رئيسي

تدخل روسي لاحياء تواصل سعودي-ايراني يؤمن الانفراج

على رغم نفي الوسطاء العاملين على خط تذليل العقبات من طريق حكومة الثلاث ثمانيات التي اتفقت مكونات 8 آذار، لاسيما الثنائي الشيعي: الرئيس نبيه بري والامين العام لحزب الله حسن نصرالله مع النائب وليد جنبلاط على تسويقها بعد تراجعهم عن حكومة 9-9-6 ،يؤكد وزير مطلع ان تعثر التأليف بعد بروز عقدة العماد ميشال عون ورفضه المداورة وتمسكه بحقيبتي الطاقة والاتصالات، اضافة الى حقيبة سيادية لتكتله، يعود الى عوامل خارجية وليست محلية.

تعزيز دور ايران التمسك بإعلان بعبدا، لم يتم الالتزام به محلياً لان “حاجة” البعض في الخارج الى استخدام الساحة اللبنانية ادت الى عرقلة خطوات التأليف، مع مطالب لعون لم تظهر مع إعلان بري وجنبلاط عن تسوية التفاهم عندما تم عرضها على الرئيسين ميشال سليمان وتمام سلام لطي مراسيم الحكومة الحيادية التي كانت ستبصر النور في 7 كانون الماضي.

لماذا كانت مبادرة الحزب وبري وجنبلاط بالتسوية- التفاهم؟ الم تكن نتاج توافق اقليمي؟ ولماذا اقدموا عليها من دون ضوء اخضر اقليمي؟ ولماذا بقي العماد ميشال عون خارجها ولم يشارك في اطلاق هذه التسوية؟
يعترف مصدر ديبلوماسي بأن الليونة التي خيمت على مواقف مكونات 8 آذار، لاسيما الثنائي الشيعي كانت تعكس رغبة اقليمية ايجابية بإتجاه القوى الدولية، الا ان  سحب دعوة ايران للمشاركة في مؤتمر جنيف-2 ادى الى اهتزاز الايجابيات في لبنان، بعدما بعث أكثر من طرف اقليمي رسائل من لبنان تنطوي على ايجابية، ورغبة في فتح صفحة جديدة بين قوى فاعلة في المنطقة، لاسيما السعودية وايران.

واعتقد سياسيون بأن سلوك حلفاء ايران الايجابي على الساحة مطلوب لتعزيز دور ايران  في المحافل الدولية وعلى صعيد المفاوضات النووية والخطوات الانفراجية في ما يتعلق بتخفيف العقوبات مقدمة لالغائها، بعد انتهاء فترة الستة اشهر، إضافة الى المخاوف من اندلاع الفتنة على اثر تهديد تنظيمات اصولية حزب الله واستهداف مناطقه ومطالبته بسحب مقاتليه من سوريا، كل ذلك وراء تليين مواقف الثنائي الشيعي بإتجاه تشكيل الحكومة والعمل على تحصين الساحة والمحافظة على الاستقرار. الا ان التطورات التي واكبت انعقاد جنيف-2 وعدم دعوة ايران وتبني الراعي الاميركي وجهة نظر خليجية، وتأكيد وزراء خارجية 13 دولة اجتمعوا في باريس عشية المؤتمر “ان لا موقع للرئيس الأسد وعائلته في سوريا بعد جنيف”، وان البحث في جنيف-2 يدور حول المرحلة الانتقالية من دون مشاركة ايرانية، حمل وزير الخارجية الايراني ومسؤولين ايرانيين شاركوا في منتدى دافوس على القول “انهم سيلتزمون بما يصدر عن جنيف-2، سواء شاركوا ام لم يشاركوا”، وأكدوا ان مشاركة حزب الله في الحرب في سوريا هي بقرار من الحزب ولا علاقة لايران فيه”. وقال ديبلوماسي غربي”لقد ارادت ايران من خلال هذا الموقف التأكيد على عدم الضغط على الحزب، الأمر الذي ادى الى فرملة التأليف بعدما كانت ايران ابلغت مبعوثاً فرنسياً استعدادها للمساعدة على تأليف حكومة في لبنان، كما ابلغ مسؤول سعودي السفير الاميركي في لبنان وممثل الامين العام للامم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي الموافقة على حكومة تضم وزراء لحزب الله، وقد عكس قبول الرئيس سعد الحريري التسوية التي اعلنها جنبلاط هذا التوجه لدى السعودية.

يقول سياسي مطلع ان العوامل الخارجية فرملت عملية التأليف التي كانت وضعت على نار حامية، الا ان ضغط المجتمع الدولي اعاد الزخم الى مسعى التأليف بعدما تبين ان التهديدات الامنية اضافة الى التوافق الدولي، شكلا ضغطاً على جميع القوى الاقليمية المؤثرة على الساحة لوقف استخدام لبنان كساحة لبعث الرسائل الساخنة، والعمل على اقفال هذه الجبهة، بعدما قررت تنظيمات ارهابية ان تأخذ لبنان منطلقاً لها، وسط معلومات عن وجود مخطط ارهابي يستهدف لبنان. وتشير تقارير امنية  الى وجود سيارات مفخخة ومخطط لتفجيرات تستهدف السكان بقصد الايذاء، الامر الذي دفع بالجميع وفق احد الوزراء الى التكاتف لمواجهة التحديات، لاسيما الامنية، في ظل التهديدات المباشرة للساحة وتسلل ارهابيين الى لبنان في مهمات أمنية وفق ما يقول مسؤول امني.
 

حركة دولية
وقد تشهد الساحة في الأسابيع المقبلة حركة زوار لمسؤولين دوليين وحتى عرب للوقوف على كيفية مساعدة لبنان في هذه المرحلة وتمكينه من مواجهة التحديات بأقل الاضرار، وتبين ان الاتصالات الجارية وراء الكواليس تتحدث عن امكان مواكبة عملية التأليف الحكومية بدعوة اعضاء هيئة الحوار الى استئناف الاجتماعات، فالافرقاء وافقوا على المشاركة في حكومة سياسية جامعة، بعد مرور عشرة أشهر على تكليف سلام تأليف الحكومية. ويتحدث ديبلوماسي بارز عن جهد تبذله روسيا من اجل تأمين لقاء سعودي – ايراني قبل العاشر من الجاري اي قبل استئناف جنيف-3 يؤدي الى كسر الجليد بين الدولتين ويؤسس لتواصل على مستويات رفيعة لاحقاً، وقد سبق لوزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف ان اعلن عن استعداده للاجتماع مع اي مسؤول سعودي، قد يكون لهذه الخطوة تأثيرها الايجابي على مجريات الامور في الداخل، لاسيما على صعيد الحكومة، التي تحظى بدعم خارجي. وفي تقدير جهات ديبلوماسية ان عدم تشكيل الحكومة ينعكس سلباً على الاستحقاق الرئاسي وربما ساهم في الدفع باتجاه الفراغ الذي يصفه ديبلوماسي غربي بأنه خطير للغاية وقد يعرض مصير لبنان برمته الى الخطر.

ف.ا.ع.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق