باقة اقتراحات ايرانية مقابل تخفيف العقوبات

لعبة ارتخاء الحبال في العلاقات بين ايران حسن روحاني والغرب، متواصلة لم يوترها، حتى الآن، سوى انتقاد المرشد الاعلى، ثم الباسدران، بسبب الاتصال التلفوني بين رئيس الدولة الجديد وباراك اوباما.

وزير الخارجية البريطانية، وليام هيغ، اعلن ان لندن، ستعين قائماً بالاعمال، «غير مقيم»، لعلاقاتها مع ايران. وستعتمد الحكومة الايرانية، من جهتها تدبيراً مماثلاً، في خطوة اولى على طريق اعادة العلاقات الديبلوماسية كاملة بين البلدين، التي قطعت في سنة 2011. ويعتبر هذا التطور، دليلاً آخر، على بداية ذوبان الجليد بين الغرب والجمهورية الاسلامية الايرانية. والتقى الوزير هيغ، مع وزير الخارجية الايرانية الجديد جواد ظريف، على هامش دورة الامم المتحدة، في نيويورك، في الشهر الماضي.
واعلن هيغ، امام البرلمان البريطاني، ان مهام القائم بالاعمال، تشمل دراسة اعادة العلاقات الديبلوماسية الكاملة، اذا اعتمدت طهران «تعديلات اساسية» على برنامجها النووي، يطالب بها الغرب، مقابل تخفيض العقوبات الاقتصادية التي فرضها الغرب على ايران.
وكانت بريطانيا، تبنّت في تشرين الثاني (نوفمبر) 2011، اقتراحاً للاتحاد الاوروبي، بزيادة العقوبات التجارية على ايران، بسبب سياستها الهجومية في المجال النووي، التي كان يتبعها احمدي نجاد، فرد فريق من الطلاب الراديكاليين الايرانيين بالهجوم على السفارة البريطانية في طهران وحطموا موجوداتها، فقطعت بريطانيا علاقاتها الديبلوماسية مع طهران وتولت سفارة سويسرا رعاية الشؤون البريطانية في ايران، بينما تتولى التمثيلية الايرانية في مسقط، رعاية الشؤون الايرانية في لندن.
وفي تطور ايجابي آخر، نسبت جريدة «وول ستريت جورنال» الى مصادر ديبلوماسية، ان ايران ستتقدم بمجموعة من الاقتراحات لوقف انتاج الوقود النووي يمكن استعمالها لصنع قنابل نووية، اي تخصيب اليورانيوم، في معدل 20 في المئة، وستطلب في المقابل، من مجموعة «الدول الخمس زائدة واحدة» التي تلتقي في جنيف في 15 و16 تشرين الاول (اكتوبر) تخفيف العقوبات التي ادت الى عزل صناعة النفط الايرانية عن العالم، واستثناء ايران من النظام الحالي الدولي.
وقال ديبلوماسي سابق، تحفظ على ذكر اسمه، «ان ايران في طور الاستعداد للذهاب الى جنيف حاملة مجموعة اقتراحات جدية»، تشمل تحديد مستوى التخصيب (اليورانيوم)، وفتح مواقعها النووية. امام المفتشين الدوليين، وربما اغلاق موقع فوردو، الذي تقول الولايات المتحدة، واسرائيل ان تطوير الاسلحة النووية الايرانية يجري فيه.
ومن شأن، مجموعة هذه المقترحات، ان تعطي دفعاً جديداً، للمفاوضات حول البرنامج النووي الايراني، المجمدة منذ امد وتكريس ذوبان الجليد الديبلوماسي الذي بدأ بين طهران وواشنطن. ومن الدلائل على هذا الذوبان، الاتصال التلفوني الذي جرى بين الرئيسين اوباما وروحاني، واستئناف المباحثات بين دول مجموعة الخمس زائدة واحدة، مع طهران، المتوقفة منذ شهر نيسان (ابريل)، اي شهرين قبل انتصار روحاني منذ الدورة الاولى للانتخابات الرئاسية.
وتبقى كل الشكوك معلقة وواردة، الى ما بعد منتصف شهر تشرين الاول (اكتوبر) الجاري.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق