المطارنة الموارنة دانو التعديات الاسرائيلية وشجبوا القصف السوري: لا للتطاول على مقام رئاسة الجمهورية

عقد المطارنة الموارنة إجتماعهم الشهري في الكرسي البطريركي في بكركي، برئاسة البطريرك الماروني الكاردينال بشاره بطرس الراعي ومشاركة الكاردينال نصرالله بطرس صفير، والرؤساء العامين للرهبانيات المارونية، وتدارسوا شؤونا كنسية ووطنية.
وفي ختام الإجتماع أصدروا بياناً تلاه أمين سر البطريركية الخوري رفيق الورشا، ومما جاء فيه:
«بعد الإجماع الوطني الذي لقيته المذكرة الوطنية التي أعلنها غبطة البطريرك في مناسبة عيد مار مارون، كان يأمل الآباء أن تستوحي الحكومة الجديدة مضمونها في صياغة بيانها الوزاري وتحديد أولويات عملها في الفترة القصيرة التي تفصلها عن الاستحقاق الرئاسي لانتخاب رئيس جديد للجمهورية. ولم يكن من داع للخلافات بالتطرق إلى المواضيع التي تحتاج إلى بت نهائي على طاولة الحوار الوطني، وضمن المؤسسات الدستورية، ولا سيما أن الحكومة أتت بصيغة رضيت عليها الأكثرية، في الداخل وفي الخارج، وارتاح لها اللبنانيون، ورأوا فيها مدخلا لإعداد الانتخاب الرئاسي في موعده».
واعرب البيان عن «أسف الآباء للحملة التي تعرض لها فخامة الرئيس في أعقاب الخطاب الذي ألقاه مؤخراً في جامعة الروح القدس – الكسليك، واستنكروا التطاول على كرامته الشخصية ومقامه «كرأس للدولة ورمز لوحدة الوطن»، كما تنص المادة 49 من الدستور. فعندما يصاب الرأس بسهم، إنما يصاب الجسم كله. إننا نناشد كل الأطراف إيقاف هذه الحملة، إحتراماً لكرامة الجميع وكرامة الرئاسة الأولى وكرامة الوطن. وفيما يشارك فخامة الرئيس والوفد المرافق في اجتماع الدول الداعمة للبنان اليوم في باريس، نتمنى النجاح لهذا الاجتماع، في إطار خلاصات مجموعة الدعم الدولية مشكورة، وهي تتعلق بتعزيز اقتصاد لبنان واستقراره، وتقوية قدرات الجيش، ومعالجة قضايا النازحين السوريين».
وحيا المطارنة الموارنة في بيانهم «الجهود التي يبذلها الجيش اللبناني وسائر الأجهزة الأمنية، في التصدي لظاهرة الإرهاب، والخطف، والسرقة في كل تشعباتها” معتبرين أن «تسليح الجيش والقوى الأمنية وتطويرها ضرورة ملحة، بعد ما شهده لبنان من انفلات أمني، ومحاولات البعض إيجاد أمن ذاتي. كل هذا يكاد أن يحول لبنان دولة بلا حدود، وبلا طمأنينة يشعر معها المواطن بأنه في أمان».
وأدان المطارنة بشدة «الغارة الإسرائيلية الأخيرة على لبنان، والتعديات التي تمارسها إسرائيل باستمرار على سيادة الدولة اللبنانية». كما شجبوا بقوة «القصف الذي يطاول المناطق اللبنانية من الجانب السوري، واستباحة الحدود مع سوريا لبلبلة الداخل اللبناني وترويعه. وهي استباحة تدل على مدى التمادي المفرط من فئات لبنانية متنوعة في الغوص في الداخل السوري، فيما المطلوب دور آخر يصب في خانة الحلول السلمية، حفاظاً على حياة المواطنين الأبرياء، وتجنبا لدمار المنازل والبنى التحتية وتهجير السكان الآمنين».
واعربوا عن توجسهم الكبير ازاء «الأخبار التي ترد من سوريا عن تعديات بعض القوى التكفيرية على المسيحيين هناك، وفرض أحكام عليهم تمس حريتهم الدينية والمدنية، وتتنافى والعيش معاً الذي عرفته هذه المنطقة بين المسيحيين والمسلمين طيلة قرون. وهم يناشدون الأمم المتحدة، والدول العربية والإسلامية، وخصوصاً الدول التي لها تأثير مباشر على هذه المجموعات، التدخل الفوري لوضع حد لمثل هذه التعديات، التي لا تمت بصلة إلى الإسلام الذي عرفناه».