تقنية-الغدقضية

الاشرعة الشمسية نظام مسبق للانذار الجوي

يتوجه اكبر شراع شمسي الى منصة الاطلاق في العام المقبل في مهمة لعرض اهمية تقنيات «الدفع من دون طاقة دفع»، عن طريق استخدام الفوتونات الضوئية من الشمس لدفع المركبات عبر الفضاء.

يبلغ امتداد ضلع هذا الشراع العملاق الذي سمي Sunjammer نحو 38 متراً بمساحة اجمالية تبلغ نحو 1208 امتار مربعة.
وينفذ المشروع وكالة الفضاء الاميركية التي تعاقدت مع شركة متخصصة في مدينة توسن في ولاية كاليفورنيا لتصنيع هذا الشراع.
ويقول كبير علماء الشركة ان العمل في الشراع المذكور يشمل وضع تصميم رئيسي، مع القيام باختبارات على الارض فضلاً عن الاجزاء والمكونات. واشار الى ان اطلاقه الى الفضاء الخارجي سيجري نهاية العام المقبل.
وسيبتعد الشراع عن الارض مسافة ثلاثة ملايين كيلومتر تقريباً وستجري خلال الشهرين الاولين من الاطلاق سلسلة من الاختبارات ، منها نشر الشراع وعرض لعملية التحكم بالتوجيه عن طريق استخدام عنفات مركبة في طرف الشراع فضلاً عن الملاحة الدقيقة، وبالتالي صيانة المركبة وثباتها التجاذبي في الموقع المسمى «نقطة لانغرانج بين الارض والشمس».

نظام للانذار
ومن الممكن ان يتحول هذا الشراع الى نظام مسبق للانذار في ما يخص الطقس الفضائي لكي يوفر تحذيرات دقيقة عن نشاط التوهج الشمسي.
وتقوم وكالة الفضاء بالتعاون مع الشركة في ما يتعلق برحلة العرض المقبلة التي ستصل الى نقطة من شأنها ان تؤمن مشهداً جيداً للشمس. فالشراع الشمسي قادر على الوصول الى مدارات مثيرة تتيح رؤية الشمس من مواقع وزوايا مختلفة لا نستطيع رؤيتها في الاحوال العادية.
ويمتد الشراع على مساحة تبلغ ربع مساح
ة ملعب لكرة القدم، وهو مغلف بمادة خاصة من الـ «كابتون» بسماكة خمسة ميكرونات (الميكرون واحد من المليون من المتر) فقط. وكلما كانت المادة رقيقة كان ذلك افضل، فلدى طي الشراع هذا فان حجمه لا يتعدى حجم الغسالة الكهربائية.
وثمة اساليب تقنية للتحكم بالشراع ونشره بشكل ناجح، كما يقول احد العلماء في هذا المشروع، ويبدو ان وكالة الفضاء الاميركية حريصة على دفع تقنية الاشرعة الشمسية وتعميمها في الرحلات الفضائية المقبلة. وسيشمل ذلك امكانية جمع الحطام الفضائي الدائر في مدار الارض وازالته الى جانب التخلص من الاقمار الاصطناعية التي انتهت مهمتها واسقاطها، فضلاً عن تأمين اتصالات مباشرة مع القطب الجنوبي للأرض.

  رحلات سياحية
ويشير هذا العالم الى ان هيئات خاصة غير حكومية او رسمية شرعت تفكر ايضاً في استخدام الاشرعة الشمسية لاغراض السياحة والترفيه.
ومن الاستخدامات الاخرى لهذه الاشرعة ارسال البقايا والرماد المحترق للمتوفين الى الفضاء الخارجي.
ونجاح هذا المشروع عامل مهم في اطار تمكين القيام برحلات فضائية استكشافية مقبلة التي لا يمكن تحقيقها الا بواسطة الاشرعة الشمسية.
فالى جانب استخدام مثل هذه التقنية لمراقبة الشمس، تدرس وكالة الفضاء الاميركية استخدامها ايضاً لزيارة الكويكبات الصغيرة الشاردة القريبة من الارض.
ويقول احد الباحثين في مكتب الافكار المتطورة للرحلات الفضائية الموجود في ولاية الاباما، فلقد وجدنا ان مثل هذه الاشرعة ستمكننا من زيارة نحو ستة كويكبات خلال السنوات الست من اطلاقها.

صديق للبيئة
وهذا من الامور المتعذرة عن طريق الصواريخ ذات الوقود الكيميائي، كما قد لا نستطيع تحقيقها عن طريق الدفع الكهربائي، لكون هذه الاشرعة لا تستخدم وقوداً او طاقة دافعة، بل انها تستمد قوتها من الشمس، وهذا امر صديق للبيئة جداً.
ان مثل هذه الاشرعة خصوصاً العملاقة منها، قد تمكننا في يوم من الايام من بلوغ النجوم فيما وراء مجموعتنا الشمسية.

طنوس داغر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق