الأسبوع الثقافي

«بيروت عبر التاريخ» لشربل الغريّب

امام كل شخص يريد ان يعرف عظمة بيروت، يطرح المؤلف والكاتب شربل جورج الغريّب كتابه «بيروت عبر التاريخ» الذي يعرض لتاريخ هذه المدينة التي عرفها الانسان منذ اكثر من 500،000 عام والدليل على ذلك انه عام 1946 إكتشف هنري فليش أقدم المصانع التي أنشئت ما قبل التاريخ في رأس بيروت، على مسطّح صخري يُسمّى، مِن قِبَله، «ثغرة الإنحدار» الواقع على ارتفاع 45 متراً من الساحل الحالي. إكتمل هذا الإكتشاف عند تنقيب خمس عشرة متحجّرة مزدوجة، عند البدء بأعمال تأسيس بناء في رأس بيروت. هذه الحجارة التي تعود ربّما إلى حوالي 600،000عام، هي الأدوات الأكثر قدماً التي وُجدت في بيروت، في موقع ذي الصخور الطِّباقيّة.
ويشير الكاتب الى ان صاحب هذا المصنع هو بالطبع الإنسان الأوّل الذي كان يسير على قدميه (Homo erectus) الذي اتّجه من أفريقيا لغزو العالم القديم سائراً بكل حكمة وفطنة على طول دروب التواصل الطبيعي.
إن العادة الحجرية هي التي دامت زمناً طويلاً بين كل الحضارات التي حصلت طوال العصر الحجري القديم في الشرق القريب.
يهدي الكاتب كتاب «بيروت عبر التاريخ» الى العالم بأجمعه وخصوصاً الى البيروتيين ليفتخروا بأعظم وارقى مدينة في العالم، قدمت الفلاسفة والعلماء مثل سانخونياتن البيروتي ثم الملاحم التي كتبت عن بيروت.
ويقول: «السيد المسيح بلغ حتى ثغر بيروت وبما  قام من معجزات في صور وصيدا كما روى الانجيليان متى (21:15) ومرقس (24:7). وقد بحث في هذه المسألة الاب الفرد دوران اليسوعي في غضون وصفه لرحلة السيد المسيح الى فينيقيا والمدن العشر (جريدة: المشرق) فادعى ان السيد المسيح دخل ثغر بيروت واثبت ذلك استناداً الى آية القديس مرقس حيث يقول في انجيله (31:7) ان يسوع بعد خروجه من صور «مر في صيدا وجاء في ما بين المدن العشر الى بحر الجليل» فذهب تواً اليها على طريق مستقيم فقطع لبنان على السكة الرومانية التي كانت تؤدي من بيروت الى دمشق».  
ويذكر: «قبل أن ينتصف الألف الثاني قبل المسيح كانت صناعة الخزف – من اقدم الصناعات وأدرّها ربحاً – قد بلغت ذروتها في بيروت. وكان لاستخدام دولاب الخزاف الذي ادخل الى هذه الصناعة عند مستهل الألف الثاني ق.م. أثر بعيد الغور في تحسين صناعة الخزف الكنعانية. فقد اصبح بإمكان الخزاف الكنعاني أن يجود في صناعته وأن يخلق أشكالاً حسنة الهندسة بديعة التناسق».
ويعرض الكتاب الى فنون اخرى انطلقت من بيروت منها الغناء «ذلك لأن طقوس العبادة الكنعانية كانت تقتضي استخدام الغناء. وهكذا انتشرت الحانهم وأدوات موسيقاهم في جميع بقاع المتوسط. وتكاثر الطلب على اقتناء مغنيهم ومغنياتهم من الجواري في مصر زمن الامبراطورية الجديدة».
كتاب «بيروت عبر التاريخ» مرجع لكل شخص يريد ان يعرف عظمة بيروت.
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق