الاقتصادمفكرة الأسبوع

الطاقة النووية شر لا بد منه لانتاج الكهرباء

منذ سنوات عدة، اعترف «الكتاب الاخضر للمفوضية الاوروبية بان الطاقة النووية هي مصدر طاقة تنافسية، وقادرة على الاستجابة لأمن الامدادات، ولتقليص الغازات الدفينة. وهي اليوم مكون اساسي من مكنونات الطاقة الاجمالية في اوروبا.

في ايار (مايو) 2001 صدر تقرير مماثل في الولايات المتحدة وجه الرسالة نفسها. ويقودنا الطلب المتزايد على الطاقة الاولية في العالم الى الاعتراف بان كل مصادر الطاقة ستكون ضرورية لتلبية الحاجات، بما فيها الطاقة النووية، التي لا تبعث عملياً غازات دفينة. والواقع ان معظم الدول تدرج حالياً الطاقة النووية في صلب سياساتها المتعلقة بالطاقة في المديين القصير والمتوسط (حتى العام 2020)، والامد الطويل (من 2020 وما فوق).

اميركا تركز
بين المتطلبات الجديدة واستبدال المفاعلات المتقادمة، تعمد الادارة الاميركية الى بناء بين 1300 و1900 مفاعل نووي لتوليد الطاقة من الآن حتى العام 2020. وهناك 114 مفاعلاً حصلت على اذن الامان ما يسمح لها باطالة عمر هذه انمفاعلات الى ما هو ابعد من العمر المتوقع. واذا كانت كل الظروف  لا تتجمع لضخ استثمارات في مفاعلات جديدة على
 المدى القصير، فان اللجوء الى الطاقة النووية على الامد المتوسط لا يمكن تجنبه من اجل تلبية الطلب، وهذا ما حصل فعلاً العام 2010 مع اطلاق الرئيس الاميركي مبادرة تقوم على تسريع عملية منح الاذون لبناء مفاعلات جديدة، وهو ما توافق مع برامج الابحاث للعديد من المختبرات المحلية.

روسيا تجهد
على الرغم من الصعوبات الاقتصادية تسعى روسيا الى ان يكون لها دور مهم في الطاقة النووية، و قد قامت بمبادرات عدة في هذا المجال، ولا سيما في ما يتعلق بطرح فكرة التشاور الدولي حول مستقبل الطاقة مع وكالة الطاقة النووية، وحول التصويت على قانون يسمح باستقبال النفايات النووية الاجنبية على الاراضي الروسية، ما يسمح بتأجير وقود نووي. وتعمد روسيا الآن، في ضوء تحسن ظروفها الاقتصادية، الى استكمال برنامجها النووي المدني، الذي كانت المفاعلات قد توقف  العمل فيها في عقب كارثة تشيرنوبيل عام 1986. وتبذل  روسيا والولايات المتحدة جهوداً خاصة في اطار نزع السلاح النووي لاستخدام المواد الاولية في الاغراض السلمية.

الصين تنخرط
تعتبر الصين التي شهدت نسب نمو بلغت نحو 10٪ في السنوات الماضية، ان حاجاتها الى طاقات كهربائية جديدة كبيرة على مدى العشرين سنة المقبلة، ما يفسر حاجة البلاد المتزايدة الى انتاج الطاقة. والواقع ان الصين انطلقت في الثمانينيات، في اطار علاقة مميزة مع فرنسا ما زالت مستمرة، في سياسة تجهيز نووي مع ميل  الى امتلاك مجموعة التكنولوجيات اللازمة لبناء المفاعلات النووية. واذا كانت الطاقة النووية لا تمثل اليوم سوى 1،5٪ من الطاقة القائمة الناتجة عن 8 مفاعلات، فان الصين تأمل في ان تتمتع في آفاق 2020 بطاقة نووية اضافية توازي انتاج ما بين 20 و30 مفاعلاً نووياً جديداً، وعندها يمكن ان ترتفع نسبة الطاقة النووية الى 4 او 5٪، مع بقاء الطاقة الحرارية والمائية هي الطاغية.

اليابان تمضي
تفتقر اليابان الى المصادر النفطية، وتجد نفسها على صعيد الطاقة في وضع شبيه بوضع فرنسا في السبعينيات والثمانينيات. وهي تتمتع اليوم بـ 54 مفاعلاً تنتج ما نسبته 34٪ من الكهرباء الوطنية… ويبدو ان كارثة فوكوشيما لم تقعد اليابان عن المضي في خيارها النووي، اذ تعمد حالياً الى بناء اربعة مفاعلات، ونحو عشر وحدات اضافية  قيد التنفيذ. وتعتبر «وكالة الطاقة الذرية اليابانية» في تقريرها الاخير ان البلاد بحاجة الى 20 مفاعلاً جديداً من الآن حتى العام 2030.

كوريا الجنوبية تتابع
تضم كوريا الجنوبية اليوم 19 مفاعلاً نووياً يمثل نحو 38٪ من انتاج الطاقة الوطنية. ويبني هذا البلد حالياً مفاعلين، ويخطط لزيادة  قدراته من خلال بناء 8 مفاعلات اضافية في غضون الاثنتي عشرة سنة المقبلة. وعلى المدى الطويل، ستضطر كوريا الفقيرة بموارد الطاقة، الى مضاعفة قدرتها التي كانت  قائمة عام 2000.

الهند تطمح
يعد سكانها البالغ مليار نسمة، ورغم ضعف استهلاك الفرد فيها تمثل  الهند بين الدول الاكثر استهلاكاً للطاقة وتواجه نقصاً في هذا المجال. وهناك 14 مفاعلاً تعمل  حالياً في هذا البلد، وتطمح الحكومة الى زيادة طاقة البلاد النووية بمعدل  7 اضعاف  حتى العام 2020، من خلال اللجوء الى المفاعلات العاملة بالماء الخفيف.

اوروبا تتناقض
يبدو ان كل بلد مستقل  في خيارات الطاقة، ما يؤدي الى بانورما خيارات نووية متعارضة. فهناك بعض البلدان تمعن في استخدام الطاقة النووية في انتاج الكهرباء (فرنسا تنتج 80٪ من طاقتها الكهربائية من الذرة)، وثمة بلدان اخرى لم تتعرض بعد الى هذا الخيار كايرلندا والنمسا والنروج والدانمارك وايطاليا.

خريطة المفاعلات في 2013
احتلت الولايات المتحدة المرتبة الاولى في عدد المفاعلات النووية الخاصة بانتاج الكهرباء (104)، تلتها فرنسا 58، فاليابان 54، فروسيا 32، المملكة المتحدة 23، المانيا 17، الهند 16، اوكرانيا 15، الصين 13، السويد 10، اسبانيا 9، بلجيكا 7، كندا  6،سويسرا  5، بلغاريا 4،  فنلندا 4 ، هنغاريا 4،  باكستان 2 ، جنوب  ا فريقيا 2، الارجنتين 2، ارمينيا 1، البرازيل 1، استونيا 1، ليتوانيا 1، المكسيك 1، هولندا 1، رومانيا 1. اما النسبة المئوية النووية في انتاج الكهرباء: 74،8٪ في فرنسا، ليتوانيا 69٪، سلوفاكيا 53،8٪، بلجيكا 51٪، اوكرانيا 46،2٪، السويد 38،1٪، بلغاريا  31،7٪، كوريا الجنوبية 30،4٪، هنغاريا 45،9٪، فنلندا 32،6٪، سويسرا 35،9٪، تشيكيا 35،3٪، المانيا 16،1٪، اليابان 2،1٪، بريطانيا 18،1٪، الولايات المتحدة 19٪، اسبانيا 20،5٪، روسيا 17،8٪، رومانيا 19،4٪، كندا 15،3٪، باكستان 5،3٪ الارجنتين 4،7٪، المكسيك 4،7٪، الصين 2٪، العالم 15٪.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق