رئيسيسياسة عربية

71% من اللبنانيين يخشون حرباً اهلية!

تخشى غالبية اللبنانيين الصراع الطائفي وحرباً أهلية جديدة، اذ قال 71% منهم أنه من المحتمل أن ينفجر صراع عنيف وجدي بين المجموعات الطائفية في لبنان خلال الاثني عشر شهراً المقبلة. ويعتقد 52% منهم أن اللاجئين السوريين يمثلون خطراً على السلم الوطني والاستقرار. ويتخوف اثنان من بين كل ثلاثة لبنانيين (67%) من أن الصراع في سوريا قد يقود الى حرب أهلية جديدة في لبنان. بينما عبّر أكثر من 80% عن ثقتهم بالجيش والقوات المسلحة.

يحوز استمرار تدفق اللاجئين السوريين الى لبنان، مع توسع الاحداث في سوريا، اهتماماً دولياً بالغاً، وخصوصاً لدى الحكومات الاوروبية التي تبرز على نحو كبير اهتماماً بالجانب الانساني – السياسي من التدفق وانعكاساته وتأثيراته على الدول المضيفة، وامكان ان ينتج هذا التدفق انتشاراً غير محسوب للحرب السورية الى الجوار.
ويلحظ المراقبون ان عواصم اوروبية عدة لا تخفي خشية من هذا الاحتمال، وخصوصاً في اماكن يضعف فيها النسيج الاجتماعي لاسباب ديمغرافية – طائفية، كما هو الحال في لبنان. لذا تبادر هذه العواصم، في اغلب الاحيان، الى تكثيف نشاطها الديبلوماسي – الانساني في اماكن الانتشار السوري في لبنان، لتتبع التأثيرات ومقاربة مختلف الاحتمالات، الايجابية منها والسلبية.
وينتظر لبنان ايفاء دولياً بدعمه بمساعدات مالية تعينه على مواجهة الازمات المرتبطة بتدفق مئات الآلاف من النازحين، وهي ازمات تتفرع من الانساني – الاجتماعي، الى الاخطر المتمثل في امكان تحول النازحين قنبلة موقوتة بفعل مجموعة عوامل، منها ما يرتبط بدخول آلاف المقاتلين تحت عنوان النازحين، ومنها ما يعود الى امكان ان يستوطن لبنان الكثير من النازحين، على غرار ما حصل في المسألة الفلسطينية، متى انتهى الصراع في سوريا، إن انتصاراً للنظام ام للمعارضة.

دراسة من 7 محاور
نفّذت مؤسسة «فافو» النرويجية للدراسات والابحاث، بالتعاون مع مؤسسة المعلومات الدولية، دراسة في لبنان حول أثر الازمة السورية على توجهات اللبنانيين تجاه اللاجئين السوريين، والخوف من تدهور الامور وأثر ذلك على الظروف المعيشية. وشملت عينة الدراسة  900 من المستطلعين، ومولتها وزارة الخارجية النرويجية.
تناولت الأسئلة البحثية الرئيسية التي تضمنتها الدراسة كيفية تكيف اللاجئين السوريين مع المجتمعات المحلية في لبنان، ومآل استجابة اللبنانيين لتدفق السوريين. وفحصت الدراسة جانبين من جوانب التفاعل بين اللبنانيين واللاجئين: جانب التعامل، أي ما هي العواقب والتكيف من حيث تلبية احتياجاتهم؛ والجانب السياسي، مع الاشارة الى ان كلا الجانبين تناول كيفية تأثير تدفق السوريين على النسيج اللبناني الاجتماعي والسياسي. وكان تركيز على آثار تدفق اللاجئين على النساء، وكيفية تكيف المرأة مع الوضع.
وانطوى المشروع على شكلين من جمع البيانات: الاول، العمل الميداني النوعي في ببنين، وهي قرية كبيرة قرب طرابلس، والثاني، استطلاع رأي وطني على عينة تمثيلية من 900 شخص بين 18 سنة وما فوق.
تركزت نتائج الدراسة الاولى من نوعها، على 7 محاور:
1- تخشى الغالبية الصراع الطائفي وحرباً أهلية جديدة.
2- يعتقد الناس أن السوريين يأخذون فرص عمل اللبنانيين، ويؤثرون سلباً في الاجور.
3- يعتقد معظم اللبنانيين أن اللاجئين السوريين يتلقون دعماً بدرجة غير عادلة.
4- تظهر البيانات أن الافراد لا يفضلون السوريين كجيران مقربين لهم.
5- يسود الاعتقاد بأن على الامم المتحدة أن تنشىء مخيمات للاجئين السوريين.
6- تعتقد الغالبية بضرورة مراقبة الحدود بشكل أفضل، وأكثر من النصف يقولون بضرورة أن يتوقف لبنان عن استقبال اللاجئين.
7- ثقة عالية بالقوات المسلحة اللبنانية.

الخوف من الصراع الطائفي والحرب الأهلية
يعتقد 52% من المستطلعة آراؤهم بأن اللاجئين السوريين يمثلون خطراً على السلم الوطني والاستقرار، حيث ان 80% في شمال لبنان يعتقدون ذلك بدرجة كبيرة، و7% اعتقدوا ذلك الى حد ما، و9% اعتقدوا ذلك لدرجة قليلة، و4% لم يعتقدوا ذلك. وقال 71% من المستطلعة آراؤهم أنه من المحتمل أن صراعاً عنيفاً وجدياً سينفجر بين المجموعات الطائفية في لبنان خلال الاثني عشر شهراً المقبلة. وقال 32% ان ذلك محتمل جداً و39% ان ذلك محتمل الى حد ما. ويعتقد 53% من المستطلعين الشباب بين 18 و24 سنة إلى حد كبير بإمكان حدوث العنف والصراع ما بين الطوائف، وهي النسبة نفسها بين المستطلعة آراؤهم من السنة، في المقابل فان 19% من الشيعة يعتقدون ذلك. وكذلك ان النسبة أعلى في الشمال، حيث افاد 59% من المستطلعة آراؤهم أنهم يعتقدون إلى حد كبير بأن العنف سينفجر ما بين الطوائف خلال سنة.
ويتخوف اثنان من بين كل ثلاثة مستطلعة آراؤهم (67%) من أن الصراع في سوريا قد يقود إلى حرب أهلية جديدة في لبنان، حيث إن الخوف في الشمال أعلى من المناطق الاخرى وهو 78% وفي البقاع 77%، وهو كذلك أعلى ما بين الشباب 78%، مقارنة بالفئات العمرية الاخرى. 81% من السنة يخشون من أن يؤدي الصراع السوري إلى حرب أهلية مقارنة مع 57% من الشيعة.

«السوريون يأخذون وظائفنا»
تعتقد غالبية واضحة من بين المستطلعة آراؤهم في العينة أن اللاجئين السوريين يحوزون وظائف اللبنانيين (82% و16% يعتقدون ذلك بدرجة كبيرة او إلى حد ما) وأن ذلك يؤدي إلى انخفاض الاجور (75% و21% يعتقدون بذلك الى درجة كبيرة او إلى حد ما). وفي الشمال كانت نسبة من يعتقدون بذلك إلى درجة كبيرة تمثل 91% من المستطلعة آراؤهم. كما يبرز مؤشر آخر حول الاثار السلبية للاجئين السوريين تجاه الاقتصاد اللبناني حسب المستطلعة آراؤهم، اذ يعتقد 90% منهم ان الازمة السورية تؤذي التجارة والعمل في لبنان لان البضائع السورية تباع باسعار اقل بكثير مقارنة في السابق. إضافة لذلك فإن 2% فقط من اللبنانييين يعتقدون بأن اللاجئين السوريين يسهمون في الاقتصاد بدرجة كبيرة، و12% يعتقدون بذلك الى حد ما.
في المقابل فإن 13% من المستطلعة آراؤهم أفادوا بأنهم يحصلون على النقود جراء تأجير ممتلكات للاجئين السوريين.
ويعتقد ما يقارب نصف العينة المستطلعة آراؤهم أن اللاجئين السوريين يتلقون الدعم الاقتصادي بدرجة غير عادلة: 35% يعتقدون بذلك بدرجة كبيرة، و28% يعتقدون بذلك بدرجة متوسطة، و16% بدرجة قليلة، وفقط 5% لا يوافقون على ذلك (16% لا رأي لهم).
في الشمال، يوافق 74% على ذلك، بينما نصف المستطلعة آراؤهم من السنّة، و40% من الفئة العمرية (بين 18 و24 سنة) يشاركونهم هذا التوجه.

لا يفضلون مجاورة اللاجئين
لا يثق الكثير من اللبنانيين بالسوريين ويفضلون أن يسكنوا بعيداً عنهم. اذ يعقد 2 من بين كل 5 مستطلعين أنه من الممكن الثقة ببعض السوريين، و1 من بين كل 5 بانه يمكن الثقة بقلة منهم، و2 من بين 5 يقولون انه يجب الحذر من السوريين. وأفاد 61% من المستطلعة آراؤهم أنهم لا يرتاحون الى وجود لاجئين سوريين كجيران مباشرين، حيث إن النسبة ما بين الفئة العمرية (بين 18 و24 سنة) هي الاعلى، اذ ان 80% منهم أفادوا بأنهم غير مرتاحين في ظل سكن سوريين في محيط بيوتهم. والنسبة ايضاً عالية ما بين الموارنة (78%). وكذلك النسبة ما بين الاكثر فقراً هي 86% أفادوا أنهم لا يرتاحون لوجود سوريين يسكنون على مقربة منهم. بينما اللبنانيون في النبطية كانوا أكثر قبولاً لسكن السوريين بجوارهم حيث النسبة 71%. وعبّر اثنان من بين كل ثلاثة مستطلعين (67%) عن عدم شعورهم بالارتياح لمشاركة السوريين لوجبات الطعام. والنسبة هي أعلى لدى الفئة العمرية بين 18 و24 سنة (81%) وفي الشمال كانت 80%. ولا يشعر 82% من المستطلعة آراؤهم بالراحة تجاه أحد أفراد أسرهم من السوريين. في المقابل يشعر 7 من بين 10 بالراحة تجاه مشاركة السوريين اماكن العبادة. كذلك عبّر النصف بانهم يشعرون بالراحة تجاه مشاركة السوريين في العمل.
ونتاجاً للضغوط الناجمة عن تدفق اللاجئين السوريين إلى لبنان يعتقد أكثر من ثلثي المستطلعة آراؤهم (70%) أن الحل يكمن في قيام الامم المتحدة ببناء مخيمات للاجئين. في المقابل يعتقد 51% أن على الحكومة اللبنانية أن تقوم ببناء هذه المخيمات. ويشير 95% الى أن على المجتمع الدولي أن يتحمل الاعباء الاقتصادية في سبيل إسكان اللاجئين السوريين.
وافادت غالبية كبيرة جداً من أفراد العينة (98%) أن الحدود ما بين لبنان وسوريا يجب أن تراقب أكثر. واكد 54% من المستطلعة آراؤهم أن «لبنان يجب الا يستقبل مزيداً من اللاجئين السوريين» حيث إن النسبة كانت الاعلى في الشمال وجبل لبنان (76% و63% على التوالي). وعبّر 89% من المستطلعة آراؤهم عن عدم موافقتهم على عبارة «ينبغي على جميع السوريين أن يكونوا قادرين على الدخول إلى لبنان بحرية». في المقابل وافق 31% فقط على العبارة «يجب على لبنان أن يغلق حدوده مع سوريا».

ثقة متدنية بالحكومة وعالية بالجيش
عبر المستطلعون اللبنانيون عموماً عن ثقة قليلة بالحكومة المركزية. اذ ان 49% من السنة الذين استطلعت آراؤهم قالوا انهم لا يثقون أبداً بالحكومة المركزية، حيث كانت النسبة 53% في الشمال و63% في بيروت. في المقابل، حظي الجيش اللبناني بالكثير من الثقة في كل المناطق، حيث كانت النبطية هي الاعلى بوضوح (92%)، وأيضاً لدى كل الطوائف، حيث عبر أكثر من 80% عن ثقتهم بالجيش والقوات المسلحة.
ويعتقد أكثر من 90% من المستطلعة آراؤهم بوجود آثار سلبية للازمة السورية على قدرة الحكومة اللبنانية في حماية المواطنين اللبنانيين وإدارة شؤون الحكم، اضافة الى ذلك يعتقد 72% أن الازمة السورية اسهمت في تقليل قدرة الحكومة اللبنانية على تقديم الخدمات.

طلال عساف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق