تقنية-الغد

جبيرة كسور تسرّع في شفاء المريض

يبدو ان تقنية الطباعة ثلاثية الابعاد ستحدث ثورة ربما شبيهة بالثورة الصناعية التي نقلت البشرية من حال الى آخر.

اعلنت احدى الشركات انها تمكنت من صناعة جبيرة كسور تتمتع بمواصفات تجعلها اقوى واخف واسرع في تأهيل المريض لاستعادة عافيته.
ويبدو ان مستقبل الصحة العامة لن يكتبه مصمم تكنولوجيا حديثة او عالم او حتى متخصص في صناعة الانسان الآلي بل فنان او مصمم فني او حتى حالم.
فقد نجح مهندس من جامعة فيكتوريا في مدينة ويلنغتون النيوزيلندية في تنفيذ فكرة صناعة جبيرة متقدمة بالاعتماد على الطباعة الحديثة ثلاثية الابعاد.
وذلك بعد ان تعرض هو نفسه لكسر يده ووضع جبيرة تقليدية تسببت له بالآلام والازعاج.
الجبيرة الجديدة التي اعتمد في اختراعها على تقنية الطباعة ثلاثية الابعاد تتميز بكونها اكثر مرونة ومريحة جداً لمن يرتديها وتجعلنا نودع نهائياً الجبيرة التقليدية القاسية والمضجرة والمؤلمة جداً التي عادة ما يضعها من يتعرض لكسر او شرخ في عظامه.
وهذه الجبيرة المتقدمة هي نتاج آخر ما توصل اليه العلم في تطبيقات التلاعب في المواد وتشكيلها بالصيغة التي نريد.

 أخف وأقوى
فالتصميم هو من عمل هذا المهندس الذي نجح في جعله مناسباً جداً لتوفير دعم اكثر للطرف المكسور وفي الوقت عينه سيجده المريض اخف واقوى وافضل بكثير مما هو موجود في الاسواق حالياً.
فالجبيرة التقليدية التي نعرفها حالياً المصنوعة من الجبس والمسماة ايضاً جبيرة العظام، تستخدم شكلاً من المواد المعاملة حرارياً مع رباط كي نح
صل في النهاية على القالب الصلب الذي نضع فيه العضو المكسور كي يشفى تدريجياً.
كان الخيار الاولي لصنع الجبيرة التقليدية هو جبس باريس الذي يعتبر شكلاً من الجبس المتكلس بطريقة ممتازة وعند خلطه بالماء يتصلب على الفور حول قشرة الرباط.
اما الخيارات الاخرى البديلة فهي تلك المصنوعة من البولي يوريثين او حتى الرباطات ذات اللدونة الحرارية.
على العموم مهما كان نوع الجبيرة التقليدية والمواد المصنوعة منها والطريقة المعتمدة في صناعتها فان لديها جميعاً العيوب والمشاكل عينها.

عيوب ومشاكل
فالجبيرة التقليدية كما يعرف غالبية الناس حساسة للماء وتجعل الشخص الذي يرتديها يواجه معاناة كبيرة عند الاستحمام كما انها ستكون سبباً محتملاً لمشاكل صحية تتعلق بالنظافة للعضو المجبر نفسه.
اضف الى ذلك ان الجبيرة تبعث على الحك وهي غير مريحة اطلاقاً كونها تجعل الحركة صعبة.
يقول المهندس انه اعتمد في ابتكار هذه الجبيرة وصناعتها على الطباعة ثلاثية الابعاد المتقدمة حيث يقوم بالتقاط صورة اشعة للعضو المكسور ثم يمزج الصورة مع ماسح ضوئي ثلاثي الابعاد للعضو عينه لتتم في النهاية طباعة جبيرة ثلاثية الابعاد على المقاس يوضع عليها غشاء اضافي حول نقطة الاصابة بالضبط.
فبعد خروجها من الطابعة تبقى الجبيرة معلقة ومفككة كي يمكن ضبط قياسها على الشخص الذي سيرتديها ثم يتم غلقها باستخدام رباطات مدمجة فيها. ولكن حتى بعد غلقها يبقى بالامكان غسل العضو المكسور لأن الجبيرة نفسها مضادة للماء.
كما يمكن ارتداء قميص فوقها من دون ان تعيق مرتديها او يعرف الاخرون ان هناك شيئاً تحت القميص لان الجبيرة رقيقة جداً قياساً بالتقليدية.
المادة التي تتم طباعة هذه الجبيرة منها تستغرق حوالي ثلاث ساعات كي تتصلب وتكون قوية كفاية لاستخدامها على النقيض من الجبيرة العادية التي تتطلب اكثر من ثلاثة ايام كي تصبح صلبة بالكامل.
ان المواد الداخلة في صناعة هذه الجبيرة صديقة للبيئة كونها من النوع الذي يمكن ان يعاد تصنيعها.

طنوس داغر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق