مهرجان

روائع السيرك الصيني على خشبة بيت الدين

على مدى اربع ليالٍ، شهدت خشبة مهرجانات بيت الدين الدولية عرضاً ضخماً أحيته فرقة الصين الوطنية للألعاب البهلوانية تحت عنوان «سبلنديد» (رائع)، مقدمة السيرك التقليدي الصيني بصبغة عالمية حديثة. وأمام نحو ألفي متفرج، تنقل على الخشبة 80 راقصاً وبهلواناً قدموا لوحات تجمع ما بين تراث السيرك الصيني وتقاليده، والتقنيات الجديدة التي طورت مفهومها الفرقة على صعيد الحركات البهلوانية والبناء الدرامي والمسرحي للعرض.

هوس الحب
وبورود اللوتس الملونة والمضيئة، افتُتح «سبلنديد» فجال عشرات الفنانين الصينيين بين مئات الحاضرين بألبستهم الخلابة المطرزة لينقلوهم إلى بكين السحر والعراقة، وبسلاسة فائقة توالت العروض التي توزعت على 12 لوحة، كان أولها «هوس الحب» الذي مزج بين رقص الباليه الكلاسيكي والحركات البهلوانية في إطار تمثيلي درامي. وابتعد العرض عن استخدام الحيوانات والعاب السحر، لكنه كان ساحراً بالسينوغرافيا وموسيقاه المتجددة وحركات راقصيه وأزيائهم الملوّنة، التقليدي منها وغير التقليدي، ولكنها جميلة في كل أحوالها.

الحروب الصينية
وبعدها كانت محطة مع لوحة «الحروب الصينية» التي جسّدت عنفوان وقوة المقاتلين الذين أخذوا يتسلقون الأعمدة بخفة لا مثيل لها وبحركات مذهلة، وتوازنت أجسامهم بواسطة اليد وتأرجحت في الهواء عمودياً وأفقياً على أنغام موسيقى تفوح منها روائح الصين، حيث وقف الجمهور الحاضر مصفقاً لها بدهشة طبعت ملامح الحاضرين. وعلى الدرج تلاعب البهلوان بعشرات الكرات نزولاً وصعوداً. ولا يكتمل العرض الصيني من دون الدراجات الهوائية، فالواحدة تتسع لعشر راقصات. وكان اللافت حضور ثنائي يرتدي زي أمير وأميرة، يشارك في كل لوحة.
وبدا مسرح بيت الدين وكأنه «مسرح بيت الصين» امام جمهور اتى خصيصاً من كل المناطق اللبنانية لمشاهدة العرض المبهر. فالأجواء الصينية تجلّت غناءً على المسرح وعزفاً على الطبل واستحضاراً للمحاربين الصينيين والأدوات التي طبعت تراثهم، كالمظلات الواقية من الشمس والمهاوي، وحتى في الكتابات الصينية والزخرفات التي احتلت الشاشات المستطيلة والمتحركة التي انتشرت على الخشبة.

تحليق في الهواء
وبدت لوحات العرض متناغمة ومشوقة، من غزل الأطباق والتقاطها والقفز في الهواء والتلاعب بالكرات والاتزان مع حمل الزجاج وحركات الكونغ فو، وصولاً إلى التحليق في الهواء. أما أجسام الراقصين فكأنها أجساد دمى بلاستيكية مطواعة لا تنكسر، حيث الجسد يتخطى سقف قدرته ويتحول منصة لجسد آخر: الرأس على الرأس والرجلان بليونة اليدين. وفي إحدى اللوحات، تدلت من السقف قطعة قماش تحولت أداة لراقصَين حلّقا في الجو متمسكَين بأطرافها كأنهما بطلان خارقان.
يذكر أن فرقة الصين الوطنية للألعاب البهلوانية أُسست عام 1950، وهي أول فرقة سيرك وطنية حققت نجاحاً حول العالم وجالت في 115 بلداً. وأطلقت مركز تدريب خاصاً بها يضم 200 فنان. حصدت هذه الفرقة حتى اليوم 48 ميدالية ذهبية بما في ذلك جوائز المهرج الذهبي وجائزة الرئيس وجائزة السحر الذهبي في العديد من المباريات الدولية والمحلية.
تتألف هذه الفرقة من 80 فناناً وبهلوانياً متفوّقي الأداء حطّوا في لبنان بعد جولة حملتهم إلى العالم ليقدموا أربع ليال من العروض البهلوانية التي خطفت الانفاس.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق