سياسة عربية

تنظيم القاعدة ينعي زعيمه في اليمن سعيد الشهري

«القاعدة» ذلك الاسم الذي فقد جزءاً كبيراً من رهبته على وقع الضربات المتتالية التي وجهت له، والهزائم الكبيرة التي مني بها في اكثر من مكان في العالم، وفي مقدمتها خروجه – مضطراً – من ارض المملكة العربية السعودية، باحثاً عن ملاذ يستطيع خلاله ان يعيد ترتيب نفسه، وتجميع بعض اشلائه التي بعثرتها القوات السعودية، بتنسيق وتعاون مع مختلف دول العالم والمنطقة.

كما هي العادة، اختار التنظيم الذي اجمع العالم على وصفه بـ «الارهابي»، الساحة اليمنية لتكون بديلاً عن الارض السعودية، بحكم ما كان يعانيه اليمن من حالة فوضى في تلك الفترة. حيث اعاد ترتيب اوراقه، واستشعر انه يمكنه الاعلان عن خطوة اخرى تعيده الى واجهة الاهتمام الاقليمي والعالمي، مستفيداً من دعم بعض القبائل، وموظفاً كل الخلافات التي كانت سائدة هناك في هذا الامر.
ونجح التنظيم مؤقتاً في اعلان امارته الاسلامية في بعض القرى الجنوبية، وبدأ تطبيق عقوبات الرجم والجلد وقطع اليد وقلع العين وغيرها مستغلاً انشغال الجيش في عمليات ضبط الثورة التي اطاحت الرئيس علي عبدالله صالح سلمياً.
الا ان التنظيم اضطر الى اخلاء «امارته» بعد مواجهات مع الجيش، الذي ألحق به خسائر فادحة، ليبدأ محاولة جديدة لتجميع اشلائه وليعود الى تنفيذ نشاطات تندرج كلها في اطار اختطاف الاجانب، وتنفيذ عمليات انتحارية وغير ذلك من اشياء تثير اشمئزاز المتابعين. وسط تلك «المعمعة» كانت انباء «ابي سفيان الازدي» الملقب بـ «سعيد الشهري» الذي يشغل منصب نائب قائد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، اضافة الى موقع  زعيم التنظيم في اليمن، تتراوح ما بين تعرضه للقتل، ونفي تلك الانباء. حيث تكررت العملية اكثر من مرة. ففي كل مرة يتم الاعلان – بشكل غير رسمي – عن مقتله يعود الى الظهور مجدداً نافياً صحة تلك الانباء.

التنظيم ينعي
الا ان الجديد هذه المرة ان متحدثاً باسم التنظيم هو من نعى قائده سعيد الشهري، وسط تحليلات مفادها ان مقتله يعتبر ضربة قوية تلقاها التنظيم وانعكست على مستوى النشاطات التي نفذها مؤخراً، حيث عاد الى بدايات عمله، وركز على تنفيذ عمليات انتحارية الكثير منها كان يستهدف ضابطاً يمنياً، او مسؤولاً في احدى المحافظات.
ومني التنظيم كذلك بهزائم كبرى حيث نجح الجيش اليمني في طرده من اكثر من موقع، وحصره في زوايا حرجة.
الاعلان عن مقتل الشهري الذي يوصف بانه «نائب قائد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب»، والذي يمارس مهام قيادية للتنظيم على الساحة اليمنية، تم من خلال شريط مسجل جرى نشره عبر الانترنت، حيث اعلن ابرهيم الربيش الذي قيل انه يشغل موقع «المسؤول الشرعي في التنظيم» مقتل  سعيد الشهري المعروف بابو سفيان الازدي، والتأكيد على انه قتل في غارة اميركية بطائرة بدون طيار.
وكانت السلطات اليمنية اعلنت مقتله في 25 كانون الثاني (يناير) الفائت، قائلة انه «توفي متأثراً باصابته بجروح خلال عملية مكافحة الارهاب في محافظة صعدة» في شمال اليمن التي يسيطر عليها الحوثيون. لكن تنظيم القاعدة لم يؤكد انذاك الخبر.
وكان الشهري معتقلاً سابقاً في معسكر غوانتانامو وسلم الى السعودية في العام 2007 حيث تابع برنامج المناصحة الخاص بالمتطرفين الذي وضعته الرياض لرعاياها العائدين من السجن الاميركي، الا انه عاد والتحق بالقاعدة في اليمن.
وكان ملاحقاً من قبل السلطات اليمنية، وكذلك الولايات المتحدة، التي كثفت هجماتها بالطائرات بدون طيار في اليمن. والشهري هو نائب قائد «تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» الذي نتج عن دمج الفرعين اليمني والسعودي للقاعدة مطلع 2009، والمتحصن في اليمن.
ويتواجد تنظيم القاعدة في جنوب البلاد، غير ان الاعلان عن وفاة الشهري في مناطق الشمال، وتحديداً ضمن مناطق نفوذ التيار الحوثي، يفتح الباب امام اجتهادات مفادها تنسيق مشترك بين القاعدة والمتمردين الحوثيين. وهي المعلومة التي جرى تداولها على نطاق واسع، الا ان اياً من المرجعيات السياسية لم تفلح في تأكيدها.

اغتيالات
الى ذلك، تمكّنت الأجهزة الأمنية في محافظة «لحج» جنوبي اليمن، من القبض على احد المشبوهين باستهداف ثلاثة طيارين في منطقة «العند» مطلع شهر ايار (مايو) الماضي. ونقل مركز الإعلام التابع لوزارة الداخلية عن الأجهزة الأمنية قولها، أنها ألقت القبض على شاب في الـ 22 من عمره ، إثر عملية تحر ومتابعة، وتمت إحالته إلى الإجراءات القانونية من اجل إجراء التحقيق اللازم معه. وبالتوازي، قتل شيعيان واصيب اربعة اخرون بجروح بيد مسلحين مجهولين في صنعاء. اعلن ذلك احد العناصر في جماعة «انصار الله» وهو الاسم الجديد الذي اطلقته حركة التمرد الشيعية على نفسها.
وبحسب المصدر فان «رجلين كانا يستقلان دراجة نارية اطلقا النار على المتمردين» الذين كانوا يعتصمون في ساحة التغيير في صنعاء مما ادى الى مقتل اثنين واصابة اربعة، وفرار المعتدين. وينتمي متمردو انصار الله الى احد فروع الحركة الزيدية التي تشكل الغالبية في شمال اليمن ولكنها اقلية على المستوى الوطني. وينفذون حالياً اعتصاماً في العاصمة للمطالبة باقالة كل المسؤولين ابان فترة الرئيس السابق علي عبدالله صالح.
ولم يتهم المصدر الزيدي احداً بهذا الهجوم، الا ان الواقع يؤشر على توترات حادة تسود بين الزيديين والسنة المتطرفين مع مواجهات مستمرة منذ العام الماضي.
وكانت اعمال العنف محصورة حتى فترة اخيرة في شمال البلاد لكن مع بداية شهر رمضان في العاشر من تموز (يوليو) توسعت وامتدت الى صنعاء حيث يتنازع المعسكران السيطرة على بعض  المساجد. واوقعت صدامات وهجوم بالقنابل خمسة جرحى خلال الاسبوع الفائت بحسب شهود عيان والشرطة. وفي حزيران (يونيو)، اسفر هجوم انتحاري في احد الاسواق التي يسيطر عليها الزيديون في صنعاء المدينة ، عن سقوط قتيلين.
وبالتزامن، تظاهر الآلاف من انصار الحراك الجنوبي في مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت استجابة لدعوة الزعيم الجنوبي حسن باعوم في ذكرى دخول القوات الشمالية الى الجنوب عام 1994. وتجمع المتظاهرون الذين توافدوا من محافظات عدة، في ساحة كورنيش المكلا رافعين اعلاماً انفصالية مناوئة للوحدة وصوراً لرئيس المجلس الاعلى للحراك الجنوبي حسن باعوم.

صنعاء – «الاسبوع العربي»

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق