تقنية-الغد

كومبيوترات ميكروسكوبية ترصد حالة الجسم

أقراص جديدة تبدو كأية اقراص دواء عادية مستطيلة واكبر قليلاً من حبات الفيتامين، ولكن اذا قام الطبيب بكتابة وصفة منها لك في المستقبل القريب فقد تسمع منه قوله تناول حبتين من هذه الكومبيوترات التي يمكن هضمها لتقوم بارسال رسالتين الكترونيتين لي في الصباح.

بينما يعاني المجتمع العصري اليوم من التدخلات في الخصوصية الفردية بسبب الكومبيوترات التي يمكن ارتداؤها على الجسم، فان العلماء والباحثين وبعض الشركات الناشئة شرعوا بالتحضير للخطوة المقبلة التي ستكون اكثر تطفلاً، الا وهي الكومبيوترات التي يمكن هضمها مع المستشعرات الصغيرة المحشوة داخلها.
على الرغم من ان هذه الاجهزة الصغيرة لن تمثل الاتجاه السائد، غير ان بعض الاشخاص الذين هم على حافة الخطر الصحي شرعوا يبتلعونها لرصد قراءاتهم الصحية ومن ثم المشاركة لاسلكياً بها مع طبيبهم.
وثمة نماذج اولية من هذه الاجهزة الصغيرة التي يمكن هضمها، بمقدورها القيام باشياء مثل فتح الابواب اوتوماتيكياً او ملء كلمات المرور.
وبالنسبة الى الاشخاص العاملين في المهن الصعبة مثل السفر الفضائي هنالك نسخ متنوع
ة مختلفة من هذه الاقراص استخدمت لبعض الوقت، لكن في العام المقبل سيضمها طبيب العائلة اذا كان بارعاً على الصعيد التقني الى مجموعة ادويته وعقاقيره الموجودة قي عيادته.

مستشعرات طبية
يوجد داخل هذه الاقراص مستشعرات صغيرة وادوات للبث ويكفي ان تقوم بابتلاعها مع الماء او الحليب، وبعد ذلك تقوم هذه الاجهزة بشق طريقها الى المعدة والبقاء سليمة على حالها بعد عبورها الامعاء.
وتقوم هذه الروبوتات الميكروسكوبية ببث ما يحصل في الداخل لاسلكياً.
وأحد هذه الاقراص التي هي من انتاج شركة اميركية صغيرة لا يحتاج الى بطارية، بل ان الجسم البشري يمونها بالطاقة.
وقامت هذه الشركة باضافة المغنيزيوم والنحاس على كل جانب من هذا المستشعر الصغير، مما يؤمن طاقة كهربائية كافية مستمدة من حوامض المعدة.
ولدى نزول القرص الجديد Proteus الى اسفل المعدة يقوم بارسال معلومات الى هاتف جوال عن طريق لصقة موضوعة على الجسم. ويقوم هذا القرص ايضاً برصد حركات الشخص ونمط فترات استراحاته.

 اقراص الكترونية
ان مثل هذه الاقراص ستساعد المرضى الذين يعانون من مشكلات طبيعية وعصبية، كما ان بمقدور الاشخاص الذين يعانون من عاهات قلبية مراقبة تدفق الدم في ابدانهم ودرجة حرارتها. وايضاً تساعد هذه الاقراص الاشخاص المصابين بمشكلات عصبية مثل انفصام الشخصية والزهايمر لرصد العلامات والاشارات الحيوية في الزمن الحقيقي.
وكانت وكالة الاغذية والعقاقير الاميركية قد اجازت هذه الاقراص مؤخراً.
وثمة قرص مثير ودقيق من هذا النوع يدعى Cortemp Ingestible Core Body Temperature Sensor مجهز ببطارية مشيدة داخله يقوم ببث حرارة الجسم في الزمن الحقيقي لاسلكياً لدى تنقله عبره.
وقد استخدم افراد فرق مكافحة الحرائق ولاعبو كرة القدم والجنود ورواد الفضاء، مثل هذه الاجهزة الصغيرة لدى قيامهم بمهماتهم ليمكنوا رؤساءهم من مراقبتهم والتأكد من عدم سخونة اجسامهم في البيئات المعادية العالية الحرارة.
وبعض هذه الاجهزة ستأتي على شكل ادوات مفيدة للأعمال اليومية، فقد عرضت مؤخراً احدى الشركات المتخصصة وشماً للتعريف بالهوية لاسلكياً يمكن لصقه على الجلد، وبعد ذلك يمكن الامساك بالهاتف الذكي من دون ادخال كلمة المرور والجلوس في السيارة ليدور محركها فوراً من دون اي تدخل، كذلك اذا امسكت بقبضة باب بيتك فانه ينفتح اوتوماتيكياً. وفي الواقع يتحول الجسم البشري برمته الى رمز للتعريف.
يبقى القول ان القرص هذا يمر في الجسم ويخرج منه خلال 24 ساعة، لكن نظراً لسعره المرتفع يختار البعض استعادته وتنظيفه واستخدامه مرة ثانية.

طنوس داغر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق