The Hunger Games – Catching Fire الثورة ضد استبداد الكابيتول
قبل عامين تقريباً تابعنا شريط الدراما والعلم الخيالي والاكشن والمغامرات والتشويق والفنون القتالية والرومنسية The Hunger Games، الاقتباس السينمائي الأول لثلاثية قصص للمراهقين من تأليف الكاتبة سوزان كولينز، صدرت بدءاً من عام 2008 وحققت مبيعات تخطت 30 مليون نسخة في العالم. الفيلم الاول حقق بدوره نجاحاً كبيراً في «البوكس اوفيس» الاميركي والعالمي، فكان من المنطقي الحاقه بالجزء الثاني الذي نتابعه حالياً في صالاتنا اللبنانية The Hunger Games – Catching Fire، اضافة الى ثالث اخير بدأ الاعداد له منذ الان.
في الشريط الاول انطلق بنا المخرج غاري روس الى عالم مستقبلي وتحديداً الى ما كان يعرف سابقاً بالولايات المتحدة التي أصبحت عالماً بائساً مقسماً الى 12 قطاعاً تديره حكومة ديكتاتورية ظالمة تدعى كابيتول. كل سنة، يجبر الكابيتول كل قطاع على ارسال فتى وفتاة للمشاركة في برنامج اقتتال دموي حتى الموت يعرض مباشرة على التلفزيون حيث يبرز فائز واحد والآخرون يموتون حتماً. ولانقاذ شقيقتها الصغرى من المشاركة في تلك الألعاب القاتلة في صحراء خطيرة، ستصمم كايتنس (جنيفر لورانس) على الذهاب مكانها. ولكن رغم ان ابنة السادسة عشرة ليست مدرّبة كفاية كما سائر المشتركين، ورغم ان كل ما تملكه هو غريزتها وقوتها الطبيعية وثورتها وتحديها المدرب هايميتش ابرنايثي (وودي هارلسون) الفائز قديماً بالـ «هانغر غايمز» قبل أن يصبح مدمناً على الكحول، فانها ستتمكن مع شريكها بيتا ميلارك (جوش هاتشرسون) من الفوز.
المعركة الثانية
الشريط الثاني مقتبس بدوره عن ثاني قصة من سلسلة الكاتبة سوزان كولينز، ولكنه ليس من اخراج غاري روس الذي رفض اكمال السلسلة. وهكذا آلت مهمة اخراج الجزءين الثاني والثالث لفرانسيس لورانس بعدما كان فريق الانتاج قد اقترح اسماء مخرجين عديدين نذكر منهم الفونسو كوارون مخرج Gravity وبينيت ميلر مخرج Truman Capote الذي فاز عنه فيليب سايمور هوفمان باوسكار افضل ممثل.
مجدداً اذاً مع ابطال الجزء الاول مثل جنيفر لورانس وجوش هاتشرسون وليام همسوارث وودي هارلسون وليني كرافيتز ودونالد ساثرلند واليزابيت بانكس وستانلي توتشي ، اضافة الى ممثلين جدد مثل سام كالفلين وجينا مالوني والقدير فيليب سايمور هوفمان، لندخل عالم العلم الخيالي والحركة والمغامرات والفنون القتالية والحب والعنف مع The Hunger Games – atching Fire. كنا تركنا كايتنس المناضلة الثائرة بعدما حققت الانتصار في مباريات «هانغر غايمز» الدموية مع بيتا ميلارك. الفائزان مجبران على القيام بجولة على القطاعات كلها، ولكن رحلة طريقهما ستريهما مدى تأثيرهما الايجابي على الناس الذين ضاقوا ذرعاً باستبداد حكومة الكابيتول. وحتى يحد من تفشي حركة الثورة التي تثيرها كايتنس، رئيس كابيتول (دونالد ساثرلند) سيدفع كايتنس وشريكها الى ساحة المعارك القاتلة مجدداً، وهذه المرة لمواجهة ابطال لديهم الخبرة والقوة مثل فينك اودير (سام كالفلين).
عنف رومنسية ومؤثرات
في جزئها الثاني لا تزال السلسلة محافظة على قوتها وتمايزها عن سائر الافلام المعدّة لجمهور المراهقين. الاخراج هذه المرة اكثر تقليدية في تصويره حيث فضل المخرج الابتعاد عن اسلوب الحركة المهزوزة المعتمدة في الجزء الاول. ولكن التقليدية المريحة للنظر لا تسري على الترفيه العالي والمبتكر الذي يقدمه الشريط، ولا على العنف الذي يفجره والاستعراضات القتالية التي قدمتها مجموعة من الممثلين الجاهزين جداً من الناحية الجسدية والمقنعين بأدائهم الذي تطلب منهم تدريبات مكثفة لمدة شهرين قبل بدء التصوير الذي استغرق بدوره شهرين من دون اي توقف، بمعدل ستة ايام في الاسبوع. بدورها المؤثرات البصرية الخاصة أكثر من مبهرة ومقنعة وهي من تنفيذ استديوهات Weta التي سبق ان اعدّت مؤثرات افلام ضخمة وشهيرة مثل Lord of the Rings وKing Kong وAvatar وAvengers وHobbit. اما السيناريو فيحتوي افكاراً ذكية وعميقة مقدمة بشكل بسيط حول اهمية وجود رموز لشحن الناس المقموعين بالامل، اضافة الى احتوائه على قصة حب بعيدة عن السطحية مع كل ما يحتدم في داخلها من مشاعر قوية يفجرها المثلث العاطفي جنيفر لورانس وجوش هاتشرسون وسام كالفلين.
نجوم الفيلم
بطلة الفيلم هي الممثلة الشابة ابنة الـ 23 ربيعاً جنيفر لورانس التي كانت مجرد ممثلة عادية وغير معروفة عندما قدمت الشريط الاول قبل عامين تقريباً، اضافة الى تقديمها دور ميستيك في شريط X-Men: First Class عام 2011. ولكن الوضع تغيّر تماماً بين الشريطين، فهي اصبحت اليوم نجمة كبيرة والوجه الاعلاني للعلامة التجارية الشهيرة ديور، خصوصاً بعدما فازت باوسكار افضل ممثلة عام 2013 عن فيلم Happiness Therapy لتصبح بذلك ثاني اصغر ممثلة (بعد مارلي ماتلين) تفوز بالاوسكار عن هذه الفئة تحديداً. لذلك لم يعد وارداً أن تقبض فقط 500 الف دولار كما في الفيلم الاول، بل هي حصلت على 10 ملايين دولار هذه المرة، اي 20 مرة اكثر من اول شريط. وتماماً كما في الشريط الاول، خضعت جنيفر مجدداً لتدريبات مكثفة على الفنون القتالية، ولكن رغم لياقتها البدنية العالية هي لم تكن في مأمن من الخطر. فاثناء تصوير احد مشاهد الحركة العنيفة في ساحة المعارك، وجّهت جنيفر بالخطأ لكمة قوية لنفسها على رأسها. ويبدو ان الضربة أثرت بشكل مباشر على اذنها لأنها فقدت جزءاًً من سمعها لمدة ستة ايام.
ويشارك لورانس في بطولة الفيلم الممثل جوش هاتشرسون الرياضي بامتياز خصوصاً انه يتقن رياضة كرة السلة ويمارسها بانتظام. ومن ابرز افلامه Bridge to Terabithia وسلسلة Journey to the Center of the Earth. ايضاً من ابطال الفيلم الممثل الاوسترالي ليام همسوارث الحبيب السابق للمغنية مايلي سايرس وشقيق «ثور» السينما كريس همسوارث، وهو سبق ان شارك في فيلم The Expendables 2 الى جانب سيلفستر ستالون وبروس ويليس وجان كلود فاندام وارنولد شوارزينغر. أما البطل فينك اودير الوافد الجديد الى عالم السلسلة ، فهو الممثل البريطاني سام كالفلين الذي سبق ان شارك في الجزء الرابع من سلسلة Pirates of the Caribbean، كما قدم دور الامير في شريط روبرت ساندرز Snow White and the Huntsman.
مايا مخايل