رئيسيسياسة عربية

القدس: مشكلة جديدة اسمها: نسوة حائط المبكى

حيث فشل حتى الآن، باراك اوباما، نجحت بضع كلمات لسارة سيلفرمان، في اجبار بنيامين نتانياهو، على السعي الى مساومة، ليس حول القضية الفلسطينية، وانما حول خلافات يهودية بين اصوليين ونساء ليبيراليات.

في منتصف شهر شباط (فبراير) الماضي تقاسمت الممثلة الهزلية، من على موقعها في التويتر، عبر 140 حرفاً عبرياً، مع قرائها الاربعة ملايين، افتخارها العائلي، باعتقال الشرطة لشقيقتها سوزان وابنتها هليل، وكان السبب اصرارهما على الصلاة امام حائط المبكى، كما يفعل الرجل وليس كما هو مفروض على النساء اليهوديات. وكانت المحكمة العليا وافقت في سنة 2003، على قرار الحاخامين الاصوليين.
فعهد بنيامين نتانياهو، الى المنسق السوفياتي رئيس الوكالة اليهودية، ناتان شارانسكي، بان يجد حلاً لهذه المشكلة الدينية، يتيح للنساء الوقوف، امام حائط المبكى، وعلى رؤوسهن التاليت وهي كناية عن طرحة والصلاة بصوت عال (تغيلا)، الامر الذي يعتبره الحاخامون الحاردون، مجرد خيانة للارثوذكسية اليهودية.

انطلاق الحركة
وكانت هذه الحركة انطلقت في سنة 1988، وتقضي بان تلتقي في القدس، في الاول من كل شهر، من الروزنامة اليهودية، النسوة المناديات بهذه المساواة، ويتوجهن جماعات الى المكان المخصص للنساء للصلاة، امام حائط المبكى، ويصلين كالرجال، فتتدخل الشرطة وتعتقل بعضهن، كما حصل في الاسبوع الفائت، حيث اعتبر قائد الشرطة، في القدس، تصرف اولئك النساء تحدياً لقرار القضاء ومخالفة دينية.
فرأت الحاخامة ميري غولد، احدى قادة الحركة الاصلاحية في اسرائيل، انه «ليس في استطاعتهم منع المرأة من الصلاة، بـ «التاليت والكيبا»، اي كالرجال، بينما حول الاصوليون حائط المبكى، الى كنيس للمتطرفين الارثوذكس. ولم يكن الامر هكذا من قبل، وعلينا ان نناضل من اجل احترام كل تيارات اليهودية».
فاقترح شارانسكي، حلاً، هذه المرة كذلك، على حساب العرب والمسلمين، يقضي بتوسيع الرقعة المخصصة للصلاة، بحيث تشمل منطقة التنقيب عن الاثار قرب قوس روبنسون، ويدعم هذا الحل الحاخام صموئيل رابينوفيتش، المكلف السهر على الحائط الغربي، وسائر الاماكن المقدسة اليهودية، ووافقت النسوة ولكن بكثير من التشكيك.
فقالت سارة هوفمان: «يعدنا شارانسكي، بان تنتهي الاشغال خلال سنة ونصف السنة، ولكنها قد تمتد الى عشر سنوات، بسبب معارضة خبراء الاثار والاردنيين والمسلمين. انهم يتحدثون عن التدخل في الموقع الديني، الاكثر حساسية والاكثر تعقيداً، في العالم.
فهل سيستمرون في اعتقالنا حتى ذلك التاريخ؟!
ويقضي مشروع شارانسكي، بالوصول الى جسر المغاربة، الذي يقود الى باحة الجوامع. فتذكر المراقبون بان محاولة اصلاح الجسر، بعد هطول ثلوج سنة 2004، اثارت قيامة العالم الاسلامي في كل مكان».

مشكلة
ويسعى نتانياهو، الى حل هذه المعضلة، لانها ادت كذلك، الى مشاكل مع اليهود الاميركيين، الذين تؤيد حركاتهم الاصلاحية والمحافظة، حركة «نسوة الحائط» وتثير حفيظة اليهود الارثوذكسيين المتطرفين، بقرارات مثل السماح للنساء بان يصبحن حاخامات. وشرحت شقيقة سارة سيلفرمان، التي تعيش في القدس الاسباب التي تحرك المناديات بحقوق المرأة: «انني اعارض تسلط الارثوذكس المتطرفين على اليهودية فان قناعاتي الديموقراطية تجعلني اقاوم تسلط فريق على الاخرين».
وفي هذه الاجواء اقتراح بتقسيم، فسحة الصلاة «كوتيل» امام الحائط، الى ثلاثة اقسام: القسمين الموجودين، واحد للرجال وواحد للنساء، وانشاء قسم مختلط.
ويحرص نتانياهو، على حل مساومة لان المشكلة تتناول فريقين ارثوذكسيين متطرفين: اصلاحي ومحافظ، من يهود الولايات المتحدة.
وشددت الوكالة اليهودية، على ضرورة اعادة حائط المبكى كرمز للوحدة، وليس للخلافات بين اليهود كما هو حاصل.
وعلقت النائبة مشعل روزين، من حزب ميريتز، التي رافقت متظاهرات يوم الخميس الماضي: «كلنا يهود، وليس في استطاعة احد، ان يقرر، كيف علينا ان نصلي. وليس في استطاعة المتطرفين الارثوذكس، الاستئثار بالدين».
والمعروف، ان اليهود «الاصلاحيين المحافظين» هم قلة بين يهود اسرائيل، ولكنهم يشكلون الاكثرية بين يهود الولايات المتحدة، ولا يكون الحل، من دون مشاركة ممثلين عن هؤلاء.
بينما يرفض الارثوذكس المتطرفون اية مساومة على حائط، يشكل آخر بقايا «معبد القدس الثاني».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق