رئيسيسياسة عربية

شتاء السيدات الاوليات في الربيع العربي

كن ذات مرة، السيدات الاوليات في العالم العربي، وكن وزر الشعب المضطهد وحمله الثقيل، ورمز النسوية الشرقية، القادرة على اثارة الاعجاب وظلم العبودية، وازعاج شارع، مجبر أبداً على السكوت، ينسب الى جشع قادته، مساوىء زوجاتهم. ثم جاءت الثورات الربيعية، تقضي على عقد وممنوعات، وتسقط متسلطين، وبقيت «المتسلطات» وحيدات على المسرح، يتولين الابقاء على حيوية عالم، تسيل دماؤه، كما حصل مع السيدة اسماء الاسد، التي استغلت عيد الامهات، لتطل مبتسمة على التلفزيون، محاطة باولاد «الشهداء».

اذا كان «الربيع العربي» عجز عن القضاء على نزعات السياسيين الاستبدادية، فان رياحه تركت اثاراً عميقة على وجوه سيدات الامس، السابقات، فعائشة القذافي، الابنة التي كان العقيد يحبها، اكثر من اي واحد آخر، من سائر اولاده، والتي طالما شبهها البعض بعارضة الازياء الالمانية الحسناء، كلاوديا شيفر. اضحت اليوم، شبح تلك المقاتلة الشجاعة، منذ ان انتقلت الى الجزائر، ثم الى الخليج العربي، لاجئة بعيدة عن ليبيا، واتهمتها شبكة تلفزيون عربية بانها اشعلت النار في جناح القصر الذي كانت تقيم فيه في الجزائر، منذ آب (اغسطس) 2011، قبل ان تغادره.
القدامى، كانوا يقولون  باللاتينية، ان «وراء كل عظيم امرأة». ولكن العظمة قد تكون سلبية كذلك في نظر رجل مثل شكسبير عهد الى امرأة هي الليدي ماكبث، بالدور الاكثر وحشية وبعيداً عن الاوهام.

ليلى طرابلسي
واذا كان بعض التونسيين، اصبح يحنّ الى الديكتاتور بن علي، العلماني، تحت ضربات الانحراف الاصولي، الذي يهز تونس، فانهم ليسوا على استعداد، للبكاء على الرئيسة ليلى طرابلسي، مزينة الشعر السابقة، التي تزوجها وعرفت في اوساط المعارضة، بـ «خرابة قرطاجة»، بسبب نزعتها الى الفساد، ووجدت ما يكفي من صفاء الفكر، لوضع كتاب في المنفى، تشرح فيه، خلفيات الانقلاب الذي اطاحها وديكتاتورية زوجها. ولكنها لم تتحدث عن 1،5 طن من الذهب (انخفضت قيمتها اليوم، بعد انخفاض سعر الذهب) قيل انها سرقتها من مستودعات البنك المركزي التونسي، وكانت توازي عهدئذٍ 45 مليون دولار.
واذا كانت تخيلات الساحات العربية، على خطى انحرافات اصولية اسلامية، استطاعت ان تكون اكثر تسامحاً مع الديكتاتوريين، الذين استولوا على مقدراتها وثرواتها فانها اقل استعداداً لان تغفر لزوجاتهم.

سهى عرفات
فالفلسطينيون لم يهضموا يوماً زواج ياسر عرفات من سهى الطويل، في الواحدة والستين من عمره بالرغم مما كان من اختلاف، بين هذه الحالة، وما كان يحصل في بلاد الربيع العربي، ولم تتردد سهى، ادراكاً منها، للاتهامات التي وجهت اليها من وصولية طموحة وجشعة، في ان تعترف لصحيفة «صباح» التركية بندمها على ذلك الزواج والمساعي التي تقول انها بذلتها لفسخه.
ولكن ما همها، فان تعويضات حوالي التسعة آلاف دولار، التي تتقاضاها في آخر كل شهر تسمح لها بأن تعيش وسط كل ما يمكن ان تؤمنه جزيرة مثل مالطا، من راحة وترفيه. ولا تنسى سهى، ان تدعي انها الوريثة الشرعية وحتى من الناحية المالية، للزعيم الفلسطيني الكبير. تتمسك بجثته، وترفض تشريحها، او ان تطلب اخراجها مرة رابعة من القبر، كما لتؤكد الغموض الذي يحوط بشخصيتها.

سوزان مبارك
سوزان مبارك، هي نجمة الربيع العربي المصري، الذي يتخبط في وحول سوء ادارة وسوء حكم محمد مرسي، والانحرافات عن الديموقراطية، والحريات، التي قامت الثورة من اجلهما، بينما تهدد الاجواء بالعودة الى نوع آخر من الديكتاتورية. ويتهم الشعب المصري، سوزان امبراطورة مصر الصغيرة السابقة، بانها اصطادت الجنرال – طيار حسني مبارك، وجعلته يكدس ثروة تتراوح بين 40 و70 مليار دولار؟!.
ولكن زوجة الفرعون الحديث، خافت من غضب الشعب الاعمى، واعترفت بانها ادعت انها حاولت الانتحار، الذي نجحت الليدي ماكبث في تحقيقه.
ويبقى ان الدرس الذي تعطيه مواسم الربيع العربي، الى السيدات الاوليات، من الطراز القديم، الذي سبق مواسم الربيع، لم يوضح، ما اذا كانت المرأة العربية تدفع اكثر، اذا كانت، في قاعدة الاهرام الاجتماعي ام في قمته.

امينة اردوغان
ولكن سلطتها تبقى ضخمة وكبيرة، فاذا كانت تركيا، ستتوصل غداً، الى رفض العلمانية التي جاء بها اتاتورك فلن يعود الفضل الى رجب طيب اردوغان، وانما الى زوجته امينة، الغائبة عن الانظار، وعن الحضور شأن زوجة الرئيس المصري محمد مرسي، ورأينا زوجة رئيس الحكومة التركية، تظهر فجأة الى جانبه، في ذكرى تأسيس البرلمان التركي، في 22 نيسان (ابريل) محجبة. توجه نظرات «شرسة» الى جنرالات جيش اتاتورك.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق