رئيسيسياسة عربية

السعودية: خطة امنية لحماية المعتمرين في رمضان

بينما تتواصل اعمال التوسعة للحرم المكي التي اطلقت بأمر ومتابعة مباشرة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، يؤكد مسؤولون سعوديون ان ادارة الحرم بالتعاون مع وزارة الداخلية تسعيان الى توفير سبل الراحة الى ضيوف الرحمن القادمين لاداء العمرة، حيث يعتبر شهر رمضان واحداً من اهم مواسم العمرة واكثرها ازدحاماً.

يتوقف المختصون عند الاعمال الانشائية، التي تؤدي الى هدم بعض المساحات من اجل اعادة بنائها وفقاً لتصاميم اكثر حداثة، وقدرة على استيعاب المعتمرين والحجاج، الامر الذي يؤدي – مرحلياً – الى ضيق في المساحات.
وقد استدعى ذلك توجيه الدعوة للتخفيف من اعداد القادمين الى حين استكمال الاعمال الانشائية، والتي تعتبر أكبر توسعة يشهدها الحرم في تاريخه، حيث أمر الملك عبدالله بتنفيذ مشروع وصف بالعملاق، ويشمل المسجد الحرام والمنطقة المحيطة به، بدءاً بالجهة الشمالية لاستيعاب ما يصل إلى مليوني مصل في آن واحد. كما تشمل التوسعة الساحات الخارجية للمسجد التي تضم دورات مياه، وممرات وأنفاقاً، إضافة إلى مرافق أخرى مساندة، كما تم تطوير منطقة الخدمات التي تشمل محطات التكييف والكهرباء، والمياه وغيرها من المحطات الأخرى التي تقدم الدعم لمنطقة المسجد الحرام، ويتوقع بعد اكتمال هذا المشروع المعماري الضخم أن تصل مساحة التوسعة إلى مليون متر مربع.

التواصل الحركي
وسيرفع طاقة الحرم الإستيعابية إلى أكثر من مليوني مصلٍ في وقت واحد، ويجري العمل فيها على تظليل الساحات الشمالية وترتبط بالتوسعة السعودية الأولى والمسعى من خلال جسور متعددة لإيجاد التواصل الحركي المأمون للحشود، وستؤمن منظومة متكاملة من عناصر الحركة الرأسية حيث تشمل سلالم متحركة وثابتة ومصاعد روعي فيها أدق معايير الاستدامة، من خلال توفير إستهلاك الطاقة والموارد الطبيعية، وكذلك اعتماد أفضل أنظمة التكييف والإضاءة التي تراعي ذلك، والعمل على تهيئة الساحة الخارجية الواقعة بين باب «الفتح» وباب «العمرة» لتنفيذ البنية التحتية والخدمات لصالح المشروع ليكون امتداداً الى التوسعة وإتصالها مع الجهة الشمالية للمسجد الحرام. ويجري العمل أيضاً على إكمال المنارات التي ستضاف للتوسعة وعددها أربع منارات، اثنتان منها على الباب الرئيس باب «الملك عبدالله» وواحدة في الركن الشمالي الشرقي والثانية جهة الركن الشمالي الغربي، ليصبح عدد منارات المسجد الحرام بعد إكتمال التوسعة (13) منارة.
الى ذلك، اعتمد وزير الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، الخطط الأمنية التي سيجري تنفيذها خلال شهر رمضان المبارك وعيد الفطر لهذا العام في مكة المكرمة. والتي من ابرز ملامحها تكليف 60 الف رجل امن بحماية المعتمرين وتوفير سبل الراحة لهم، والحيلولة دون حدوث ما يعكر صفو الموسم. واستمع الامير محمد الى شرح مفصل عن الخطط، قدمها مدير الأمن العام وقادة أمن مهمة العمرة، بحضور الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي. وناقش الأمير محمد بن نايف خطط وإجراءات حفظ أمن وسلامة المعتمرين والمصلين ورواد المسجد الحرام، خصوصاً في أوقات ذروة موسم العمرة خلال شهر رمضان المبارك، وفي ظل واقع مرحلة توسعة المطاف الراهنة والأعمال الإنشائية داخل المسجد الحرام وفي ساحاته وما ترتب عليها نقص كبير في المساحات.
وشملت الخطة افتراضات واحتمالات وطريقة التعامل مع تلك الافتراضات على أرض الواقع، والإجراءات التي سيجري اتخاذها والعمل بها بهدف تحقيق الوقاية بأقصى قدر ممكن لجميع المصلين والمعتمرين، والعمل على تسهيل الطواف وباقي مناسك العمرة والحد من فرص وقوع إصابات أو خسائر في الأرواح.
وتشمل الإجراءات الاحترازية منع الدخول من بوابات الحرم المؤدية إلى الأماكن الحرجة، وتوجيه المعتمرين والمصلين إلى أماكن الانتظار وأداء الصلوات في الساحات أو الشوارع والطرقات القريبة من الحرم التي تتوافر فيها مكبرات الصوت، فيما تقوم إدارة المرور بتحويل الحركة المرورية من نقاط محددة موضوعة سلفاً إلى اتجاهات أخرى، وإذا تطلب الأمر في الحالات الضرورية يتم توقيف تفويج الحافلات الترددية وغيرها إلى المنطقة المركزية، ويطلب من المعتمرين والمتوجهين الى الحرم الانتظار حتى انتهاء الازدحامات. أما في الحالات الأكثر ضرورة، فيجري العمل على إخلاء بعض المواقع التي يخشى وقوع خطر على الموجودين فيها، واتخاذ الترتيبات المناسبة لتسهيل عودة المصلين والمعتمرين إلى أماكن السكن أو إلى جهات القدوم.

تحريك الطائرات
الى ذلك، بدأت القيادة العامة لطيران الأمن في وزارة الداخلية في تنفيذ خططها لمهمة شهر رمضان المبارك في مكة المكرمة، حيث تم تحريك الطائرات المشاركة من قواعدها لتتمركز في المواقع التي حُددت لها. ووصل إجمالي الطائرات المشاركة إلى ثماني طائرات تتمركز في منطقة مكة المكرمة، تساندها طائرات أخرى مجهزة في قواعدها عند الحاجة. وأوضح القائد العام لطيران الأمن في وزارة الداخلية اللواء الطيار محمد بن عيد الحربي، أن قيادته تشارك في مهمة رمضان هذا العام لأول مرة بقوة تفوق الأعوام الماضية، نظراً للمهام الجديدة التي أوكلت إليها، وتتكون هذه القوة من طيارين وفنيين ومهندسين وإداريين وجميع التخصصات الأمنية المختلفة، بمشاركة 250 عنصراً ما بين ضباط وضباط صف وجنود.
وبيَّن اللواء الحربي أن مهام طائرات القيادة العامة لطيران الأمن المشاركة هذا العام، تتنوع لتشمل تنفيذ جميع المهام الإنسانية والأمنية المختلفة والدعم اللوجستي للقطاعات والمؤسسات الحكومية، وذلك عبر طائرات مزوَّدة بأحدث أجهزة مراقبة ومتابعة وتحليل ورصد جميع الظواهر الأمنية والمرورية من الجو، وإرسال التقارير الفورية لمراكز العمليات في الأجهزة الأمنية، والتدخل عند الحاجة لمباشرة أي حادث، والقيام بطلعات تدريبية لأطقم الطائرات، والمشاركة في تنفيذ الخطط الفرضية المخصصة لمواجهة الحوادث التي قد تقع في مكة المكرمة، ومتابعة جميع الطرق السريعة بين مكة والمدينة والمداخل المؤدية إليهما وتمرير المعلومات للجهات المختصة.
ولفت إلى أن القيادة العامة لطيران الأمن قد أنهت استعداداتها لمهمة رمضان منذ وقت مبكر، وفور وصول الطائرات ومباشرتها في مواقعها ستقوم بجولات استطلاعية يتم خلالها التعرف على معالم المنطقة وتعريف الأطقم الجوية على أي جديد من مهابط وعمران، والوقوف على جهوزية المهابط الموجودة لدى المستشفيات للتعامل مع أي حدث وفي أي وقت. وأشار إلى مشاركة مجموعة من الطيارين الجدد ممن أنهوا تأهيلهم خارج المملكة وتم إلحاقهم بدورات تخصصية على طائرات الأمن وتدرجوا في المراحل التدريبية اللازمة لينالوا شرف الانضمام إلى زملائهم في خدمة وطنهم.

مكة المكرمة – «الاسبوع العربي»

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق