دولياترئيسي

برلمان القرم يعلن الاستقلال عن اوكرانيا ويطلب الانضمام الى روسيا

اعلن برلمان القرم  استقلال شبه الجزيرة عن اوكرانيا وطلب ضمها الى روسيا، مؤكداً تأميم جميع املاك الدولة الاوكرانية فيها. وغداة الفوز الساحق لانصار الانضمام الى روسيا في الاستفتاء الذي جرى في القرم، صوت النواب الـ 85 بالاجماع على اعلان جاء فيه «ان جمهورية القرم تدعو الامم المتحدة وجميع دول العالم الى الاعتراف بها كدولة مستقلة».

  بدت القرم تتجه منذ الامس وبخطى واسعة نحو الالتحاق بروسيا غداة استفتاء افضى الى فوز ساحق لمؤيدي هذا الانضمام غير ان الغربيين نددوا بنتائجه ملوحين بعقوبات جديدة قد تفرض على موسكو ابتداء من اليوم الاثنين.
وصوت سكان القرم بنسبة 96،6% لصالح الانضمام الى روسيا في الاستفتاء الذي جرى امس الاحد، بحسب النتائج النهائية التي اعلنها رئيس الوزراء الموالي لروسيا سيرغي اكسيونوف صباح اليوم على حسابه على موقع تويتر.
وكتب اكسيونوف «النتائج النهائية للاستفتاء 96،6% من التأييد».
وفي سيمفروبول عاصمة الجمهورية الانفصالية حيث ارتفع مساء الاحد النشيد الوطني الروسي، اجتمع البرلمان المحلي اليوم في جلسة استثنائية للمصادقة رسميا على طلب انضمام الى روسيا .
وسيتوجه نواب من القرم اليوم الى موسكو حيث تعد الدوما (مجلس النواب) مشروع قانون حول ضم القرم الى روسيا.


رفض وعقوبات
وفي المقابل، يجتمع وزراء الخارجية الاوروبيون اليوم في بروكسل لاقرار عقوبات بحق مسؤولين روس على ارتباط بالتدخل الروسي في القرم.
واعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما عن موقف مماثل للموقف الاوروبي فتحدث عن امكانية فرض عقوبات اضافية على موسكو محذراً نظيره الروسي فلاديمير بوتين بان الولايات المتحدة وحلفاؤها لن يعترفوا «ابداً» بنتائج الاستفتاء حول انضمام القرم.
وحذر الاتحاد الاوروبي بانه سيضع اعتباراً من الاثنين قائمة سوداء لمسؤولين روس واوكرانيين مؤيدين للروس سيفرض عليهم عقوبات.
كذلك دعت اليابان الاثنين روسيا الى عدم ضم القرم فيما نددت كندا بـ «عدم شرعية الاستفتاء المزعوم». ومن جهتها وصفت لندن الاستفتاء بانه «مهزلة» كما انتقدت فرنسا عملية تصويت جرت «تحت تهديد قوات الاحتلال الروسية».


ازمة ديبلوماسية
والازمة التي بدأت في تشرين الثاني (نوفمبر) مع قيام حركة احتجاجية ضد نظام الرئيس فيكتور يانوكوفيتش، تسببت بعد اربعة اشهر باسوأ ازمة دبلوماسية بين القوى الكبرى منذ سقوط الاتحاد السوفياتي عام 1991 وقد تسمح لروسيا بعد انجاز ضم القرم بتوسيع اراضيها لاول مرة منذ 1945.
واحتفل انصار موسكو خلال الليل بنتائج الاستفتاء وقد حققوا انتصاراً سهلاً. وفور اعلان النتائج نزل آلاف الاشخاص الى شوارع سيمفروبول وسيباستوبول التي تؤوي اسطول البحر الاسود الروسي للاحتفال بفوز مؤيدي الانضمام الى روسيا.
وكان رئيس اللجنة الانتخابية المحلية ميخايلو ماليشيف اعلن ان «95،5% صوتوا لصالح انضمام القرم الى روسيا» بحسب النتائج الاولية بعد فرز اكثر من نصف الاصوات.
وبلغت نسبة المشاركة 81% في الاستفتاء الذي نظم على عجل في شبه الجزيرة التي تحتلها القوات الروسية منذ اسبوعين.
وفور اعلان النتائج قال رئيس وزراء القرم سيرغي اكسيونوف مخاطباً المحتفلين الذين احتشدوا في ساحة لينين في سيمفيروبول «نحن عائدون الى ديارنا!»، مضيفاً «القرم ذاهبة الى روسيا»، ثم جرى عزف النشيد الوطني الروسي وقد انشده مغنون ارتدوا لباس بحارة الاسطول الروسي في البحر الاسود.
ولا يزال الخلاف قائماً بين اوباما وبوتين بهذا الصدد، وطلب الرئيس الاميركي من نظيره الروسي القبول بنشر مراقبين دوليين لمراقبة عمليات توغل القوات الروسية في اوكرانيا، فرد بوتين بان مهمة بعثة منظمة الامن والتعاون في اوروبا يجب ان «تمتد الى جميع المناطق الاوكرانية» في اشارة الى معاقل الناطقين بالروسية في الشرق.
والاستفتاء الذي اعتبرته السلطات الانفصالية وموسكو ممارسة للديموقراطية الشعبية، جرى في ظل انتشار آلاف الجنود الروس الذين يسيطرون على المنطقة منذ اسبوعين الى جانب عناصر ميليشيات انفصالية.
وكان السؤال المطروح على سكان القرم في الاستفتاء يخيرهم ما بين «اعادة التوحيد مع روسيا كعضو في روسيا الاتحادية» او العودة الى وضع من الحكم الذاتي الموسع حيال كييف، وهو وضع يعود الى العام 1992 ولم يطبق منذ ذلك الحين.
وسيطر الانفصاليون على السلطة في سيمفروبول في اعقاب اقالة الرئيس الاوكراني فيكتور يانوكوفيتش الموالي لروسيا في 22 شباط (فبراير) في كييف، بعدما سيطر مدنيون مسلحون مؤيدون لروسيا والاف الجنود الروس على مقري البرلمان والحكومة.
وقدمت القوات الروسية من سيباستوبول، القاعدة البحرية الروسية عند اقصى جنوب شبه الجزيرة، ودخلت القرم في ارتال من المدرعات القادمة من الاراضي الروسية وحاصرت الجنود الاوكرانيين التابعين لسلطات كييف في قواعدهم العسكرية والمواقع الاستراتيجية.
وفي كييف يخشى الاوكرانيون نشوب حرب.
وقال فاسيل بيتراشتوك احد عناصر مجموعات الدفاع الذاتي في ساحة الميدان «هذا احتمال» مضيفاً «سوف يرى بوتين اننا غير مستعدين لافساح الطريق له. اليوم يسيطر على القرم، غدا سيرغب في السيطرة على دونيتسك وخاركيف، خطوة خطوة. انه يريد اعادة الاتحاد السوفياتي».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق