حواررئيسي

سمير الجسر: ليست لدينا ميليشيات والجيش حمايتنا… والرئيس الضعيف لا يفيد أحداً

أعلن عضو كتلة المستقبل النائب عن طرابلس سمير الجسر «أن تحميل حزب الله تيار المستقبل المسؤولية عن تشجيع حالات التطرف هو تجنٍ وكلام مؤسف»، وشدّد على «التمسك بالمؤسسة العسكرية»، مؤكداً «أن ليست لدينا ميليشيات والجهة الوحيدة التي تؤمن لنا الحماية هي القوات المسلحة». ورأى أنه «بوعي الناس وبالتعاطي الصحيح من قبل القوات المسلحة ستنجو طرابلس ولن تتكرر فيها أحداث عبرا». وأكد «أنه إذا كان هناك من احراق لشجرة الميلاد في طرابلس فهذا ليس اعتداء على شجرة بل على شرف المدينة». ورفض اتهامات الامين العام لحزب الله للمملكة العربية السعودية قائلاً: «معروف للقاصي والداني أن المملكة هي من أكثر الدول تعرضاً للارهاب، فهي تشكو من الارهاب وهي تقاتل الارهاب، وليذهب ويرَ من الذي كان يوزّع الارهابيين على كل المناطق». وفي وقت كشف عن رفض خيار التمديد في الاستحقاق الرئاسي قال: «نحن نريد رئيساً قوياً، لأن الضعيف لا يفيد نفسه ولا يفيد الآخرين. أما التعاون مع القوي فأفضل من التعاون مع الضعيف لأن من يضعف امامك يضعف امام غيرك». وردّ على الرئيس نبيه بري حول عدم دستورية الحكومة في حال عدم نيلها الثقة بالقول: «لو كان هذا الامر صحيحاً وعندما تصدر المراسيم لا تكون الحكومة دستورية فكيف تمّ السكوت في كل عمر الدولة اللبنانية عن الحكومات التي بمجرد تأليفها تستلم الوزارات؟». وفي ما يلي وقائع الحوار مع النائب سمير الجسر.

 كيف قرأت الاعتداء على حاجزي الجيش اللبناني في صيدا من أنصار الشيخ احمد الأسير وكيف يمكن لكم كتيار مستقبل  أن تلجموا مثل هذه الحالات المتطرفة التي بدأنا نشهدها؟
نحن ليس بإمكاننا فعل شيء إلا على صعيد الكلمة وتوعية الناس، فلسنا قوة عسكرية ولا قوة
رادعة ونرفض أي إعتداء على أي كان، وخصوصاً متى كان هذا الاعتداء يطاول جنود الجيش اللبناني أو القوى المسلحة كافة.
كيف تردّ على خطاب حزب الله الذي يتهمكم بتشجيع هذه الحالات؟
هذا كلام تجنّ، ومؤسف أن يصدر عنهم. وأولاً معروف تمسكنا بالمؤسسة العسكرية وليست لدينا ميليشيات ونعتبر أن الجهة الوحيدة التي تؤمن الحماية لنا كمواطنين وناشطين في العمل السياسي هي القوات المسلحة بجميع فروعها، من جيش وقوى أمن داخلي والاجهزة كافة، إذاً نحن أكثر الناس حرصاً على القوات المسلحة. لكن حرصنا إذا كنا أبدينا ملاحظة هنا وهناك لا يعني أننا ضد إنما بالعكس فهو من باب الحرص على القوات المسلحة كافة، وإذا كان هناك من خلل ما علينا أن نبيّن هذا الخلل بإصلاحه، لأن التعتيم والتعمية يتركان الامور تتطوّر سلباً في النهاية.

في طرابلس كادت الامور تتطور منذ فترة قصيرة خلال اشكال بين الجيش ومسلحين في باب التبانة لولا تدخّل الرئيس سعد الحريري، كيف السبيل لنزع أي أفخاخ تُنصَب لطرابلس؟
ليست القصة قصة نزع أفخاخ فقط، نحن حريصون على تطبيق الخطة الامنية، وهذا التطبيق لا يكون من دون القوات المسلحة. وحتى كنواب طرابلس كان موقفنا واضحاً جداً بأننا لا نقبل أي إعتداء على الجيش…

طابور خامس
هل كان هناك طابور خامس أو غرف سوداء كما قيل تحاول الايقاع بين اهالي طرابلس والجيش؟

حتماً يوجد، لأن من كان في طرابلس وتتبّع على وسائل التواصل الاجتماعي من فايسبوك وواتسآب وغيرهما السمّ الذي تمّ بخّه من اجل إيقاع الفتنة يعرف أن ما حصل لم يكن عفوياً بل كان منظّماً، وأي إنسان عادي كان بإمكانه أن يكتشف أن ما جرى كان مدبّراً وكيف تمّ تهييج الناس على النزول الى الشوارع… وبطبيعة الحال نحن ضد هذا الامر بصراحة ولا نقبل به، ونحن حريصون دائماً على تطبيق الأمن في المدينة.
هل تطمئن معالي الوزير الى أن طرابلس ستنجو من أي فخ ومن تكرار أحداث عبرا في طرابلس؟
إن شاء الله، أولاً بوعي الناس وايضاً بالتعاطي الصحيح من قبل القوات المسلحة كن أكيداً أنها تنجو.
الى أي مدى يمكن لاعلان طرابلس الذي صدر عن قوى 14 آذار أن يدعم مشروع العبور الى الدولة وأن يدعم العيش المشترك في المدينة؟
إذا قرأت مضمون المطالب فإنها كلها تصبّ في خانة الدولة ومشروع العبور الى الدولة. طبعاً المهم في هذه الخطوة وللأسف قبل أن يُعقَد المؤتمر أننا سمعنا اصواتاً تحاول تسخيفه واعتباره تظاهرة اعلامية، أنا أعتبر أن هذا المؤتمر إذا لم يؤد إلا الى أمر وحيد فهو أنه وضع خطوة اساسية على طريق أن كل لبنان من أجل جزء في لبنان فهذا يكفي، فعندما تهتم كل الاطراف في لبنان بوضع المدينة فهو أمر مهم، فما يجري في طرابلس لا يعني الطرابلسيين فقط  بل هذه المسألة لها بُعد وطني، وإذا لا سمح الله إنتكس الوضع في طرابلس ستكون انعكاساته على كل الوضع اللبناني. فالاهتمام بكل جزء من لبنان هو أكثر من ضرورة وهذه مسألة مهمة جداً لجهة أن الشعب اللبناني متضامن مع بعضه.
هل توصلت التحقيقات الى معرفة من أقدم على إحراق شجرة الميلاد في طرابلس ولا سيما أن الرد جاء بإضاءة أكثر من شجرة ميلادية؟
أنا أعرف أنه عندما حصل الحادث لم يجر الحديث في البيان الذي صدر عن حرق بل عن ماس كهربائي. في كل الاحوال، جرى استبدال القصة بدقائق بمشاركة الناس جميعاً ثم أقيم احتفال في مكان آخر قريب. وكل عمره تاريخ المدينة هو تاريخ انفتاح، ولدى الناس حالة تواصل استثنائية بالذات في طرابلس بين كل أطراف المجتمع حيث يعيش الناس بكل معنى الكلمة بمسألة الجيرة، ولدينا مثل «الجار قبل الدار». فأعتقد أنه إذا كان هناك من إعتداء، وبحسب البيان لا إعتداء، فهو إما مدسوس وإما من أناس مضلّلين، وهؤلاء لا يمثلون لا المدينة ولا اهلها ولا تاريخها. وأنا أعتبر أن أي مسألة من هذا النوع ليست إعتداء على شجرة بل على شرف المدينة.

اعتداءات ارهابية
جرى حديث عبر إحدى القنوات التلفزيونية عن إحتمال حصول إعتداءات ارهابية في المناطق المسيحية في فترة الاعياد وتحدثت صحيفة اللواء عن أن ما حصل من هجوم على الجيش في جسر الاولي كان بهدف تمرير سيارات مفخخة فما هي معطياتكم والى أي مدى يؤدي استهداف هذه المناطق الى زعزعة الوجود المسيحي في المنطقة؟

أولاً إن ما يجري في المنطقة هو حريق كبير، وأنا أشبّه المكوّنات اللبنانية بشقق في مبنى. فإذا اصاب حريق طبقة معينة فكل الطبقات الأخرى تتأثر به حسب قربها وبعدها من مكان الحريق، فكيف إذا كان الحريق يلتهم المبنى بكامله؟! فالحريق لا يستثني أحداً بكل أسف. وما جرى في معلولا وغير معلولا مُدان طبعاً، وتقول لي إنه يمكن أن يؤثر على الناس هنا طبعاً إنما هذه مسائل عارضة وليست من تاريخ المنطقة، ويفترض التوقف عندها لمعالجتها ولكن من غير المفروض أن تدعنا نغيّر ديموغرافية المنطقة وأن يستشعر الناس بخوف وهلع. فهناك فترات من الحروب والحالات الشاذة تمر، وما يُعوّل عليه هو الفترات العادية التي أعتقد أن فيها تعايشاً كبيراً، أما الفترات الشاذة فهي ومضات وتذهب ولا يفترض أن تترك أي أثر.
ما هو تعليقك على الاتهامات التي وجهها السيد حسن نصرالله الى السعودية واتهام المملكة بتفجير السفارة الايرانية وتعطيل تأليف الحكومة في لبنان؟
ليس دفاعاً عن المملكة العربية السعودية ولكن معروف للقاصي والداني أن المملكة هي من أكثر الدول تعرضاً للارهاب، فهي تشكو من الارهاب وهي تقاتل الارهاب. فعلى وجه التأكيد هي لن تساند الارهاب وليذهب ويرَ من الذي كان يوزّع الارهابيين على كل المناطق حتى إذا قرأت تقريراً نُشر في النهار يوم الاثنين فإن العراق يشكو سوريا لمساهمتها في عملية السيارات المفخخة. على كل حال، لا نريد التوقف كثيراً عند هذه المسألة والجميع يعرف أن المملكة العربية السعودية بطبيعة سياستها لا تتدخّل بأمور وحتى لو كان السعوديون غير راضين لا يقولون لا، لكنهم لا يقولون نعم. وأعتقد أن كلام السعوديين كان واضحاً عندما سئلوا عن بعض الشؤون فكان جوابهم: هذا شأن لبناني إذهبوا وتعاطوا معه. وعلى العكس دعوا الى عملية تفاهم بين اللبنانيين لأن المملكة العربية السعودية ليس لها أي مصلحة على الاطلاق وهذا من فضل الله، فلا المملكة ولا باقي الدول العربية بإستثناء سوريا ولا أميركا ولا الاتحاد الاوروبي ولا روسيا لديها رغبة بنقل الصراعات الى لبنان أو إدخال لبنان في أتون الحرب الدائرة في المنطقة، والمملكة هي التي أنقذت لبنان وإلا ففي ظل هذا الخطاب الموتور وهذا التوتير المذهبي والطائفي بكل أسف قد تكون كل عناصر التفجير وعناصر السلاح المتفشي متوافرة، إنما من حفظ لبنان هو الله سبحانه وتعالى قبل اي شيء ولكن في الوقت عينه هناك إجماع دولي وعربي واقليمي بصرف النظر عن سوريا بعدم نقل الصراع الى هذا البلد.

 ضد التمديد
هل صحيح أنكم كتيار مستقبل تسعون الى التمديد للرئيس ميشال سليمان كما ذكرت جريدة «الاخبار»؟

أولاً نحن بمنتهى الصراحة ضد التمديد ونحن بالمبدأ ضد كل تمديد ولا أعرف لماذا يتكلمون بقصة التمديد، فيما فخامة الرئيس يصدر كل يوم بياناً حول هذا الامر، وهو صرّح أكثر من مرة بأنه لا يريد التمديد ولا يقبل به، وحتى في آخر تصريح قال إنه لو صدر قانون بالتمديد سيطعن فيه، فماذا يريدون أكثر من ذلك؟ وهم يسعون الى تركيب قصة بهذا الشأن.
كيف تصف العلاقة بين حزب الله والرئيس سليمان في ظل ردّ النائب محمد رعد على رئيس الجمهورية واعتبار دفاعه عن المملكة في وجه الاتهامات بالضلوع في تفجير السفارة تسرّعاً؟
أعتقد ربما أن العلاقة مشوّشة لأنهم عندما يصفون هذا الكلام بالتسرّع فكان من المفترض التحدث عن تسرّع بعملية إلصاق التهم خصوصاً أنهم هم في بيانهم الاول والثاني والثالث أصرّوا على أن اسرائيل هي وراء العملية.
عشية الاستحقاق الرئاسي نسمع مطالبات برئيس قوي فأي رئيس يريده حزب الله وأي رئيس تفضّلونه أنتم؟
نحن نريد رئيساً قوياً، فلا تفكّر أن الضعيف يفيد أحداً،  فهو لا يفيد نفسه ولا يفيد الآخرين. أما التعاون مع القوي فأفضل من التعاون مع الضعيف لأن من يضعف امامك يضعف امام غيرك، والقوي يفترض أن يكون على مسافة واحدة من الكل.
بعد موقف الرئيس سليمان لجهة تأليف حكومة ترعى الانتخابات الرئاسية حتى لو لم تنل ثقة البرلمان سمعنا تحذيراً من الرئيس نبيه بري وغيره من الاقدام على أي مغامرة فماذا وراء تهويل قوى 8 آذار؟
علينا دائماً احترام الدستور الذي يقول كيف تؤلف الحكومة؟ وكل خروج عن هذا الامر يدخل ايضاً في باب المغامرة.

دستورية الحكومة
وما تعليقك على قول رئيس المجلس: إن الحكومة تصبح غير دستورية في حال عدم نيل الثقة ولا يمكنها بالتالي تسلّم صلاحيات الرئاسة؟
مع احترامنا له ولمقدرته، أعتقد بأن هذا الامر لم يسبق قوله في أي مرة من المرات. ولو كان هذا الامر صحيحاً وعندما تصدر المراسيم لا تكون الحكومة دستورية فكيف تمّ السكوت في كل عمر الدولة اللبنانية عن الحكومات التي بمجرد تأليفها تستلم الوزارات؟
هل تشجّع الرئيسين ميشال سليمان وتمام سلام على تشكيل الحكومة في مقابل الدعوات لتعويم الحكومة المستقيلة؟
أولاً لا شيء إسمه تعويم وليس هناك أي سند دستوري للتعويم، خصوصاً أن هناك اليوم رئيساً مكلفاً. فكيف تعوّم حكومة وهناك رئيس مكلّف اختاره اللبنانيون وطالما لم يعتذر الرئيس المكلف فلا يمكن السير بهكذا عمل.
كيف قرأت الاتهامات بين الوزيرين غازي العريضي ومحمد الصفدي الذي هو من طرابلس؟
هذا الامر مؤذٍ للجميع ومؤذ للبلد ويهزّ ثقة الناس بالحكم.

حاوره: سعد الياس
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق