دوليات

بطولة كأس العالم للقارات في البرازيل

في البرازيل للكرة مذاق آخر ورونق آخر وسحر آخر، والكرة تشرق على صباحيات ريو دي جانيرو وبرازيليا وساو باولو وغيرها من مدن البرازيل قبل ان تبعث الشمس خيوطها الاولى.
القهوة لا تحلو الا مع الكرة والموسيقى لا تعزف ابداً الا على ألحان الكرة والرقصات لا تنسج الا على وقع الكرة، والرسوم لا تستوحى الا من رونق الكرة، والتاريخ في البرازيل لا يزخر الا بعبق الكرة.
الهواء كرة قدم والطعام كرة والنوم كرة والصباح كرة والمساء كرة، والبسمة كرة والطفولة كرة والشباب كرة والكهولة كرة وفقط الحب كرة.
كرة القدم والبرازيل حكاية اخرى حكاية لا يمكن ان تقرأ كلماتها الا في بلاد البن والسامبا، حكاية اسألوا عنها بيليه وغارينشيا وزيكو وكاريكا وروماريو ورونالدو وريفالدو ورونالدينيو
وكاكا والكثير الكثير غيرهم، حكاية ابحثوا عنها في ازقة ريو دي جانيرو الفقيرة، وتحت شمس شاطىء كوباكابانا الحارقة.
البرازيل ما برحت تزرع سحرها في العالم بأسره، لكن ها هي الآية تنقلب الآن، وبلاد بيليه تفتح ذراعيها لتحتضن هذا العالم في برازيليا وريو دي جانيرو وريسيف وفورتاليزا وسلفادوردي باهيا وبيل هوريزونتي. فمنذ 63 سنة لم تنظم البرازيل بطولة كبرى عالمية في كرة القدم، وها هي الآن تستضيف بطولة كأس القارات.
في تموز (يوليو) عام 1950 لعبت البرازيل امام الاوروغواي آخر مبارياتها الدولية على ارضها في بطولة عالمية وكان ذلك في نهائي المونديال على ملعب ماراكانا الشهير.
اما في حزيران (يونيو) عام 2013 فها هي البلاد تخوض على ارضها اول مباراة دولية في بطولة عالمية منذ ذلك التاريخ عندما التقت مع اليابان بطلة آسيا في اولى مباريات كأس القارات ضمن المجموعة الاولى التي تضم ايضاً المكسيك بطلة الكونكاكاف وايطاليا ممثلة قارة اوروبا باعتبارها وصيفة لاسبانيا البطلة.

 

 

وللمصادفة فان الاوروغواي حاضرة في ارض البرازيل مرة اخرى باعتبارها بطلة اميركا الجنوبية في المجموعة الثانية الى جانب اسبانيا بطلة العالم ونيجيريا بطلة افريقيا وتاهيتي بطلة اوقيانيا.
صحيح ان كأس القارات لا يمكن ان تقارن بكأس العالم وبكأس اوروبا، الا ان هذه البطولة تحديداً تمثل تحدياً مهماً لاصحاب الارض قبل عام من استضافة البلاد للمونديال.
في تشرين الاول (اكتوبر) من العام 1992 كانت ضربة البداية لاول مباراة رسمية في كأس القارات وكانت بين السعودية والبرازيل، ليتم الاعلان عن ولادة بطولة عالمية جديدة يتنافس فيها ابطال القارات، ولا يخفى على احد ان الفكرة ولدت عربية سعودية بحتة عندما تم اطلاق بطولة الملك فهد قبل ان تتحول الى بطولة كأس العالم للقارات بعدما انتقلت آلية التنظيم والاشراف للاتحاد الدولي لكرة القدم.
وبغض النظر عن قيمة هذه البطولة، من المتوقع ان تكون نسختها في البرازيل اعلى مستوى فنياً من النسخات السابقة مع تواجد منتخبات بحجم اسبانيا وايطاليا والاوروغواي وطبعاً البرازيل حيث سيكون عشاق الكرة مع اكثر من وجبة كروية دسمة.
لكن الاهم من ذلك كله هو اقامة البطولة في البرازيل هذا هو الحدث بعينه، اذ ليس بعابر ان تستضيف بلاد بيليه بطولة عالمية، فهنا ببساطة ارض كرة القدم.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق