اخبار النجومالاسبوع الفني

آماليا أبي صالح: أعطت المسرح بلا مقابل!

بعد معاناة مع المرض، رحلت الفنانة آماليا أبي صالح، التي كانت تتميّز بشخصية خاصة ونادرة. كانت ثقيلة الوزن وخفيفة الدم، وكان حضورها فوق خشبة المسرح أو عبر الشاشة، يضفي على العمل الفني لفتة أخرى.

يوم أنشأ الفنان حسن علاء الدين – الذي عرف بإسم شوشو – مسرحه الشعبي الدائم في قلب ساحة البرج، في الستينيات من القرن الماضي، والذي أصبح قبلة الشعب اللبناني بفئاته المختلفة، كانت آماليا أبي صالح احدى أبرز نجوم  فرقة شوشو، وطالما لفتت الإنتباه وإنتزعت التصفيق الطويل.
لقد ساهمت آماليا أبي صالح في ثراء المسرح اللبناني، من خلال تمثيلها العفوي والصادق، ولكنه لم يبادلها بالمثل!

نبذة عن حياتها
هي الإبنة الوحيدة لميشال أبي صالح. ولدت في ضهور الشوير في أربعينيات القرن الماضي، وعاشت طفولة مبهجة، لكن سرعان ما انفصل والداها وتزوّج كلّ منهما.
درست في مدرسة «زهرة الإحسان» في الأشرفية وكانت تلقّب بـ «حسن صبي». صديقتها الوحيدة في تلك الفترة كانت الفنانة القديرة هند أبي اللمع التي عادت والتقتها في تلفزيون لبنان، خصوصاً أن انتقال والدها إلى اللاذقية للعمل في شركة للنقل البحري عام 1955 أبعدها عن محيطها وأصدقائها ومدرستها.
هناك تعلّمت في مدرسة «العائلة المقدّسة» في بانياس وحسّنت لغتها الغربيّة، لكنها رسبت ثلاث مرّات في الشهادة المتوسطة، فإنتقلت لتعلّم اللغة الإيطالية على يد أستاذ خصوصي في اللاذقية، على أمل السفر إلى إيطاليا للإلتحاق بإختصاص السياحة.
بعد الدروس الخصوصية، انتقلت آماليا عام 1961 إلى مدرسة للراهبات في منطقة إيطالية في ضواحي ميلانو اسمها بريشيا، فأحبت تلك البلاد وما فيها.
إيطاليا قلبت حياتها وحدّدت مصيرها بعدما فتن برقصها رجل إسمه دينو دزيكا، صاحب فرقة فنية جوّالة متخصّصة في تقديم العروض الترفيهية لجنود القواعد العسكرية الأميركية في أوروبا. رضي والدها بالتحاقها في الفرقة، وسافرت إلى كلّ أنحاء أوروبا وقابلت داليدا وصوفيا لورين وغيرهما من المشاهير.
كانت تتردّد إلى لبنان بين الفينة والأخرى لزيارة والدتها، وعام 1964 بدأت العمل في التلفزيون الرسمي والمسرح الهزلي في لبنان، فشاركت في برنامج أبو سليم «نادي الهواة» ومثّلت دور فتاة إيطالية لا تعرف العربية، ومن شدّة ما أحبّها المشاهدون شاركت في البرنامج ثلاث مرات، وفي برنامج «حكمت المحكمة» عام 1965. استهواها عملها الجديد على الرغم من الفارق الشاسع بين ما كانت تكسبه في إيطاليا وما تحصل عليه في لبنان.
توالت مسرحياتها خلال الستينيات والسبعينيات مع فرقة شوشو، من «أستاذ شوشو» و«فرقت نمرة»، إلى «كافيار وعدس» مع بديعة مصابني، و«الدنيي دولاب» بمشاركة نيللي، وطبعاً «آخ يا بلدنا»، إلى جانب أدوار على الشاشة الكبيرة في فيلم «زمان يا حب» (1973) مع فريد الأطرش، و«زوجتي من الهيبيز» مع دريد لحام.
شكّلت مع شوشو الثنائي الأكثر كوميدية وأنجزا معاً الكثير من مسرحيات الأطفال، لكن بعد وفاته واندلاع الحرب وزواجها ظنّت أن إيام العزّ ولّت، لكنها عادت بضغط من زملائها وشاركت في مسرحيات ومسلسلات عدّة، إلى أن جاء مسلسل «المعلمة والأستاذ» (1981) مع ابرهيم مرعشلي وهند أبي اللمع،  الذي ما زال مطبوعاً في الذاكرة اللبنانية. وآخر أعمالها كانت مسرحية بعنوان  10452 (2004) مع الأب فادي تابت.
 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق