رئيسيسياسة عربية

البحرين: احدى خلايا «جيش الامام» تخطط لاطلاق سراح موقوفي

مشروع ايراني لـ «العصيان المدني» واستهداف مراكز الامن في البحرين. تفاصيل كثيرة، يتوقف عندها المتابع للتدخلات الايرانية في الشؤون الخليجية بشكل عام، والبحرينية بشكل خاص. الامر الذي حول ذلك الملف الى بؤرة توتر دائمة. فالدول الخليجية بشكل عام، والبحرين بشكل خاص، تواصل مطالبة «الجمهورية الاسلامية» بالكف عن التدخل في الشؤون الداخلية لهذه الدول، بينما ترفض ايران هذا المطلب.

القضية التي تحولت الى مسألة خلاف دائم، ادت الى قدر كبير من التوتر بين ايران من جهة، والدول العربية والخليجية من جهة اخرى. واللافت هنا ان الجانب الايراني لا يخجل من اضفاء الصفة الطائفية على تلك التدخلات. اضافة الى الدخول في مجالات امنية دقيقة.  وفي هذا السياق، تقوم ايران بتجنيد اشخاص من الداخل لتنفيذ مخططاتها. بما في ذلك تلك المخططات التي تأخذ الصفة «الارهابية»، والتي تتقاطع مع الضوابط الامنية للدولة.
وكشفت مصادر مطّلعة في البحرين ان السلطات المحلية أماطت اللثام عن خطة سرية شرعت مجموعات شبابية بحرينية مدعومة من إيران في تطبيقها تقوم على استهداف مؤسسات السيادة بالزجاجات الحارقة والأسلحة الخفيفة.
وذكرت مصادر مقربة من جهات أمنية نافذة أن التحقيقات التي جرت مع المجموعة الأخيرة التي تم الإعلان عنها أفضت إلى اعترافات مثيرة عن خطة للعصيان المدني تقوم على استمرار الاحتجاجات بشكل يومي لإنهاك قوات الأمن واستنفاد قدرتها على المواجهة، وهذه يتولاها الشباب الشيعي غير المنتمي الى المعارضة. واضافت أن اعترافات المعتقلين أفضت إلى الكشف عن خلايا أخرى تتحرك بأوامر تأتي من خارج البلاد في إشارة مبطنة إلى إيران.
بالتوازي، يقوم الشباب المنتمي الى المعارضة بعمليات نوعية ضد قوات الأمن، خصوصاً القيادات الأمنية، بالإضافة إلى استهداف المؤسسات السيادية ولا سيما مراكز الأمن والوزارات والإدارات التابعة لها.
وكشفت المصادر أن الخلية المعتقلة أخيراً كانت تتحرك داخل إطار هذه الخطة، تماماً مثل الشاب الذي انفجرت بوجهه قنبلة كان يصنعها في منزله. حيث أعلنت وزارة الداخلية البحرينية، عن مقتل شاب شيعي إثر انفجار قنبلة كان يصنعها فى منزله.

مقتل شاب
وصرح مدير عام مديرية شرطة المحافظة الشمالية فى بيان بثته وكالة أنباء البحرين أن شخصاً من أصحاب السوابق توفي إثر إصابته بحروق بالغة. وأوضح أن التفاصيل الأولية تشير إلى أن الشاب كان يقوم بتصنيع قنبلة انبوبية فى مستودع فوق سطح منزل عائلته الواقع بمنطقة سار (بالقرب من المنامة) انفجرت فى وجهه مما أدى إلى إصابته بحروق بالغة توفي على أثرها. وأضاف أن الشرطة ضبطت فى المنزل «خمس قنابل محلية الصنع تم تفكيكها بالإضافة إلى صواعق وبطاريات وهواتف وكاميرا وجهاز كمبيوتر محمول».
في هذا السياق، أعلنت المنامة انها فككت خلية تضم تسعة اشخاص شيعة قالت انهم كانوا يخططون لاقتحام حبس احتياطي بقوة السلاح والافراج عن موقوفين، مشيرة الى ان اعضاء الخلية جزء من مجموعة تدعى «جيش الامام» سبق ان اتهمتها السلطات بتلقي التدريب في ايران والعراق ولبنان.
وذكرت وكالة انباء البحرين الرسمية نقلاً عن بيان لوزارة الداخلية ان الشرطة تمكنت من احباط عملية ارهابية مسلحة كانت تستهدف مركز الحبس الاحتياطي بهدف إطلاق سراح عدد من المحبوسين. واعلن البيان الرسمي القبض على عدد من عناصر الخلية المتورطة وبحوزتهم أسلحة وذخائر كانت معدة للاستخدام مشيرة الى ان عدد اعضاء الخلية هو تسعة اشخاص. وذكر البيان ان الشرطة كشفت عن وجود خطة تفصيلية تبدأ بقيام اعضاء الخلية باستئجار سيارات يتم استخدامها في عملية الاقتحام ومن ثم إطلاق النار على رجال الأمن المكلفين بحراسة مركز الحبس الاحتياطي وأسرهم. وبحسب الداخلية البحرينية، تم ضبط اسلحة نارية بحوزة اعضاء الخلية وخريطة تبين مداخل ومخارج مركز الحبس الاحتياطي. كما ذكر البيان ان أعضاء هذه الخلية ينتمون الى الخلية الإرهابية التي تمت إحالتها إلى النيابة العامة بتاريخ 24 كانون الثاني (يناير) 2013 والمعروفة بـ «جيش الإمام» والتي كانت تستهدف ارتكاب أعمال إرهابية ضد منشآت سيادية وحيوية في البحرين.
وقال مراقبون: إن البحرين حققت نجاحاً أمنياً لافتاً من خلال الكشف عن مجموعة من الخلايا التي تستعد لإحداث الفوضى ومهاجمة المراكز السيادية خصوصاً بعد اطاحة تنظيم ائتلاف شباب 14 فبراير السري الذي كان يجند الشباب البحريني ويتولى تدريبهم على العنف، وينسق العمليات العنيفة في الداخل، ويتلقى الأوامر والتمويل والأسلحة من الخارج.
ويربط المراقبون بين ما يجري في البحرين وتصريحات مسؤولين إيرانيين مساندة للاحتجاجات، والانحياز الطائفي في الإعلام الإيراني لفائدة المحتجين وضد السلطات البحرينية، فضلاً عن تصريحات طائفية لشخصيات شيعية عراقية، كل ذلك يثبت أن اللعبة تدار من الخارج.
يشار إلى أن زعماء المعارضة الشيعية في البحرين لا يخفون ولاءهم للمرجعيات الشيعية سواء في إيران أم في العراق، فضلاً عن اللقاءات التي تتم في أكثر من عاصمة بين تلك الشخصيات البحرينية ومسؤولين شيعة من البلدين.

خلية في السعودية
ويعتقد المراقبون أن التركيز الإيراني على زرع الخلايا لا يقتصر على البحرين، وإن كانت الأكثر استهدافاً، فقد اعتقلت السعودية 18 شخصاً بتهمة التجسس بينهم إيراني ولبناني و16 سعودياً، وقالت إن الخلية المعنية مرتبطة بإيران.
وسبق للكويت واليمن أن كشفتا عن خلايا مرتبطة بإيران أو بحزب الله اللبناني أو بميليشيات عراقية على علاقة وثيقة بطهران.
وما توصلت إليه تحريات الأجهزة الأمنية في دول الخليج بخصوص الخلايا المرتبطة بإيران يشترك في وجود جهات داخل العراق على صلة بالخطط الإيرانية الهادفة إلى تنفيذ عمليات تخريب في دول المجلس. وكشفت التحريات أن الأجهزة الاستخباراتية المقربة من نوري المالكي تغمض الأعين عن الاختراق الإيراني الذي يجعل من العراق مكاناً للتآمر على دول الجوار، وأن الخطة الإيرانية تعتمد على الدور المركزي لحزب الله اللبناني.
ويقول محللون وخبراء إن خطط التخريب وإثارة الفوضى التي سعت طهران إلى تنفيذها عبر انتداب عناصر من الدول المعنية ناجمة عن إحساس بالعجز تجاه تكتل خليجي ضد سياستها في المنطقة، خصوصاً محاولة الاستفراد بالبحرين.
وتضغط دول الخليج على طهران لدفعها إلى إيجاد حل لخلافها مع الإمارات بخصوص قضية الجزر المحتلة عن طريق الاحتكام إلى القانون الدولي بدلاً من سياسة فرض الأمر الواقع كما هو الحال في خطابها الراهن.

المنامة – «الاسبوع العربي»

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق