دولياترئيسي

القات… ذهب افريقيا الاخضر

كميات القات التي صادرتها السلطات الجمركية الايطالية، في مطار فيوميتشينو، تتزايد على مدى السنين: 660 كلغ في 2010 و867 كلغ في 2011 و1000 كلغ في 20 ايار (مايو) 2013، في طريقها من اديس ابابا الى لندن، كشفت عن حقيقة جديدة: تمدد استعمال القات الى مناطق  جديدة من العالم.

كانت عمليات تهريب القات على نطاق دولي تفجرت في التسعينيات عندما دفع انهيار اسعار البن، الملايين من المزارعين في اثيوبيا وكينيا، الى التخلي عن زراعات اكتسبوها من عهد الاستعمار. فحولوا سهول اثيوبيا ومنحدرات «جبل كينيا» (حيث مضغ القات تقليد تاريخي)، الى حقول شاسعة لزراعة هذه الحشيشة المخدرة. ولكن للقات فوائده على عكس الشاي والبن. فيمكن قطافه على مدى السنة، ويدفع ثمنه عند الاستلام، ويؤمن مدخولاً اعلى من منافسيه التقليديين.
وفعلت حروب التسعينيات الاهلية، ما تبقى عندما لجأ ملايين الاثيوبيين والصوماليين والكينيين، الى اوروبا واميركا الشمالية، وفتحوا طرقات جديدة لتهريب القات على الصعيد الدولي، التي تعتبر كينيا واثيوبيا، مصدريها الاساسيين فتنطلق اكياس القات منهما، لتصل الى ابعد بقاع الارض، محملة في مؤخرة سيارات بيك آب، على طرقات صحراء الدناكيل المغبرة. وعبر قناة تاجيورا، على متن مراكب صيد معدلة، ام على متن طائرات كبار المهربين الخاصة، تنقلها الى اربع زوايا صحراء اوغادين.
وتجارة القات، هي بمثابة سباق  مع الوقت، لان مفعول هذه النبتة ينتهي بعد قطفها باربع وعشرين ساعة. ويقول احد تجار القات الكينيين، مارك اورنيغا: «ان نظام عملنا، ليس فعالاً فحسب، ولكنه في غاية الكمال. فان نبتتنا تصل الى لندن، في اقل من 16 ساعة».
ولكن هناك من يعارض.
فيرى رئيس الحركة الصومالية المناهضة للقات، ابو بكر اواله: «ان كينيا واثيوبيا يقمعان بلادي، بطراز جديد من الرق».
وانطلقت حرب ابو بكر من بريطانيا، حيث مضغ القات قانوني، وفي نمو متزايد، بين الشباب، من اصول اثيوبية وصومالية العاطلين عن العمل. وتدر سوق القات اكثر من 400 مليون استرلينية، على صناديق الدولة البريطانية وضرائب جمركية. من تجارة يصعب تقدير كمياتها. وتمكن ابو بكر من اقناع وزيرة الداخلية البريطانية، تيريزا ماي، بمنع القات، بالرغم من رأي الخبراء، بعد ان دلت دراسات علمية على ان كميات معتدلة من القات غير مضرة صحياً.
ولكن بريطانيا تخشى ان تتحول الى قاعدة لعمليات تهريب دولية، الى الدول الاوروبية والاميركية الشمالية  حيث هذا المخدر ممنوع وهناك سبب آخر، هو الشكوك الثابتة، بان منظمات ارهابية واصولية مثل حركة «الشباب الصومالية» تقف وراء الشبكات الدولية لتهريب القات وتجارته يدين استعمال المخدرات لاسباب دينية، وتستمتع بما تدره من ارباح غير حلال.
ولكنهم، حريصون في كينيا، على حماية القات، فيقول لياندرو باريو، رئيس جمعية مصدري قات جبل كينيا: «ان اولويتنا، تقضي بالحؤول دون معالجة القات كيميائياً، والذي يحصل حالياً هو ان اوراق القات، تصدّر الى الصين، حيث تعالج كيميائياً، ويعاد تصديرها الى شكل حبوب الى اوروبا».
وكانت الحكومة البريطانية، منعت في سنة 2010، المخدر الاصطناعي، ميغيدرون، المتحدر من الكاتينون، بعد ان مات 26 شخصاً، بعد تناول هذا المخدر.
فأردف لياندرو باريو: «ان القات، هو تقليد بالنسبة الينا، وتجاره. ونريد ان ندافع عن نظافته.
واما اليمن، فانها تكتفي بمضغه وبتقاتلها الاهلي.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق