رئيسي

ارتفاع حظوظ بقاء سليمان في بعبدا بعد الاتفاق على البيان الوزاري

من هو الرئيس الجديد وهل سيتم انتخابه رئيساً خلال المهلة الدستورية اي بين 25 اذار (مارس) و25 ايار (مايو) ام ان الفراغ سيصيب المركز، وتتولى حكومة الرئيس تمام سلام صلاحيات رئيس الجمهورية؟ام ان حظوظ استمرار الرئيس ميشال سليمان في بعبدا ارتفعت في الآونة الاخيرة، وقبل ايام من دخول البلاد مهلة الشهرين لانتخاب الرئيس، بعد فشل الاتفاق على رئيس جديد وعجز الافرقاء سواء داخل مكونات 8 او 14 اذارعن الاتفاق على مرشح واحد او التوافق على مرشح توافقي ؟وماهي مواصفات الرئيس الجديد؟

عشية بدء مهلة الشهرين لانتخاب رئيس جديد للجمهورية يقول ديبلوماسي مطلع وعلى تواصل مع عواصم القرار عبر سفرائها في لبنان، انه ليس لدى هذه الدول حتى الان اسماء او مرشحون لا سيما واشنطن التي لم تعّد لائحة بالمرشحين على عادتها، تعمل على تسويقها مع عواصم غربية وعربية لاختيار مرشح منها، ولم تفاتح واشنطن احداً بالاسماء، وجل ما يطالب به المسؤولون الغربيون وحتى العرب، وجوب اجراء الانتخابات في موعدها وتجنب الفراغ، ولا فرق عندهم من يصل بل المهم المحافظة على الاستقرار ومنع انفجار ازمة في لبنان في هذا الظرف، لان العالم منشغل بملفات ساخنة في المنطقة ولا يريد اضافة ملف لبنان اليها، خصوصاً وان انفجار الوضع في لبنان قد يدفع باتجاه الفتنة التي لن تبقى محصورة داخل الحدود، بل قد تنتقل الى دول عربية اخرى، وهذا ما يخشاه الغرب ويتخوف من تداعياته، وهذا ما تسعى الاطراف المحلية الى عدم  الوصول اليه لمعرفتها بالخطورة الناجمة عن الفراغ والمواجهات.
وعلى رغم الغموض الذي يكتنف الموضوع تشير اوساط مراقبة الى ان بعض الطامحين يتحركون في الخارج بين باريس والفاتيكان وروما وموسكو وواشنطن والرياض بقصد تسويق انفسهم والحصول على دعم لترشيحهم يعودون بعده الى لبنان لتسويق التأييد الخارجي لهم. وفي المعلومات ان الدكتور سمير جعجع وفق اوساط في قوى 8 اذار، استغل احتفال 14 اذار في البيال في الذكرى التاسعة لقيام ثورة الارز، وتحدث عن الانتخابات من موقع المرشح، محدداً المواصفات التي يريد والتي تنطبق عليه دون سواه. ومن جهته دعا العماد ميشال عون كوادره ومعاونيه الى اجتماع لوضع خريطة طريق لايصال عون الى بعبدا بعدما سربت اوساطه انه ينتظر دعوة من السعودية لزيارتها، على ان يجول بعدها على عدد من العواصم، وقد بدأ مرحلة «غزل» بينه وبين الرئيس سعد الحريري عبر المستشارين.
ويقول الرئيس الحريري انه مع مرشح من 14 اذار، ويدعو القيادات المسيحية في هذه القوى الى توحيد موقفها من خلال الاتفاق على مرشح. ويكشف ديبلوماسي عن وجود طامحين للترشح في واشنطن وباريس يجرون الاتصالات قبل اعلان موقفهم، في ضوء نتائج الاتصالات. وقد يدعو البطريرك الماروني القيادات المسيحية الى اجتماع في بكركي للتشاور حول الموضوع، انطلاقاً من ضرورة توحيد الموقف المسيحي والاتفاق على مرشح يقدمه المسيحيون الى الاطراف الاخرى الامر الذي يستحيل الوصول اليه وفق ما يقول عضو في الرابطة المارونية التي تحاول بدورها الدخول على خط المعالجة للوصول الى اتفاق على مرشح واحد.

تأثير الازمة السورية
ويؤكد ديبلوماسي عربي مقيم في باريس، ان الازمة السورية لها تأثيرها على الانتخابات الرئاسية، بمعنى ان اعادة ترشح الرئيس بشار الاسد في حزيران (يونيو) المقبل الى ولاية جديدة قد يكون له مضاعفاته على المعركة في لبنان، بما ينشط مرشح 8 اذار ويجعل حظوظه كبيرة. وفي حال لم يترشح الاسد وحصلت تطورات في الازمة السورية باتجاه الحل وفق جنيف واحد، فان ذلك يكون له تداعياته على الساحة، وينشط وصول مرشح قوى 14 اذار. ويستبعد الديبلوماسي العربي وصول اي من مرشحي 8 و14، ويقول بأن الرئيس المقبل سيكون على صورة الرئيس ميشال سليمان، اي يكون وفاقياً توافقياً غير منحاز لاي من الافرقاء. ويشير ديبلوماسي معتمد في لبنان الى وجود انقسامات داخل 8 و14 اذار بشأن المرشحين، وليس لدى احدهما مرشح واحد.  ففي 8 اذار هناك العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية والوزير السابق جان عبيد الذي يدعم ترشحه الرئيس نبيه بري، بعد ان ايده النائب وليد جنبلاط وبعض مكونات 14 اذار. ويتوزع الولاء داخل 14 على الرئيس امين الجميل والدكتور سمير جعجع فالوزير بطرس حرب والنائب روبير غانم حتى الان… ولكل مرشح حالته وظروفه على رغم اعتراف مصدر ديبلوماسي بامكان وصول مرشح لاي من قوى الاصطفاف الا ان هناك فئة الاختصاص يتقدمها حاكم المصرف المركزي رياض سلامه وقائد الجيش العماد جان قهوجي. وهناك فئة المعتدلين والوسطيين من الوزراء السابقين ومنهم فارس بويز ومروان شربل وزياد بارود وروجيه ديب ودميانوس قطار وجوزيف طربيه.
ومع اقتراب موعد الاستحقاق الرئاسي يقول مسؤول فرنسي اننا نسعى لاقناع الرئيس ميشال سليمان بالاستمرار في تحمل المسؤوليات في هذا الظرف، لتعذر الاتفاق على مرشح، وللخشية من تداعيات الفراغ. ونقل احد زوار بكركي عن البطريرك الذي يطالب بالانتخابات قوله انه بين الفراغ وبقاء سليمان انه يفضل بقاء الاخير، فالفراغ في رأي الراعي خطير ومميت للبنان. وقد سمع سياسيون من مسؤولين لبنانيين وعرب كلام اشادة وتقدير بالرئيس سليمان وقولهم ان حظوظ بقائه ارتفعت بعد مؤتمر باريس وفشل الاتفاق بين الاطراف على مرشح واحد وعدم نجاح خطة عون بفتح صفحة جديدة مع الحريري، وهناك من يعمل من اجل ايجاد الآلية للوصول الى اقناع سليمان الذي تقول اوساطه انه حدد موقفه من التمديد وابلغه الى من يلزم. وان هناك شروطاً لبقائه، منها تعديل الدستور لولاية ثانية مع اعطاء الرئيس «صفارة» اي صلاحيات ليكون مرجعية لبنانية وان يكون له استنادا الى الدستور صلاحيات بعد سد الثغرات في الدستور، تتيح للرئيس ان يكون الحكم. واذا لم تلب هذه المطالب فان الرئيس سليمان لن يبقى، وفي حال قبوله فمن اجل التغيير بعد المواقف التي اطلقها لا سيما في الآونة الاخيرة والتي قد تشكل خطاب القسم. وان اعلان بعبدا والاستراتيجية الدفاعية وخلاصات المجموعة الدولية لدعم لبنان هي عناوين خطاب القسم لاي رئيس، وهي المواصفات التي يفترض ان يجرؤ الرئيس الجديد على تبنيها لتعزيز الخطوة التغييرية الاولى التي بدأت مع قيام حكومة الرئيس تمام سلام، وفق ما يقول احد الديبلوماسيين الغربيين الذي ينظر الى القمة الاميركية – السعودية، وما قد ينتهي اليها البحث، خصوصاً في ما يتعلق بلبنان وبالانتخابات الرئاسية على ان موضوع لبنان والاستحقاق الرئاسي على جدول الاعمال. لذلك غادر السفير الاميركي في لبنان ديفيد هيل الى واشنطن للتشاور، وقد يرافق الرئيس باراك اوباما الى السعودية الامر الذي حمل البعض على القول ان موضوع لبنان من بين مواضيع، البحث لا سيما الاستحقاق الرئاسي، بعدما نجحت المساعي الديبلوماسية في انتاج حكومة وتمت تسوية البيان الوزاري وتأمين ثقة جامعة للحكومة على غرار الاجماع في التكليف.

الاستحقاق الرئاسي
ويقول مسؤول غربي انه يجب بت الاستحقاق الرئاسي في النصف الاول من مهلة الشهرين وعدم انتظار الايام العشرة الاخيرة من 15 الى 25 ايار (مايو) لبت الموضوع الرئاسي. ويتوقع احد الديبلوماسيين العرب تأجيل الاستحقاق الى ايلول (سبتمبر) المقبل اي الى ما بعد الانتخابات السورية، خصوصاً وان هناك اطرافاً في الداخل تفضل التريث وتجنب الاستعجال ليبنى على التطورات في سوريا المقتضى في لبنان على الصعيد الرئاسي. ولذلك يرى البعض ان لا انتخابات رئاسية وهناك في الخارج من يسعى لتأمين استمرار سليمان الى حين بت الازمة السورية المتوقعة وفق احد الديبلوماسيين خلال صيف 2014 اذا لم تطرأ تطورات دراماتيكية في المنطقة، بدخول اسرائيل على خط التطورات للتهرب من الضغط الاميركي عليها لتوقيع اتفاق-اطار لحل الازمة خلال الشهر المقبل.

ف. ا. ح

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق