رئيسيسياسة عربية

حرب باردة على صفيح الخليج الساخن

فتحت المناورات الدولية التي تشهدها منطقة الخليج العربي هذه الايام باب الجدل في ما يخص توقيتها واهدافها. فبينما اكدت الولايات المتحدة انها لا تستهدف الجانب الايراني، اكدت طهران انها تنطوي على قدر من الاستفزاز لها، خصوصاً المناورات التي يشارك باعمالها جيوش من 41 دولة، والتي اعلن انها تنفذ تحت عنوان التدريب على التعامل مع الالغام في منطقة الخليج العربي.

الخطوة صنفها محللون على اساس انها نوع من «الحرب الباردة» التي تجري على صفيح الخليج الساخن، نسبة الى عمليات الشد المتواصلة التي تجري هناك والتي تكاد تفجر الوضع بين كل من ايران والقوات الاميركية المنتشرة في الخليج العربي.
بالتوازي، هناك مناورات اقليمية تجري في بعض المناطق السعودية وفي البحر الاحمر، حيث اكدت المملكة العربية السعودية المشاركة في فعالياتها انها مناورات دورية متفق على تنفيذها مسبقاً.
ميدانياً، اجرت القوات الجوية السعودية بالتعاون مع القوات الجوية التركية والقوات الجوية الباكستانية تمرين «صقور السلام – 1» في قاعدة الملك فهد الجوية والتي استمرت حتى 24 ايار (مايو) الجاري.
وذكر بيان صحافي أن هذا التمرين يهدف إلى تعميق أواصر التعاون والعمل المشترك بين القوات السعودية والتركية، وتبادل الخبرات العسكرية، وإثراء الخبرات القيادية القتالية، وصقلها وتطويرها لاستيعاب متطلبات العمل العسكري المشترك لما له من أهمية ودور فاعل في رفع مستوى الكفاءة العسكرية والارتقاء بالجهوزية القتالية عن طريق تبادل الخبرات والمهارات العسكرية.
وبالتزامن، اجرت القوات البرية المصرية والسعودية مناورات مشتركة باسم «تبوك – 3» في المنطقة الشمالية الغربية من المملكة. ويشمل هذا التمرين تطبيقاً فعلياً وعملياتياً يحاكي مسرح العمليات في الحروب الحقيقية، كما يهدف إلى رفع الكفاءة القتالية لدى المشاركين في جو يسوده التنسيق والتفاهم المشترك.

تمارين سعودية – مصرية
نفذت وحدات المظليين والقوات الخاصة بالقوات البرية السعودية مع نظيرتها قوات الصاعقة المصرية عدداً من التمارين الليلية والنهارية بحضور اللواء الركن فهد بن تركي بن عبد العزيز نائب قائد القوات البرية. وشملت التمارين عمليات الاقتحام وتطهير المباني والتسلل وعمليات الاشتباك والإخلاء والقناصة، استخدمت فيها أحدث المعدات والأجهزة المتطورة. مما يذكر أن وحدات المظليين والقوات الخاصة تحظى بمكانة خاصة في القوات البرية إذ إن المنتسبين إليها ينتقون من النخبة المهيأة لتنفيذ أصعب المهام وأدقها، ويعد المنتسبون الى هذه القوات من العناصر المؤهلة التي تسند إليها أصعب المهام وأكثرها حساسية لتنفذها بسرعة وخفة حركة ودقة متناهية، معتمدين في ذلك على ما تلقوه من تدريب يعتمد بالدرجة الأولى على قوة التحمل ومواجهة الصعاب والاستعداد الدائم للعمل تحت مختلف الظروف والبيئات. وأشاد المقوّمون والمشرفون على التمرين بدقة تنفيذ وحدات المظليين والقوات الخاصة في ما يطلب منها من عمليات وواجبات، مشيدين بالوقت نفسه بما وصلت اليه وحدات المظليين والقوات الخاصة في القوات البرية من تميّز وجهوزية قتالية عالية، وما تمتلكه هذه الوحدات من أجهزة ومعدات حديثة ومتطورة جعلتها في مصاف الوحدات المتميزة في التمارين الداخلية والخارجية مع القوات «الشقيقة والصديقة وبالتزامن، بدأت القوات البحرية لواحد واربعين بلداً تحت اشراف الاسطول الخامس الاميركي المتمركز في البحرين، مناورات لازالة الالغام في الخليج قبالة السواحل الايرانية. وقال قائد الاسطول الخامس في بيان له ان هذه المناورات التي ستستمر حتى 30 ايار (مايو): «هي اكبر مناورات من نوعها تجرى في المنطقة». وتتضمن هذه المناورات اجراء عمليات دفاعية تهدف الى حماية التجارة الدولية، ومناورات لازالة الالغام وعمليات للامن البحري، كما جاء في البيان. وقد اجريت ايضاً مناورات العام الماضي تحت اشراف الاسطول الخامس. وقال الاميرال جون. دبليو. ميلر قائد الاسطول الخامس ان المناورات تسعى الى تحسين القدرات الدولية للحفاظ على حرية طرق الملاحة العالمية. وتشارك في هذه المناورات 25 سفينة منها «يو. اس. اس. بونس» و18 غواصة.
وهددت ايران مراراً في السابق باغلاق مضيق هرمز الذي يعبره ثلث النفط العالمي اذا ما تعرضت لهجوم او اذا ما تعرضت مصالحها الحيوية للخطر. واحدى مهمات الحرس الثوري اذا ما اندلع نزاع تقضي بتلغيم هذا الممر الاستراتيجي. وحذرت إيران مما اعتبرته «الاعمال الاستفزازية» في الخليج في اشارة الى المناورات العسكرية البحرية التي تجري هناك بمشاركة 41 بلداً تحت اشراف الاسطول الخامس الاميركي. وقال رامين مهمانبرست المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية خلال مؤتمره الصحافي الاسبوعي: ان الاستقرار والامن في الخليج في غاية الاهمية، واننا نراقب كل التحركات ونطلب من جميع الدول المتواجدة في المنطقة ان تتفادى «الاعمال الاستفزازية».

مناورات دفاعية
من جهته، اكد الاميرال جون ميلر قائد الاسطول الخامس الاميركي ان المناورات البحرية الواسعة لا تستهدف ايران. وقال الضابط الاميركي في مؤتمر صحافي في المنامة حيث يتمركز الاسطول الخامس، ان ايران غير مستهدفة بهذه المناورات التي ترتدي طابعاً دفاعياً صرفاً. وكان الاسطول الخامس اعلن في بيان له ان هذه المناورات التي ستستمر حتى 30 آيار (مايو) الحالي، والتي تعتبر اكبر مناورات من نوعها تجرى في المنطقة. من جهتها باشرت طهران تدريبات على ازالة الغام في شرق مضيق هرمز في بحر عمان مستخدمة بصورة خاصة نظاماً جديداً لازالة الالغام.
وتقام المناورات في حضور أزمة تهديدات كورية شمالية بضرب قواعد الأميركيين في الجزيرة الكورية بشقها الجنوبي، إضافة إلى إثبات الحضور والتواجد الذي تريد أن تتبناه جمهورية إيران في مياه الخليج، منفذ 40% من نفط العالم. وأخذت أميركا على عاتقها بمساعدة حلفائها الخليجيين حماية مسارات النفط بعد تهديدات كلامية واستعراضية من قبل القوات الإيرانية بإغلاق مضيق هرمز الذي يقع ضمن المياه الإقليمية العُمانية، وهو ما دفع أميركا الى إرسال كاسحات ألغام ومدمرات بحرية هي «يو. إس. إس. سنتري»، و«يو. إس. إس. ديفاستيتر» و«يو. إس. إس. بايونير» و«يو. إس. إس. وورير». وبحسب تحليلات عسكرية وسياسية تشير الاجواء الى نوع من «الحرب الباردة».

الخليج – «الاسبوع العربي»

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق