رئيسي

مؤتمر باريس حاول اقناع سليمان بالتمديد

شكلت دعوة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند مجموعة الدعم الدولية لمساعدة لبنان لعقد مؤتمر لها في باريس في الاسبوع الاول من اذار (مارس) الحالي، وهو الاول لها بعد انشائها في نيويورك في ايلول (سبتمبر) الماضي، تظاهرة دولية من اجل لبنان في يوم لبناني طويل استضافه قصر الاليزيه برعاية مباشرة ودقيقة من الرئيس هولاند الذي اشرف على التحضيرات واصر على نقل المؤتمر من مبنى وزارة الخارجية الى الاليزيه حيث امضى المشاركون يوماً كاملاً في ضيافة هولاند في مبادرة جسدت تأكيد وجود مظلة امان دولية فوق لبنان على رغم الخلاف الدولي والاقليمي حول عدد من الملفات.

اكدت الدول الكبرى اتفاقها على مساعدة لبنان والمحافظة على الاستقرار السياسي والامني والاقتصادي والاجتماعي فيه والتحذير  من خطورة التعرض له او تعريضه في هذا الظرف، حيث العالم منشغل بملفات ساخنة كاوكرانيا وسوريا والعراق والقضية الفلسطينية. وعلى من يفكر ان يتعرض للبنان ان «يعد للعشرة»، كما قال ديبلوماسي غربي «ان لبنان هذا البلد الصغير بحجمه يستقطب اهتمام العالم وحوله يجتمع الكبار ومن اجله يجتمع وزراء الدول الخمس الكبرى رغم الخلافات بينهم من اجل اوكرانيا وسوريا وغيرهما». ولفت المراقبين اجتماع وزيري خارجية الولايات المتحدة الاميركية وروسيا على هامش مؤتمر لبنان رغم خلافهما بشأن اوكرانيا وقد لبى وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف دعوة الرئيس سليمان، وحرص على الحضور رغم مشاغله وقال للرئيس سليمان فور وصوله استدعيتني فلبيت، مشيراً الى دعوة سليمان له.

 تحييد لبنان ودعم الجيش
اتفقت الدول الخمس على دعم لبنان واختلفت على اوكرانيا وسوريا وغيرهما، كما قال احد اعضاء الوفد اللبناني. وعلى هامش المؤتمر اختلى وزراء الدول الخمس الكبرى في احدى القاعات لبعض الوقت حول اوكرانيا من دون ان تسرق الازمة الاوكرانية الاضواء عن الاهتمام بلبنان على كل المستويات. ويقول احد الديبلوماسيين الذين
شاركوا في الاجتماعات ان المجتمعين اكدوا على جملة مواقف وثوابت بعدما اشادوا بدور الرئيس سليمان، واكدوا دعمهم للنهج السياسي الذي اتبعه خلال ولايته، والذي ينطلق من اسلوب الوفاق والتوافق في ادارة شؤون البلاد. وقد تبنى المجتمعون اعلان بعبدا لتحييد لبنان ودعم الجيش والاستعداد لتلبية حاجاته، بعد الاتفاق على عقد مؤتمر في العاشر من نيسان(ابريل) في روما على مستوى رؤساء اركان، مقدمة لمؤتمر يعقد في حزيران (يونيو) المقبل.
واجمع الحاضرون على الثناء على الرئيس سليمان في محاولة لدغدغة عواطفه للقبول بمبدأ التمديد لفترة من الزمن، اذا تعذر اجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها، بسبب ارتباط لبنان بالتطورات في سوريا، وبسبب عدم وضوح موقف الرئيس بشار الاسد حتى الان، ما اذا كان ينوي الترشح في حزيران (يونيو) المقبل لولاية جديدة ام لا. ويشير ديبلوماسي عربي مقيم في باريس الى امكان تأجيل انتخابات الرئاسة الى ايلول (سبتمبر) المقبل مع تمنٍ من دول غربية باجراء انتخابات نيابية مبكرة على ان ينتخب المجلس الجديد الرئيس الجديد بعد ان تكون صورة التطورات في المنطقة قد اتضحت. الا ان كل هذه الافكار والاقتراحات لا تزال مطروحة، وان كان الرئيس سليمان لا يزال على موقفه الرافض للتمديد. ويقول وزير سابق: لو كان الرئيس سليمان يريد التمديد لما اتخذ المواقف التي اتخذها مؤخراً، وقامت حملة من حزب الله عليه. ويكشف وزير مطلع ان اشارات وردت الى  الرئيس سليمان عشية مؤتمر باريس دعته  للتقرب من قيادات سياسية، لان ذلك يسهل عليه التمديد الا انه رفض تلبية الاشارات والاهتمام بها، واكمل مواقفه التي اعتبرها البعض سقفاً لا يمكن لاي رئيس التنازل عنه.
ويشير ديبلوماسي عربي شارك في المؤتمر الى ان الاهتمام الغربي بلبنان تجسد بجملة اشارات منها: حرص الرئيس فرانسوا هولاند على نقل اعمال المؤتمر الى قصر الاليزيه، وهذا يعكس اهتماماً فرنسياً على اعلى المستويات، بحيث امضت الوفود اكثر من اربع ساعات داخل قصر الاليزيه للبحث في كيفية مساعدة لبنان. واجتماع وزيري خارجية الولايات المتحدة الاميركية وروسيا مع وزراء الدول الدائمة العضوية للوصول الى موقف موحد لمساعدة لبنان، على رغم اختلافهم حول الازمتين الاوكرانية والسورية. ورغم الازمة الاوكرانية وانشغال الوزيرين الاميركي والروسي بها فقد شاركا في المؤتمر. وحرص المجتمع الدولي على توفير الغطاء الدولي وتحديد خريطة الطريق لمساعدة لبنان على ان يتحمل اللبنانيون مسؤولياتهم. ولخص احد المشاركين في المؤتمر الاهتمام الدولي وفق الآتي:

اهتمامات دولية
– الاهتمام السياسي وقد تجسد بالمحافظة على الاستقرار وعلى قيام حكومة كاملة الصلاحيات بعد نيلها الثقة وانتخاب رئيس للجمهورية واحترام المواعيد الدستورية واجراء الانتخابات النيابية، وتأكيد الالتزام باعلان بعبدا وتنفيذ القرار 1701.
– الاهتمام الاقتصادي وقد تأمن بانشاء صندوق الائتمان من دون ان يكون الوسيلة الوحيدة بل انه احدى الوسائل وهناك آليات يفترض باللبنانيين ايجادها ووضعها موضع التنفيذ.
– الاهتمام الامني من خلال تسليح الجيش والمشاركة في مؤتمر روما في العاشر من نيسان (ابريل) المقبل، بحضور رؤساء الاركان لمناقشة حاجات لبنان ليتسنى للجيش التصدي للارهاب والانتحاريين والعمل على ضبط الحدود ومنع تهريب السلاح الى لبنان.
– الاهتمام الانساني من خلال مساعدة لبنان على مواجهة الاعباء الاضافية التي ترتبت عليه من جراء تدفق النازحين السوريين. وينتظر المشاركون قيام حكومة كاملة الصلاحيات لمواجهة هذه الملفات ويتعاطى معها الغرب في سياق المساعدات. وفي نهاية المؤتمر وفق ما يقول احد المشاركين لخص ممثل الامين العام للامم المتحدة معاونه للشؤون السياسية جيفري فيلتمان النتائج بالنقاط الاتية:
– دعم حكومة تمام سلام وحثها على التحضير لاجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها على ان تكون حكومة كاملة الصلاحيات.
– دعم الجيش واليونيفيل بكل الوسائل للحفاظ على الامن والسلام في لبنان وخصوصاً في الجنوب ومساعدة الجيش والقوى الامنية على محاربة الارهاب
– دعم لبنان لمواجهة اعباء النازحين السوريين والاعباء الناجمة عن تداعيات الازمة السورية على الساحة اللبنانية.
– تعاون لبنان مع النظمات الدولية ومنظمات الامم المتحدة لتنسيق اية مساعدة الى لبنان
– الطلب الى الدول الايفاء بوعودها لتسديد مساهمتها في صندوق الائتمان.
واعتبر المؤتمر احاطة دولية بالملف اللبناني واطاراً على اللبنانيين ان يتحملوا مسؤولياتهم وينصرفوا الى وضع الآليات للافادة من الرعاية الدولية. فلبنان وفق ما قال احد المشاركين ليس متروكاً وقد يكون البلد الوحيد في العالم الذي يحظى بمثل هذه الرعاية، لان لبنان اكبر من دولة انه رسالة وفق ما قال البابا الراحل يوحنا بولس الثاني، كونه نموذجاً وبلد تفاعل الحضارات والثقافات  وصيغة عيش نموذجية للاديان السماوية. وقد تكون هناك مؤتمرات اخرى للبنان. ويقول الرئيس سليمان: « ان ما افعله هو للبنان بدليل المؤتمر المقبل في حزيران (يونيو) في روما واكون انا خارج المسؤوليات لكنه اي لبنان يكمل المسيرة فانا اعمل للوطن وللاجيال».

فيليب ابي عقل

 

من روسيا مع محبتي
حمل وزير خارجية اوكرانيا معه من بلاده الى باريس قميصا كتب عليه «من روسيا مع محبتي» From Russia with Love كان ينوي تقديمها لنظيره الروسي الذي كان يتوقع ان يلتقيه في باريس بمسعى من وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس الا ان الوزير الروسي سيرغي لافروف رفض لقاء نظيره الاوكراني لتجنب الاعتراف بحكومته التي جاءت على اثر انقلاب على الرئيس الاوكراني المنتخب.

تجنب الاعلام
لم يشارك وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف في اللقاء مع الاعلام بل انضم الى المشاركين في المؤتمر في الاليزيه حول مأدبة غداء عمل اقامها الرئيس فرانسوا هولاند على شرف المشاركين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق