حواررئيسي

عمار حوري: لا مجال امام الأسد الا الرضوخ… وأدوات النظام تطبّل وتزمّر حول معلولا

أكد عضو كتلة المستقبل النائب عمار حوري «أن النظام السوري خاسر في الحالتين: خاسر اذا سلّم السلاح الكيميائي، وخاسر اذا تلاعب في تسليمه»، ورأى «أن الامور وصلت بالنظام السوري الى تجاوز الخط الأحمر واقتنع بأن الضربة الدولية آتية لا محالة ولا مجال أمامه الا الرضوخ». وعن استعداد الرئيس بشار الاسد وحلفائه للرد على أي ضربة اعتبر أن «هذا ما قاله تماماً الصحّاف في أواخر ايام صدام حسين، وهذا ما قاله ايضاً معمر القذافي. فقد قالوا الكثير من قصائد الشعر واستمعنا ايضاً الى بشار الاسد في بعض قصائد الشعر هو ونظامه ولكن في النهاية في لغة الحروب لا تنفع كثيراً قصائد الشعر». ولفت الى «أن النظام في سوريا حاول أن يعكس صورة مبالغاً بها جداً عما حصل في معلولا ليقيم توازناً مع فعلته في استعمال السلاح الكيميائي ليقول ان هناك في المقابل من يتجاوز ومن يرتكب»، وعن حماية النظام للاقليات قال: «لا يمكن لأي نظام ديكتاتوري وارهابي أن يحمي لا الاقليات ولا الاكثريات. وهذا النظام ساوى في جرائمه بين جميع مكوّنات الشعب السوري»، منتقداً ما سمّاه «التطبيل والتزمير اللذين تقوم بهما أدوات النظام السوري في لبنان»، ومتأسفا «لأن العماد ميشال عون إرتضى لنفسه أن يقوم بهذا الدور». واستبعد «أن يأخذ حزب الله الامور الى حد نقل المواجهة الى الارض اللبنانية»، لكنه استدرك بالقول: «في بعض الحالات عوّدنا حزب الله على بعض المفاجآت». وأشار الى «أن قوى 14 آذار  لم ترفض طرح رئيس الجمهورية حول صيغة 3 ثمانيات، ولكن حزب الله سارع الى قطع الطريق ورفض هذا الاقتراح وبالتالي عدنا الى المربّع الاول». وفي ما يلي وقائع الحوار الذي أجرته مجلة «الاسبوع العربي» مع النائب عمار حوري.

 كيف نظرت الى موافقة النظام السوري على وضع الاسلحة الكيميائية تحت المراقبة الدولية وألا يربح النظام الوقت من خلال السير بهذا الاقتراح الروسي؟
لقد وصلت الامور بالنظام السوري الى تجاوز الخط الأحمر وإقتنع أن الضربة الدولية آتية لا محالة ولا مجال أمامه إلا الرضوخ. فالمجتمع الدولي كان ربما في مرحلة سابقة يتابع ويراقب ما يحصل في سوريا، وحتى عندما أعلن الرئيس الاميركي باراك أوباما عام 2012 أن إستخدام الاسلحة الكيميائية بشكل واسع سيكون تجاوزاً للخط الاحمر، ظنّ النظام السوري أن هذه كلمة في الهواء، فإستعمل هذا السلاح الكيميائي نتيجة الضغط الذي تعرّض له وخصوصاً في محيط دمشق. وكلنا نعلم أن النظام السوري لم يوقّع على معاهدة حظر استخدام الاسلحة الكيميائية، وما يؤسف له في الموضوع هو أن هذا السلاح الذي كان يخبرنا النظام بداية أنه لا يمتلكه ثم أقرّ بإمتلاكه ثم أقرّ بإستعماله ضد الشعب السوري، هذا النظام الذي كان يُفترض به أن يقيم توازناً استراتيجياً مع العدو الاسرائيلي لم يستعمل من هذا السلاح شيئاً ضد هذا العدو وأسرف في استعماله ضد شعبه. لذلك أعتقد أن النظام خاسر في الحالتين: خاسر إذا سلّم هذا السلاح الكيميائي، وخاسر إذا تلاعب في تسليمه، وفي الحالتين وصل النظام الى طريق مسدود.
هل هناك من تردّد في توجيه الضربة العسكرية في الدوائر العالمية عبّر عنه تأجيل التصويت في الكونغرس الاميركي بضعة أيام؟
أنا أعتقد أن التأخير الذي حصل في التصويت يعكس مدى الجدية في نقاش هذا الموضوع في دوائر العالم. وما من شك في أن من اسباب رضوخ النظام السوري وهذا الضغط الروسي وربما الايراني عليه، ناتج عن اقتناعه واقتناع الروس والايرانيين ايضاً بأن الضغط العسكري ليس تهويلاً فقط وليس نزهة… لكن ما نأسف له أن النظام السوري أخذ بلده الى حال المواجهة مع المجتمع الدولي.

 حماية الاقليات
كيف نظرت الى المواقف القائلة بأن النظام السوري هو الذي يحمي الاقليات والمسيحيين ولا سيما بعد الاحداث التي شهدتها بلدة معلولا عبر دخول جماعات اسلامية متطرفة؟
لا يمكن لأي نظام ديكتاتوري وارهابي أن يحمي لا الاقليات ولا الاكثريات. هذا النظام ساوى في جرائمه بين جميع مكوّنات الشعب السوري.
في المقابل، حاول هذا النظام أن يعكس صورة مبالغاً بها جداً في معلولا ليقيم توازناً مع فعلته في استعمال السلاح الكيميائي، ليقول إن هناك في المقابل من يتجاوز ومن يرتكب. طبعاً نحن ندين أي ارتكاب بحق أي رمز وأي مقام ديني في أي بلد وأي مدينة وبحق أي دين. ولكن واضح أن هناك مبالغة كبيرة لما حصل في معلولا. وللأسف بعض اللبنانيين هنا ساهموا في التطبيل والتزمير لهذه المبالغات، إنما واقع الحال يكشف تماماً أن من ارتكب الارتكابات في معلولا هو النظام الذي فضحته بعض الافلام التي ظهرت في وسائل الاعلام.
ما تعليقك على تخيير رئيس التيار الوطني الحر النائب ميشال عون البعض بين معلولا وجبهة النصرة ؟
على الجميع أن يكونوا مع الاستقرار ومع العيش الواحد، بالتالي المبالغة في الحديث عن جبهة النصرة تماماً كالمبالغة في الحديث عن معلو
لا، وهو التطبيل والتزمير عينهما اللذان تقوم بهما أدوات النظام السوري في لبنان، وللأسف إرتضى العماد عون لنفسه أن يقوم بهذا الدور.
كيف قرأت قول الرئيس بشار الأسد إن سوريا وحلفاءها سيردون على أي ضربة عسكرية؟
هذا ما قا
له الصحّاف تماماً في أواخر ايام صدام حسين، وهذا ما قاله ايضاً معمر القذافي. فقد قالوا الكثير من قصائد الشعر واستمعنا ايضاً الى بشار الاسد في بعض قصائد الشعر هو ونظامه ولكن في النهاية في لغة الحروب لا تنفع كثيراً قصائد الشعر.
في حال إنخرط حزب الله في النزاع العسكري في سوريا ماذا ستكون التداعيات على لبنان؟
أعتقد أن حزب ال
له إذا تورّط في الداخل السوري فهذا إستمرار لأمر سيىء، أما إذا نقل المواجهة الى الارض اللبنانية فالامور ستصبح أكثر سوءاً خصوصاً مع فقدان حزب الله لحليف أساسي هو النظام السوري وأقصد فقدانه حتى لوجستياً وبالتالي الدخول في مواجهة مع العدو الاسرائيلي في ظروف كهذه يأخذ لبنان الى المجهول ويأخذ الشعب اللبناني الى المزيد من مواجهة التعقيدات، لذلك استبعد أن يأخذ حزب الله الامور الى هذا الحد ولكن في الوقت عينه في بعض الحالات عوّدنا حزب الله على بعض المفاجآت، نرجو ألا يأخذ الامور اليها.
يُحكى عن أن حزب
الله لن يتورّط ربما في عملية اطلاق الصواريخ بل يترك لحلفائه ومن بينهم الجبهة الشعبية القيادة العامة هذا الامر، تماماً كما حصل في 7 أيار (مايو) عندما نزل حلفاؤه الى شوارع بيروت؟
لا فرق بين حزب الله
وبين من يدور في فلكه، أي تصرّف سيكون مسؤولاً عنه حزب الله لأنه هو الآمر الناهي في هذا المجال.

تشكيل الحكومة
في موضوع الحكومة هل بات تأليف الحكومة مرتبطاً بنتائج أي ضربة عسكرية لسوريا أم بماذا يرتبط؟
واضح أن حزب الله عقّد الامور بعد أن ورّط نفسه وورّط لبنان في هذا المستنقع السوري وحاول أن يعلّق تسهيل تشكيل الحكومة في انتظار ما سيحدث في سوريا. أعتقد أن حزب الله الآن وقع في إرباك كبير، وواضح أن الامور في سوريا تحتاج الى وقت وواضح أن اللبنانيين لم يعودوا يتحملون استمرار الوضع على ما هو عليه. فالقضايا المعيشية ضاغطة والقضايا الاقتصادية والمالية ضاغطة ايضاً والهجرة الى تزايد والخدمات الى تراجع، كل ذلك يحتّم علينا تشكيل حكومة جديدة. وأعتقد في هذا المجال أن مساحة المناورة لدى حزب الله ستضيق في اتجاه تشكيل الحكومة.
أنتم كقوى 14 آذار تراجعتم عن شرط عدم مشاركة حزب الله في الحكومة ولكن هل هذا الموقف يشمل كل افرقاء 14 آذار ولماذا تعقّدت الامور؟
ببساطة شديدة نحن لم نتراجع عن أي من قناعاتنا التي أيّدنا خلالها ما أعلنه رئيس الحكومة المكلف وما أعلنه فخامة رئيس الجمهورية من ضرورة تشكيل حكومة غير نافرة بعيدة عن الثلث المعطّل وبعيدة عن الانقسام العمودي الحاد وبعيداً عن الاستئثار بحقائب وزارية بذاتها. لكن في الفترة الاخيرة تقدم فخامة الرئيس بإقتراح الحكومة الجامعة وليس سراً أنه طرح صيغة 3 ثمانيات، ونحن من جهتنا لم نرفض هذا الطرح ولكن حزب الله سارع الى قطع الطريق ورفض هذا الاقتراح وبالتالي عدنا الى المربّع الاول.
سمعنا في وسائل اعلام 8 آذار اتهامات للمملكة العربية السعودية وللامير بندر بن سلطان بأنهما وراء تعطيل التأليف فكيف تردّ على مثل هذه الاتهامات؟
هذه اتهامات مردودة على من يطلقها ، والموضوعية والمنطق والمعرفة تؤكد عدم صحة هذا الكلام، وحزب الله يبرّر ما يقوم به من تعطيل من خلال اطلاق اتهامات شمالاً ويميناً.

مبادرة بري
لماذا لم تمشوا بمبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري أو لماذا ظهرتم غير متحمسين لها؟ وهل معادلة، الجيش والشعب والمقاومة، ما زالت صالحة للبيان الوزاري؟
أولاً في ما خص ما تقدّم به الرئيس نبيه بري نعتبر أنه يتناقض مع الدستور حين يريد أن نأخذ الى طاولة الحوار صلاحيات تعود الى رئيس الجمهورية وتعود الى رئيس الحكومة المكلف حول مرسوم تأليف الحكومة، فنحن بهذا التوجه نعطّل الدستور في هذا الجانب ونعتدي على صلاحيات دستورية واضحة. ثانياً إذا كان لا بدّ من تطويع اضافي في الجيش فهذا من صلاحيات الحكومة على طاولة مجلس الوزراء، أما موضوع الحوار فقد بقي أصلاً على جدول الاعمال بند واحد يتعلق بسلاح حزب الله. هذا العنوان الذي تفرّع منه الكثير من المشاكل، فإن حزب الله يحاول أن يقول إن ثلاثيته المقدسة: الجيش والشعب والمقاومة هي خارج النقاش، ونحن نقول إن حزب الله هو من أسقط هذه الثلاثية بعد أن دخل الى العمق السوري وبعد أن استعمل سلاحه في الداخل، فهذه المقاومة لم تعد في وجه العدو الاسرائيلي واصبحت في مكان آخر، لذلك نقول إن إعلان بعبدا اسقط هذه الثلاثية ونحن اليوم لدينا ثلاثية واحدة وحيدة هي :شرف تضحية وفاء ثلاثية الجيش اللبناني.
برأيك هل فُتحت معركة رئاسة الجمهورية وكنا سمعنا أن الرئيس سعد الحريري يعتبر رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع مرشحه الاول فهل ما زال على هذا الموقف أم أن الخلاف على المشروع الارثوذكسي فعل فعله؟
رئاسة الجمهورية استحقاق دستوري طبيعي وكلنا نعلم بأن ولاية فخامة الرئيس تنتهي في 25 ايار(مايو) المقبل وبالتالي فإن منطق الامور يقول أن يُفتح هذا المدى قبل اشهر من المعركة الرئاسية. نحن كقوى 14 آذار ندعم ونفضّل رئيساً سيادياً ينتسب الى فريق 14 آذار، والدكتور سمير جعجع هو إحدى الشخصيات المرشحة الى هذا المنصب، وقوى 14 آذار غنية بالكثير من الشخصيات المؤهلة للوصول الى هذا الموقع، وأعتقد أنه عندما يحين الأوان وفي الوقت المناسب سيكون هناك مرشح إجماع لقوى 14 آذار.

حاوره: سعد الياس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق