رئيسيسياسة عربية

«اتفاق دوحة» جديد في بعبدا لصفقة حل شامل

بدأ الحديث منذ الآن عن الاستحقاق الرئاسي وكثر الكلام عن ربط الاستحقاقات بعضها بالبعض الاخر في خطوة تسعى اليها اطراف سياسية في محاولة للحصول على مكاسب من خلال الاتفاق على الاستحقاق الرئاسي وقانون الانتخاب واجراء الانتخابات النيابية في الربيع المقبل، وتشكيل الحكومة، بمعنى ان يتم عقد اتفاق «دوحة جديد» ولكن في بعبدا وفق ما يقول احد الوزراء.

هناك اجماع على منع حصول فراغ في الرئاسة كما حصل عام 2007 ومنع الوقوع في مطب الفوضى السياسية لعدم الاتفاق على شخصية الرئيس الجديد، الا ان اطرافاً في 8 اذار تسعى الى  الحصول على مكاسب كما فعلت في الدوحة، حيث حصلت على الثلث المعطل في اي حكومة، وتمسكت بهذا المكسب حتى مع الرئيس تمام سلام، على رغم رفضه اعطاء الثلث المعطل أي طرف، بعدما  وضع قواعد للتأليف تعتمد صيغة ثلاث ثمانيات من دون ثلث معطل، ومن دون وزير ملك او وديعة واعتماد المداورة في الحقائب واعتماد اعلان بعبدا للبيان الوزاري من دون ثلاثية، الشعب والجيش والمقاومة، خصوصاً بعد انخراط مقاتلي حزب الله في الحرب في سوريا. ويقول منسق الامانة العامة لقوى 14 اذار النائب السابق الدكتور فارس سعيد «اننا مع الاستحقاق الرئاسي في موعده الدستوري وضد الفراغ، وبين الفراغ وانتخاب الرئيس، اي رئيس، فنحن مع الانتخاب حتى لو كان المرشح العماد ميشال عون لاننا ضد الفراغ  في رئاسة الجمهورية».

منع الفراغ
وينقل زوار بعبدا عن الرئيس ميشال سليمان انه يصر على منع حصول فراغ في الرئاسة وانه يسعى الى تسليم الامانة في 25 ايار (مايو) المقبل الى رئيس جديد ليس كما حصل معه بحيث لم يتسلم الامانة من الخلف لان الرئاسة كانت في حال فراغ. وتؤكد قوى 14 اذار انها تخشى تداعيات الفراغ في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة. ولذلك تطالب الرئيسين سليمان وسلام بالاسراع في تشكيل حكومة حيادية تعنى بشؤون الناس وتخرج البلاد من الفراغ وتتحمل مسؤوليتها في هذا الظرف الاقليمي الضاغط والمتغير نتيجة الربيع العربي والتطورات، لا سيما في سوريا، على ان يواكب عملية التأليف استئناف اجتماعات هيئة الحوار في بعبدا للبحث في الاستراتيجية الدفاعية وموضوع السلاح، اضافة الى مواضيع سياسية يقوم الخلاف حولها. وترفض قوى 14 اذار السلة الكاملة  التي تسعى اليها قوى 8 اذار، وتصر على تأليف الحكومة من دون حزب الله طالما ان مقاتليه لا يزالون في سوريا. ويقول احد نواب 14 اذار: «من ساواك بنفسه ما ظلمك» ونحن نريد حكومة تولي مصالح الناس الاولوية ونريد ابعاد الخلاف السياسي عنها فلا تكون حكومة متاريس كما كانت الحكومات السابقة بل حكومة انتاج وعمل.
مقابل مواقف 14 اذار، تتمسك قوى 8 اذار بمطالبها وقد رفعت خطابها السياسي بالتزامن مع التطورات في المنطقة، لا سيما في سوريا، بعد تأجيل الضربة العسكرية، وقيام اتفاق اميركي – روسي على حل الازمة السورية، بدءاً بتدمير السلاح الكيميائي وصولاً الى حل سياسي عبر «جنيف – 2» بمشاركة اطراف الصراع. وحددت خياراتها من موضوع التأليف بالمشاركة وفق الاحجام اي الحصول على الثلث المعطل وادراج ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة في البيان الوزاري، ورفض المداورة، والتمسك بوزارة الطاقة للتيارالوطني الحر. ورفض منطق العزل وعدم اشراك الحزب في الحكومة تلبية لرغبات اقليمية. وتقول اوساط في 14 اذار ان مكونات 8 اذار نجحت حتى الان في تحقيق مطالبها والدفع باتجاه الفراغ. فقد عطلت الاتفاق على قانون الانتخاب وارجأت موعد الانتخابات النيابية، ومددت ولاية المجلس 17 شهراً، وارجأت تسريح قائد الجيش. وترفض تشكيل حكومة الا وفق شروطها، ولوحت بـ 7 ايار (مايو) وبالفراغ في رئاسة الجمهورية. ويرى احد الوزراء ان مكونات 8 اذار لا سيما حزب الله تسعى الى احداث تغيير «على البارد» وبالتزامن مع التطورات في المنطقة بعدما تبين ان هناك صعوبة في تعديل الدستور، واستحالة عقد اجتماع للهيئة التأسيسية، بسبب اعتراض 14 اذار رغم اقتناعها بوجود ثغرات في الطائف وبضرورة معالجتها من خلال تعزيز صلاحيات رئيس الجمهورية ليكون الحَكَم والمرجعية.

موضوع الحكومة
ويبقى الاهتمام السياسي منصباً على موضوع الحكومة ويرى احد مكونات 8 اذار انه من المبكر الحديث عن الاستحقاق الرئاسي وان احداً من الاطراف السياسية غير مستعد للمغامرة منذ الان في الموضوع والسير فيه قبل ان تتبلور الاوضاع في المنطقة.
ودخل موضوع الحكومة على خط التعقيدات والاشتباك بعد تصريحات النائب وليد جنبلاط الاخيرة وتمسكه بصيغة 9-9-6 بدلاً من 8-8-8 وبثلاثية الشعب والجيش والمقاومة. وانتقدت 14 اذار جنبلاط، وشن النائب عقاب صقر حملة على جنبلاط بعدما تبين ان تصريحاته تنطوي على رسالة الى قوى اقليمية اكثر منها للاطراف المحلية الا انها عقدت التشكيل وفق مصدر وزاري بعدما كان سلام ينتظر مساعي جنبلاط التوفيقية لاقناع مكونات 8 اذار بصيغة 8-8-8 وبالقواعد التي وضعها سلام للتأليف. واعربت قوى 14 اذار عن انزعاجها وتمسكها بحكومة حيادية مقابل حكومة جامعة سياسية تطالب بها 8 اذار. وينتظر سلام ليونة من 14 وتراجعاً من 8 اذار ليلتقي الاثنان في منتصف الطريق ويتم عندها تشكيل حكومة الناس التي تعتبر حاجة وطنية في هذا الظرف.
وينقل زوار بعبدا ان الرئيس سليمان عازم على تشكيل حكومة قبل عيد الاستقلال وعلى دعوة اعضاء هيئة الحوار للاجتماع على ان يتحمل الاطراف مسؤولياتهم. ويؤكد الزوار ان سليمان الذي يرفض التجديد يعمل من اجل منع الفراغ في الرئاسة الاولى ويصر على حكومة جديدة. ويتردد في الاروقة السياسية المحلية والخارجية حديث عن صيغ كثيرة بشأن الاستحقاق الرئاسي هي قيد التداول، ويكشف احد المطلعين عن اقتراح بان تتم الانتخابات النيابية قبل الرئاسية اي في الربيع المقبل، بعد تمديد المهل الدستورية، وينتخب المجلس الجديد الرئيس العتيد بعد تعذر اتفاق المجلس الحالي على الرئيس المقبل، بحيث يفرز الخيار الجديد حالة سياسية جديدة على الساحة اللبنانية تتماشى مع التغيير في المنطقة وتخرج البلاد من حال المراوحة والجمود والركود بسبب الاصطفاف السياسي القائم بين 8 و14 اذار، ويصار الى تكوين اكثرية نيابية تعكس الاكثرية الشعبية، وبالتالي تقوم بشكل دقيق اكثرية واقلية لتنتظم الحياة الديموقراطية التوافقية في البلاد.

فيليب ابي عقل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق