حواررئيسي

علي خريس: بري يستشعر الخطر الاسرائيلي على نفط الجنوب… ولا استياء سورياً منه

أعلن عضو كتلة التنمية والتحرير النائب علي خريس «أن الرئيس نبيه بري يستشعر الخطر الاسرائيلي على نفط لبنان، وعندما يتكلم عن التلزيم في الجنوب فلأنه يدرك أن الاطماع الاسرائيلية هي بأكثريتها في بلوكات الجنوب»، ونفى تمسك رئيس المجلس بهوية شركة معينة وقال: «هناك دفتر شروط وأي شركة تقدم الشروط المناسبة لمصلحة لبنان فليكن، وليست لدينا شركة بعينها نريدها أن تأخذ تلزيماً واحداً أو اثنين». وأعرب عن عدم اعتقاده بـ «أن أياً من المكونات الحكومية يمكن أن يعترض على عقد جلسة لمجلس الوزراء من اجل التلزيم، انما المطلوب الاسراع في الخطوات وألا ننام على مخدّة حرير أو أن ننتظر لأن هناك تسابقاً بيننا وبين اسرائيل ولا سيما أن هناك خلافاً على البلوك رقم 8». ونفى وجود اي استياء سوري من الرئيس بري بحسب ما نقل عن مصدر في 8 آذار قائلاً: «هذه مصادر كاذبة وغير واقعية، والدليل على ذلك أن كل أفرقاء 8 آذار كانوا وما زالوا يؤكدون على المبادرة التي طرحها الرئيس بري وتأييدهم لها». وعن تعطيل حزب الله تأليف الحكومة بسبب اصراره على معادلة الجيش والشعب والمقاومة سأل: «لماذا توضع كل الشروط امام تأليف الحكومة الجديدة في ظهر حزب الله؟ فنحن في حركة أمل هذا هو موقفنا: جيش وشعب ومقاومة». وعن بدء قوى 14 آذار ضغطاً على رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس المكلف تمام سلام للاسراع بالتأليف قال: «هم ضغطوا قبل ذلك، ومارسوا ضغوطات خلال كل الفترة الماضية على الرئيس المكلف وعلى رئيس الجمهورية لتشكيل حكومة سمّوها حكومة أمر واقع ، ولكن هذا الامر لم يتم، فلا يمكن لأحد أن يلغي أحداً وتأليف حكومة أمر واقع بات مستبعداً». وفي ما يلي وقائع الحوار مع النائب علي خريس.

نبدأ بالخلاف القائم بين الرئيس نبيه بري ووزير الطاقة جبران باسيل حول تلزيم النفط، فالرئيس بري يشترط تلزيم البلوكات العشرة فيما الوزير باسيل لم يفهم طلب التلزيم دفعة واحدة، كيف تفسّر طبيعة هذا التباين؟
نحن في تسابق مع الزمن وكلنا نعرف الاطماع الاسرائيلية خصوصاً في موضوع النفط، وعندما يتكلم الرئيس بري عن موضوع التلزيم في الجنوب فلأنه يدرك أن الاطماع الاسرائيلية هي بأكثريتها في بلوكات الجنوب، وعندما يتكلم عن التلزيم دفعة واحدة فهو لا ينطلق من اشتراط لهذا الامر بقدر ما هو تفويت الفرصة على العدو الاسرائيلي لعدم التفكير في أي يوم من الايام بالاقتراب نحو أي بلوك من هذه البلوكات، وليعرف أن الحكومة اللبنانية لزّمت هذه البلوكات وكي لا يقدم على خطوة معينة تمثل إعتداء على ثروتنا النفطية.
هل تعتقد بأن مجلس الوزراء يتجه الى الانعقاد من اجل بحث التلزيم؟
يفترض بمجلس الوزراء أن يعقد جلسة حتى لو كانت الحكومة في طور تصريف الاعمال لبحث هذا الموضوع واتخاذ القرارات المناسبة. وفي الموضوع التقني لا مشكلة لدينا فكل أمر قابل للنقاش وللحوار ولا شيء ملزماً. وكما قلت موقف الرئيس بري من تلزيم البلوكات العشرة يستشعر الخطر الاسرائيلي من هذا الامر.
وهل هذا يعني أن فريق التيار الوطني الحر لا يستشعر هذا الخطر الاسرائيلي؟
بلى أكيد يستشعرون وحتى الوزير باسيل له رأي بالتلزيم…
هو يقترح تلزيم بلوكين حتى لا نبيع سمك بالبحر ما تعليقك؟
لا أعتقد أن هذا الامر سيتسبّب بمشكلة ولا أعتقد أن أحداً سيقف ويقول إما تلزيم 10 بلوكات أو لا، ويقف شخص آخر ويقول إما تلزيم على دفعات أو لا. فسيحدث نقاش حول هذه المسألة، وأين المصلحة العامة يتم السير بها؟ فيجب عدم تضييع القصة والمهم أن اللبنانيين يجب أن يأكلوا العنب لا قتل الناطور.

خلاف امل – عون
ولكن اضافة الى ذلك يبدو أن هناك خلافاً بينكم وبين الفريق العوني على هوية الشركات التي سترسو عليها المناقصة؟
موقفنا في هذه القضية لا يتوقف على شركة بحد ذاتها. على طريقة أننا نريد هذه الشركة ولا نريد تلك، هناك دفتر شروط وهناك تلزيم وهناك طلبات ستُقدّم. وأي شركة تقدم الشروط المناسبة لمصلحة لبنان فلتكن. وأعيد القول بأنه ليست لدينا شركة بعينها نريدها أن تأخذ تلزيماً واحداً أو إثنين، فليس لدينا شرط حول هوية الشركة التي ستلتزم، وهذا الامر لا نتدخل به على الاطلاق.
لكن العماد ميشال عون يقول إنه إذا جرى تلزيم الشركات الاميركية نحمي المنطقة لأن اسرائيل لا يمكنها التعرض لها ما هو رأيك؟
هذه وجهة نظر أن تقول إنك إذا لزّمتها للاميركيين فإن المنطقة تُحمى… ولكن اسرائيل لزّمت بلوك أو بلوكين في منطقتها للروس.
هل يطالب الرئيس نبيه بري بتلزيم النفط لشركات روسية أو فرنسية؟
لم يحدّد شركات، ومن الخطأ تحديد شركات والقول نريد هذه أو تلك. أي شركة تعطي ضمانات وتقدم عرضاً أفضل من غيرها تكون هي المناسبة، وهذا أمر تقني…
هل أبلغتم رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي موافقتكم على عقد جلسة لمجلس الوزراء لبحث الموضوع النفطي؟
نحن قلنا انه لا مانع لدينا في أن يعقد مجلس الوزراء جلسة مخصصة من اجل هذا الامر، فلا مانع لدينا بتاتاً.
هل بلغكم أن الرئيس ميقاتي يشترط موافقة كل مكوّنات الحكومة للدعوة الى عقد مثل هذه الجلسة؟
لا أعتقد أن أياً من المكونات الحكومية يمكن أن يعترض في هذا الموضوع، إنما المطلوب الاسراع في الخطوات وألا ننام على مخدّة حرير أو أن ننتظر لأن هناك تسابقاً بيننا وبين اسرائيل، ولاسيما أن هناك خلافاً على البلوك رقم 8 بحسب اعتقادي.
هل عقد جلسة لمجلس الوزراء يعني تعويم حكومة الرئيس ميقاتي؟
طالما أنه لا توجد حكومة جديدة، فربما يتأخر تأليف مثل هذه الحكومة شهراً أو شهرين أو ثلاثة أو أربعة وخمسة… فيكون الذي أكل قد أكل والذي هرب قد هرب، لذلك بإمكان حكومة تصريف الاعمال، قانونياً ودستورياً أن تعقد جلسة لبحث هذا الموضوع لاتخاذ القرارات المناسبة واللازمة.

الشروط المتبادلة
ما رأيك في الكلام عن استمرار الشروط المتبادلة في موضوع تأليف الحكومة واصرار حزب الله على أن يكون في البيان الوزاري لأي حكومة معادلة: الجيش والشعب والمقاومة وهذا ما ترفضه قوى 14 آذار؟
لماذا توضع كل هذه الشروط في ظهر حزب الله؟ فنحن في حركة أمل هذا هو موقفنا: جيش وشعب ومقاومة. وعندما طرح الرئيس بري مبادرته وقال تعالوا حتى نتفق بأربعة وخمسة ايام على شيء. طبعاً، هناك بنود لا بأربعة ايام ولا بشهر ولا بسنة يمكن أن يمشي الحال بشأنها كالاستراتيجية الدفاعية التي تحتاج الى وقت، أو الموضوع السوري والخلاف حوله وهذا يستلزم وقتاً، وكذلك قانون الانتخاب لن ينتهي بأربعة أو خمسة ايام، أما الشيء الذي يمكن الانتهاء منه بهذه المدة أي بأربعة أو خمسة ايام هو الموضوع الحكومي أو الاتفاق على شكل الحكومة، ويمكن ايضاً الاتفاق على البيان الوزاري. فعندما يجلس الافرقاء مع بعضهم خلال المدة تقرب المسافات، وهناك مثل شعبي يقول «البعد جفاء»، اما عندما نجلس سوياً وجهاً لوجه ونتناقش ويكون هناك حرص على مصلحة البلد واستقراره وأمنه، أعتقد بأن الامور تتحلحل أكثر ويصبح بإستطاعتنا الوصول الى نتيجة خصوصاً في موضوع التشكيل والبيان الوزاري.
قيل إن قوى 14 آذار قد لا تمانع بتأليف حكومة وفقاً لصيغة 9-9-6 شرط أن يكون حزب الله مستعداً لسحب مقاتليه من القتال في سوريا، ما هو موقفكم من هذا الطرح؟
عندما أطرح تأليف حكومة واقول أقبل بصيغة ولكنني أضع شروطاً: واحد وإثنين وثلاثة وخمسة… معناه تعقيد الامور. يعني لا يجوز الكلام عن تسهيل تأليف الحكومة والقول إن لدي شروطاً! وأنا ايضاً في المقابل اقول إنني أقبل بصيغة معينة وإنما لدي شروط. فإذا كل طرف سيضع شروطاً لا أعتقد بإمكانية الوصول الى نتيجة والى حل يناسب مصلحة البلد.
ولكنهم كقوى 14 آذار كانوا يريدون صيغة 8-8-8 غير انهم قد يقبلون بصيغة أخرى مقابل سحب الحزب قواته من سوريا…؟
هذا الموضوع يناقَش على طاولة الحوار، فهناك خلاف حول الموضوع السوري ونحن نقول إن الفريق الآخر يتدخل في الشأن السوري ليس منذ الآن بل منذ سنتين من خلال السلاح والتمويل و… و… وهذا واقع وحقيقة، وهذا الفريق يقول: إن حزب الله يتدخل في القتال. فدعونا نجلس ونتناقش بهدوء حول هذه القصة ولكن وضع شروط كذا وكذا فهذا أمر لا يمشي.
هل ترى أن الحل اللبناني سيأتي من خلال تفاهم سعودي – ايراني؟
كنا نعلّق الآمال بإحتمال عقد قمة ايرانية – سعودية إنما تأجلت زيارة الحج. وهنا المشكلة أننا ننتظر الحل من الخارج وهذه مشكلة كبيرة، فلنفترض أنه لم تحصل قمة ايرانية – سعودية في هذه الفترة أو أنها حصلت بعد 6 أشهر أو بعد سنة، فهل نؤجل كل شيء الى ما بعد التفاهم السعودي – الايراني؟! هذه مشكلة.

لا استياء سورياً
ما ردّك على حديث مصدر في 8 آذار عن إستياء سوري من الرئيس بري منذ أن طرح مبادرته الحوارية لأنه ظهر كأنه ركب موجة الضربة الاميركية؟
ردّي هو أن هذا الكلام غير صحيح، ويمكن لأي شخص اليوم أن يدّعي مصادر  8 آذار، لكن هذه مصادر كاذبة وغير واقعية وغير صحيحة، والدليل على ذلك أن كل أفرقاء 8 آذار كانوا وما زالوا يؤكدون على المبادرة التي طرحها الرئيس بري وتأييدهم لها. والنقاط التي طرحت في هذه المبادرة هي نقاط يتحدث فيها كل الناس اساساً، وليس صحيحاً على الاطلاق الكلام عن إستياء سوري من طرح الرئيس بري.
هل يمكن أن يتأخر تأليف الحكومة لتكون هناك تسوية شاملة تتناول في سلّة واحدة موضوع انتخابات رئاسة الجمهورية؟
هذه مشكلة إذا كانت الحكومة ستتأجل، وبحسب الاجواء السائدة الآن فنحن نعيش فراغاً في موضوع الحكومة، وهناك تعطيل للمجلس النيابي ونحن على مقربة من استحقاق انتخاب رئيس جديد للجمهورية حيث هناك ايضاً خوف من الوصول الى مرحلة يحصل فيها فراغ رئاسي. إذاً سنكون امام مشكلة كبيرة والانتظار يولّد فراغات، وهل أنا سأنتظر ماذا سيحدث في الموضوع السوري ؟ وهل أنا سأنتظر ماذا سينتج عن اللقاء السعودي – الايراني؟ ساعتها ستتعطّل كل أمورنا في البلد ونعيش فراغاً في كل المؤسسات.لذلك على اللبنانيين الاستفادة من الفرصة الذهبية وهي الجلوس مع بعضهم البعض للاتفاق على تشكيل حكومة والاتكال على الله.
هل أنتم مع إجراء انتخابات رئاسية أم تسيرون بخيار التمديد الذي قد يصبح امراً واقعاً؟
نحن مع إنتخاب رئيس جمهورية في الموعد المحدد ومع إجراء انتخابات رئاسية.

 الالغاء غير وارد
يبدو أن قوى 14 آذار ستمارس ضغطاً على الرئيس ميشال سليمان وتمام سلام لتشكيل حكومة في أسرع وقت، ماذا سيكون موقفكم؟
هم ضغطوا قبل ذلك، ومارسوا ضغوطات خلال كل الفترة الماضية على الرئيس المكلف وعلى رئيس الجمهورية لتشكيل حكومة سمّوها حكومة أمر واقع، ولكن هذا الامر لم يتم. فلا يمكن لأحد أن يلغي أحداً، وقصة الالغاء في البلد لا يمكن أن تمشي ولا أحد يقبل بهذا الموضوع، وقصة تأليف حكومة أمر واقع باتت مستبعدة.
أمل الرئيس بري من جنيف ألا نترحّم على سايكس بيكو في المنطقة فما هي المحاذير والمخاوف؟
وضع المنطقة سيىء بلا شك، وكأن المخطط هو تفتيت المنطقة والدول وتمزيقها الى دويلات طائفية ومذهبية، وهذا أمر خطير جداً جداً جداً، والخوف هو أن نصل الى مرحلة نترحّم فيها على سايكس بيكو. ونتمنى أن تكون القمة الروسية – الاميركية على هامش مجموعة العشرين إتفقت على أمور في الاتجاه السليم والصحيح، ولكنني متشائم بالنسبة الى وضع المنطقة.

حاوره: سعد الياس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق