيجة سقوط صاروخ غراد على مستودع الذخيرة الاحتياطي الذي تم تجهيزه للقيام بعملية عسكرية ضد قوات الجيش و«الشبيحة» من أجل فك الحصار عن المدينة المحاصرة منذ نحو عامين، والتي تعاني نقصا فادحا في الغذاء والدواء.

البراميل المتفجرة
وفي حلب، قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة حي الشعار ومناطق في حي مساكن هنانو في شرق المدينة، ما ادى الى مقتل شخصين احدهما طفل. كما استهدف الطيران بلدات في ريف حلب، منها عندان وحريتان.
وكثف الطيران المروحي في الايام الماضية استهداف الاحياء الواقعة تحت سيطرة المعارضة في شرق حلب وبلدات في ريفها الشرقي والشمالي، وادى القصف الى مقتل 15 شخصاً على الاقل، بينهم تسعة في قرية تل جبين.
وفي ادلب ، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية من جهة وجبهة النصرة ومقاتلين من كتائب اخرى من جهة ثانية، في محيط  حواجز للقوات النظامية بين مدينة خان شيخون وبلدة بابولين، وتمكن المقاتلون من السيطرة على المنطقة. وتتحكم مجموعات المعارضة المسلحة بمنطقة استراتيجية على الاوتوستراد الدولي الذي يصل وسط البلاد بادلب والذي يعتبر طريق امداد استراتيجي يؤدي الى معسكري وادي الضيف والحامدية في ريف ادلب. اما في حلب، فقد قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في حي مساكن هنانو قرب حي الصاخور.
في الاثناء، وصفت مصادر سورية معركة الساحل بانها الاكثر خطراً التي يخوضها النظام السوري ضد المعارضة، وقالت انها ليست معركة حدودية بل معركة مصيرية للنظام والمعارضة.
وطبقاً لتحليلات تتعلق بالمشهد الساحلي، فإن المعارضة السورية، وبعد ان استطاعت تجاوُز خسارتها في منطقة القلمون وسلّمت بذلك، انتقلت الى هجوم أكبر من الشمال الغربي الحدودي والشمال الغربي الادلبي، وسط تداخل المصالح الاقليمية والدولية على ارض سوريا.

تقسيم سوريا
ومن ذلك، ما تردد عن خطة غربية – اقليمية تهدف الى
حرف الأنظار عن  إعادة القلمون الى كنف النظام، وتنفيذ مخطط جديد يهدف الى تقسيم سوريا، وتوجيه رسالة الى روسيا بعد ضمها القاعدة البحرية في جزيرة القرم ثم الجزيرة كلها.
وبحسب تلك المصادر، اعتمدت منهجية مختلفة للهجوم قو
امها الاندفاع بالقوات من الحدود التركية في اتجاه جبل النسر وتلة الـ 45 الاستراتيجيية، لتندفع من محور واحد على قسطل معاف نحو رأس البسيط، ومن محور ثان من المشرفة في اتجاه البدروسية الساحلية، ومن محور ثالث متناسق مع الجبهتين يبدأ من ريف ادلب ومعرة النعمان الى جبل الزاوية في اتجاه جبل الاكراد لتلتقي القوات مع بعضها البعض في محور البدروسية وتندفع قريبة جداً باتجاه اللاذقية او ان تكون هذه المدينة  تحت مرمى نيران المعارضة المستمرة لتزيد من التهجير للمدنيين وفرض حالة انعدام امني على جميع المناطق السورية، ما يعني ضمناً قطع جميع المنافذ على المعارضة، وخنقها اولاً. والتهيئة لمنطقة يمكن ان تشكل ملاذاً آمناً عند الضرروة، ثانياً، وخصوصاً في ظل تنامي الحديث عن عملية تفكيك او تقسيم للبلاد، باعتباره المشروع الاكثر قرباً من المنطق ولو كان ذلك على امد طويل. وبحسب بعض التحليلات فإن رسم تلك الخطوط التي اشغلتها المواجهات يعني ضمنا امكانية الاستفادة من النتائج التي تتحقق على الارض في اقامة كيان علوي في حال انتهت المسالة الى عملية تقسيم.
وفي الاثناء، استطاع الجيش السوري سحب قواته من مدينة كسب غير المحصنة لينفذ تكتيك الدفاع المتحرك بإدخال قوات القاعدة القادمة من تركيا الى عمق المحور الرئيسي لضربها واستهدافها باستخدام سلاح الطيران والمدفعية  لمنع انسحابها قدر المستطاع.
وللمرة الاولى ادخلت طائرات الميغ –  29 في المعركة وهي التي تتمتع بقدرات قتالية تستطيع مجابهة اي  طيران معاد بما فيها طائرة الـ اف-16.
بالتوازي، نقلت التقارير عن مصادر امنية اميركية، ان الولايات المتحدة تضع اللمسات الأخيرة على خطة لزيادة تدريب مقاتلي المعارضة السورية وإرسال شحنات من الأسلحة الصغيرة لهم .
وقالت المصادر إن الولايات المتحدة ستزيد المساعدات وسترسل هذه الشحنات لجماعات المقاتلين المعتدلة. ومن المرجح أن تكون تلك الإمدادات الإضافية متواضعة ولن تشمل صواريخ أرض – جو مما يثير تساؤلات بشأن التأثير في مجريات المعارك.
وكان مقاتلو المعارضة السورية قد حثوا إدارة الرئيس باراك أوباما على توفير أسلحة متطورة تشمل صواريخ أرض – جو وممارسة ضغوط عسكرية أقوى على الرئيس بشار الأسد المدعوم من روسيا والذي كثف قصف الأحياء التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في الأشهر الأخيرة.

مؤتمر توحيدي كردي
في تلك الاثناء، واصل المؤتمر التوحيدي لأربعة  احزاب كردية سورية اعماله في اربيل عاصمة إقليم كردستان بهدف تأسيس الحزب الديمقراطي الكردستاني – سوريا، وتشكيل جبهة سياسية قوية على الساحة الكردية في سوريا.
ويشارك في المؤتمر حزبا آزادي الكردي والحزب الديمقراطي الكردي في سوريا «البارتي» وحزب يكيتي الكردستاني بهدف التوحد تحت اسم الحزب الديمقراطي الكردستاني- سوريا، ليكون رديفاً للحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني.
وبحسب معلومات متسربة من داخل المؤتمر، تم الاتفاق على معظم المسائل، وصوت المؤتمرون لانتخاب الكتلة الضامنة إلا ان النتائج  لم تظهر حتى الآن. غير ان المعلومات تؤكد قرب ولادة ذلك الحزب، ولم يبق إلا الإعلان عنه رسمياً.
في تلك الاثناء، اتخذت فرنسا الخطوات الأولى لتقديم مشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي باحالة النظام السوري واركانه إلى المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في مبادرة تدعو إليها المنظمات الحقوقية منذ فترة طويلة، كما افاد دبلوماسيون في مقر الأمم المتحدة في نيويورك.
وتوقع الدبلوماسيون إن يصطدم القرار الفرنسي المقترح بالفيتو الروسي في مجلس الأمن، ولكنه مع ذلك يمكن ان يحرج الكرملين، أكبر مؤازري النظام السوري وحماته، في وقت تواجه موسكو عزلة دولية بسبب الأزمة الاوكرانية بعد ابتلاعها شبه جزيرة القرم. وأشار الدبلوماسيون إلى أن نص القرار ما زال قيد التفاوض مع حلفاء فرنسا.
ويعتبر القرار الفرنسي المرة الأولى التي تناقش فيها الدول الخمس عشرة الأعضاء في مجلس الأمن ملاحقة متهمين من اركان النظام السوري بارتكاب جرائم حرب لمحاكمتهم دولياً. ولمجلس الأمن صلاحية تخويل المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بملاحقة هؤلاء المتهمين رغم أن سوريا ليست من الدول الموقعة على النظام الأساسي للمحكمة.

اعمال التعذيب
واشارت فرنسا إلى تحركها الجديد بتوزيع تقرير على جميع اعضاء المجلس يتضمن 55 الف صورة فوتوغرافية عن اعمال التعذيب والتنكيل في سجون النظام السرية.
ويتعين أن يتحقق مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان من الصور التي كُشف عنها في وقت سابق من العام رغم أن لجنة التحقيق التابعة للمجلس توصلت من جانبها الى أدلة تدين النظام السوري بممارسة التعذيب وارتكاب جرائم حرب ومعه جماعات اسلامية ترتبط بتنظيم القاعدة في صفوف المعارضة السورية.
وأعدت لجنة التحقيق لائحة سرية باسماء المتهمين بارتكاب جرائم حرب. ومن المقرر أن تقدم رئيسة مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الانسان نافي بيلاي تقريراً بهذا الشأن إلى مجلس الأمن خلال ايام.
الى ذلك، حذرت الدول الـ 11 الاعضاء في مجموعة اصدقاء سوريا النظام السوري من اجراء انتخابات رئاسية، مؤكدة ان نتيجة هذه الانتخابات لن تكون لها اي شرعية.
وقالت الدول الـ 11 وهي بريطانيا والمانيا وايطاليا وفرنسا والسعودية والامارات وقطر ومصر والاردن والولايات المتحدة وتركيا في بيان ان «انتخابات يجريها نظام الاسد ستمثل مهزلة ديموقراطية وستكشف رفض النظام لقواعد مؤتمر جنيف وستزيد حدة الانقسامات في البلاد».
واضاف البيان ان «بشار الاسد يريد ان تدعم هذه الانتخابات ديكتاتوريته»، مؤكدة ان «عملية انتخابية يقودها الاسد، في وقت تعتبر الامم المتحدة انه ارتكب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية، تشكل اهانة للارواح البريئة التي سقطت خلال النزاع».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق