معارض

«ما من شيء تغير» تصرخ فهل تفلح هبة العقاد من بيروت؟!

«ما من شيء تغير» تقول محقة الفنانة السورية هبة العقاد لـ «الاسبوع العربي» على هامش معرضها الذي ارادته ايضاً تحت هذا العنوان، والمستمر في غاليري تانيت في بيروت حتى 9 ايلول (سبتمبر)، ذلك ان الزمن يمر ببطء في منطقتنا على حد قولها والكثير من الاحداث الاليمة والتطورات الخطيرة تتسارع، وبالتالي فالخسارة كبيرة جداً والفاتورة او الاثمان باهظة، وهي تشمل البشر والحجر والذاكرة والتاريخ والتراث، ولا من يبالي.

حول وضع الانسان في منطقة الشرق الاوسط في هذه المرحلة، الذي لا يختلف كثيراً بين بلد واخر، اي  بين سوريا  ومصر والاردن ولبنان، يدور المعرض  كما اوضحت لنا الفنانة، اذ ان المشاكل بالعمق هي نفسها حتى لو اختلفت الظروف بين بلد واخر، ويعد معرضها في التعداد الفردي الثالث لها بعد سوريا والاردن ويتكون من 21 عمل تركيب منجزاً بمواد مختلفة يدخل فيها الخشب والقماش والصور والمطبوعات والخيوط والابر وكل ما يحتاجه هذا الموضوع، وفق ما اوضحت.

تمرين مستمر
ولأن الفنانة معتادة على استخدام مواد مختلفة في فنها تعيد صياغتها، لذا تراها تختار المادة التي تجدها مناسبة للفكرة وتنفذها بالاسلوب الاقرب الى التعبيرية والتجريد وتترك الحكم للجمهور لانها، كما تقول، يكفيها انها تعيش هذا التمرين المستمر، وهذا التطور ولا تقف مكانها. ومن هذا المنطلق  لا يمكن ان تحدد كم استغرق معها انجاز اعمال هذا المعرض لان كل ما تعرفه  انها تعمل وتختبر باستمرار بغض النظر عن العرض وتختار من بين ما انجزته مكونات المعرض.
حين ننظر الى المعرض لا بد ان نلاحظ تأثير الاحداث الدائرة في سوريا وهذا امر طبيعي لان الفنان لا يمكن ان يفصل نفسه بشكل نهائي عن الواقع من حوله الا ان التأثر جاء بشكل غير مباشر بطريقة تعبيرية نتلمسه في عدد من الاعمال مثل تجهيز عنوانه «الشاهد» وهو عبارة عن قاعدة خشبية مفرغة من الداخل وضعت عليها الفنانة بورتريه وورق «نعوة» تعود الى أناس استشهدوا في سوريا بطريقة الكولاج، وادخلت على التجهيز العديد من الاكسسوارات والخيوط بهدف ايصال رسالة مفادها ان الناس الذين نفقدهم يستمرون بالوجود بذكراهم في قلوب اهلهم واحبائهم.

لسنا أرقاماً
عمل اخر- وليست بقليلة على اي حال الاعمال التي تسترعي الانتباه والتوقف عندها – عنوانه «لسنا ارقام»، وفي هذا العمل لم تتردد الفنانة في استخدام اوراقها الثبوتية الرسمية الخاصة، وفي العمل يتبين  نوع من ثورة وصرخة ضد كل من يتعامل مع الناس بدون  انسانية.
عمل اخر ذو طابع وجداني ملفت يستوقفنا، عنوانه «دمشق» ضمنته العقاد بورتريهات عن الوجوه والمدن التي زارتها، فيه  ذاكرة دمشق التي عاشتها هبة العقاد والتي لم تزل راسخة في وجدانها، واضافة الى سلسلة  «جدار» تعرض سلسلة من الذاكرة للاماكن التي عاشت فيها.

زمن وحالة
لكن كما تتأثر الفنانة باحداث وطنها التي رسمتها بعد وصولها الى لبنان (وكانت قبلها انتقلت من مدينتها دمشق قاصدة حلب وبعدها عمان قبل وصولها الى بيروت لتضع مولودها)، فقد اوصلت لا شعورياً تأثرها بالبلدان التي زارتها وبالناس الذين تعرفت اليهم، فنجد في المعرض زوايا تمس سوريا تحديداً، وزوايا اخرى لها علاقة بالانسان في هذه البقعة من العالم. فالفنانة تشتغل على لوحتها بحسب ما يحصل معها في حياتها وضمن محيطها، فتنقل زمنها وحالتها.
لكن هل تؤمن الفنانة هبة العقاد بقدرة الفنان على التغيير في المجتمع؟ تجيبنا بالايجاب وتقول بضرورة اجتماع كل الفنون، المسرح والسينما وغيرهما لكن شرط ان تعطى حيزاً اكبر وتدعم، وان تعمل المؤسسات العامة والخاصة بغية تقريب المسافة بين الفنانين والشعب.

كوثر حنبوري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق