تشكيل

ازهار نزار ضاهر تتناثر في الالبا

مرة جديدة يأخذنا الفنان التشكيلي د. نزار ضاهر الى عالم الحب والصدق والصداقة واللون الجميل الذي توحي به ازهاره العابقة بالعطر والسحر التي زينت هذه المرة صالة العرض  في الاكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة (الآلبا)  في سن الفيل طوال شهر ايار (مايو) الماضي.

في هذا المعرض، وكما في معارضه السابقة، يصر نزار ضاهر على معالجة موضوع الارض دائماً وابداً لان هذا الموضوع يجسد التزامه بها وحبه لها الناجم ربما عن خوفه عليها. فهو يحب هذه الارض الغنية بعناصرها وبشكل خاص بالزهرة التي هي بنت هذه الارض والتي تحمل اجمل واسمى المعاني والتي يركز عليها في هذا المعرض.

 

متعة للحواس
الحقيقة ان لوحات نزار ضاهر المعروضة اصبحت اليوم  موضوعاً لامتاع الحواس والذكاء. بامكانها ان توصل للناظر اليها مباشرة كل الفضائل  البسيطة  التي تحملها والمجسدة فيها. فاذا نظرنا الى التأليفات نرى انها تشكل مجموعة واحدة لا تتغير الا بشكل طفيف من حيث المواضيع لكنها تحافظ على وحدتها من حيث التقنية. هنا التلوين لا يستخف  بتأثيرات المادة ولا بضربات الفرشاة العفوية الجذابة وترفض كل ما من شأنه ان يظهر مؤثراً بشكل متكلف.
وبناء عليه فان الرسام يخوض غمار اللون هنا بحرية مطلقة، وفي كل الرسمات نلاحظ الظلال وتدرجات الالوان ترتجف. وهو يركز في مجموعته اللونية في هذا المعرض على الوان الاصفر المتوهج، الاخضر، الازرق وكل مجموعة الالوان الزهرية والبنفسجية، الاحمر المخملي واللماع وايضاً كل تدرجات الرمادي الملونة. اننا في صدد معادلات متناسقة من النبرات اللونية التي تدل على نمط تفكير.

نقاء المصدر
اعمال ضاهر اذاً تبدو من الوهلة الاولى انها تملك نقاء المصدر، الثقة  والرونق الذي لا يمكن الوصول اليه الا بعد الكثير من الابحاث اي بعد ان يجردها  الوقت من التعتيم ومن حملها المثقل بالمقاصد. واذا كانت لوحاته قد تجاوزت مظاهر العالم الحسي، لا يمكن اعتبارها مجردة لان العناصر والاشياء والاماكن التي التقطها الفنان في آنية حضورها، تعيش في ذاكرته وهو ينقلها الى القماش بشكل مائع وغير حقيقي هو اشبه بالاحلام.
فن نزار ضاهر برأي عميد الاكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة اندريه بخعازي هو بالاجمال اندماج او انصهار معقد بين التقنيات والاحساس والشعر، وباختصار ان «عالم الفنان مصنوع من البراعة والتشكيل».
ويقول الفنان  نزار ضاهر: «علينا اعادة انتاج العالم من جديد عبر الالوان والخطوط، لكن ليس في بوتقة واحدة وذلك خشية التصحر الفكري والثقافي والاجتماعي والانساني»، وبالمناسبة، هو يؤمن بأن الفنان جزء لا يتجزأ من المجتمع وعليه واجب انساني ووطني وقومي يجب ان يؤديه بوفاء وصدق تجاه اخيه الانسان اياً كان واينما حل والى اي لون انتمى. الفنان اكد هذا الكلام لتخوفه مما قد تحمله الايام المقبلة من آراء وافكار وكلمات وتصرفات هوجاء.

 

نزار ضاهر 1951
استاذ في معهد الفنون الجميلة – الجامعة اللبنانية. حائز على دكتوراه في العلوم الفنية من معهد ريبين في الاتحاد السوفياتي السابق (1987) وعلى ماجستير في فن الرسم والتصوير من المعهد ذاته عام 1983.
حائز على العديد من الجوائز والاوسمة وشهادات التقدير، نذكر منها تهنئة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان، وسام الاستحقاق الروسي من اكاديمية الفنون الروسية، تقدير وتهنئة جمهورية الصين الشعبية في لبنان، تهنئة وتقدير رئيس اكاديمية الفنون الروسية معهد ريبين سانت بطرسبورغ، شهادة تقدير من المركز الروسي للتعاون الدولي – موسكو في العام 2011….
لنزار ضاهر خمسة عشر معرضاً خاصاً في لبنان والخارج، اعماله الفنية معروضة في عدد من المتاحف العالمية وضمن مجموعات خاصة نذكر منها: «المتحف الوطني الصيني للفنون» في الصين، متحف الشرق في موسكو، متحف الارميتاج في سانت بطرسبورغ – روسيا، و«متحف الابحاث العلمية» في اكاديمية الفنون الروسية في سانت بطرسبورغ – روسيا….

كوثر حنبوري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق