استنتاجات ثلاثية الابعاد في ارت سيركل

«استنتاجات ثلاثية الابعاد» هو عنوان معرض جماعي نحتي لخمسة فنانين لبنانيين هم: شربل صموئيل عون، وسام بيضون، رفيق مجذوب، سمعان خوام وتنباك.

فكرة المعرض ولدت بحسب مديرة الصالة بعد زيارات عدة قامت بها الى  محترفات فنانين خلال العام المنصرم حيث لاحظت انه من خلال التخطيطات او الرسمات الاولية الخاصة بهم، ان كل فنان من هؤلاء الذين يعدون جميعهم رسامين معترفاً بهم، حاول ان يعطي شيئاً ما خارج المساحة المسطحة التي اعتاد عليها (اي اللوحة)، اما من خلال منحوتة او تجهيز، بمعنى اخر لقد حاول هؤلاء الفنانون تجسيد فنهم. طبعاً هم ليسوا الوحيدين الذين قاموا بذلك، لكن الامر الذي ابهر عليا نويهض نهرا هو كيف ان العمل النحتي راح يعكس اسلوب كل فنان على مساحة غير مسطحة على هذا النحو المدهش الذي نشهده في المعرض.

استمرارية
وهكذا فاننا اذا نظرنا الى عمل وسام بيضون سنرى ان تأليفاته ما هي الا تجسيد دقيق جداً للعمل على الورق الذي كان يصنعه منذ سنوات، وسنلاحظ ان جرات قلم تنباك هو اعاة احياء لعملها السابق، وما تعودنا عليه منها من استخدامها لاغراض تعثر عليها في عملها الفني، يظهر هنا من خلال استخدامها لجذوع ثلاثة كوسيلة ترسم عليها.
وفي ما يتعلق بالعمل الفني لسمعان خوام فهو مع بعضه يجسد افكاره الشخصية والاجتماعية التي جعلته الاكثر شهرة في التواصل. واذا نظرنا الى وجوه رفيق مجذوب المسطحة نتيقن من انها لم تزل مسطحة ومتوترة هنا في هذا المعرض، لكن بفارق انه قدمها داخل علبة هذه المرة وعكست كالمعتاد مزاجه، طبعه واستياءه، وصولاً الى جدار صموئيل عون وهو فنان تجريبي معروف بانه ينقل انفعالاته عبر عواصف لونية وجمالية، ورغم العفوية والتلقائية ومهارة البساطة في عمله والهندسات المرئية واللامرئية فيها، الا انه يتجلى ويتفلت في بعض الاماكن من الضوابط السرية العقلانية واللاعقلانية ويقدم من ذاته مستغرقاً فيها يتناولها ويتنازلها ويتداورها ويتعاورها ويتحاورها. وعمله ذاك ما هو الا نموذج عن عمله الفني السابق وهو يبرهن او يظهر بوضوح انتقاله من الهندسة الى الفن. وبخلاف الفنانين الاربعة الاخرين فان عمله الثلاثي الابعاد يمثل المكان او المحطة التي بدأ منها، خصوصاً ان الاشكال البلاستيكية العضوية الخارجة من عمله كانت تظهر ايضاً منذ بدأ رحلته الفنية بالرسم.
في الختام يمكن القول ان عون، مجذوب، خوام، بيضون وتنباك يقدمون هنا كل واحد استنتاجه على المنحوتة، حيث يظهر من خلال آدائهم ان اعمالهم ما هي الا استمرارية للروحية التي يعملون بها، او حتى انها تجسيد لاسلوب كل واحد منهم على شكل نحتي.

ك. ح