حوار

ياسين جابر: من الخطأ الرهان على المعارك في سوريا… والحكومة العتيدة طابعها سياسي

أعرب عضو كتلة التنمية والتحرير النائب ياسين جابر أنه «من الخطأ الرهان على تطور المعارك في سوريا لحسم قانون الانتخاب أو تأليف الحكومة»، وانتقد فتاوى الجهاد في سوريا التي تنعكس سلباً على لبنان، داعياً «السلطة اللبنانية والجيش اللبناني الى ضبط الاوضاع على الحدود المشتركة اللبنانية – السورية حتى نستطيع السيطرة على كل تلك الحالات». وعن ابتداع حزب الله مزارع شبعا جديدة في القصير قال: «ان الجدل في هذا الموضوع غير مجد، لأن الموقف الذي أعلنه حزب الله هو واضح لجهة أنه في موقع دفاعي وليس هجومياً». وأكد «أن التواصل جيد بين الرئيس نبيه بري والرئيس المكلف تمام سلام، والقنوات مفتوحة بينهما، وموضوع تأليف الحكومة هو حالياً لدى الرئيس المكلف، والاجواء تشير الى أن الحكومة سيكون لها طابع سياسي، فلا شيء اسمه حكومة تكنوقراط وحياديين». ونوّه بـ «الانفتاح السعودي على بعض الاطراف في لبنان، معرباً عن اعتقاده بأن لبنان بحاجة الى دعم كل الاشقاء العرب وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية»، مؤكداً «أن قلوبنا مفتوحة قبل مطاراتنا لاستقبال الاخوان العرب». ولفت الى أنه «لا يجوز قطع طريق المطار لأنه قطع لشريان لبناني حيوي، وعلى الجميع أن يعلموا أنه ليست بهذه الطريقة يمكن حل موضوع المخطوفين». وفي ما يلي وقائع الحوار الذي أجرته مجلة «الاسبوع العربي» مع الوزير السابق النائب ياسين جابر.

كيف نظرت الى فتاوى الجهاد في سوريا التي صدرت عن بعض المشايخ رداً كما قيل على إنخراط حزب الله في القتال الى جانب النظام؟
في الواقع لم يكن هناك إعلان مشابه من قبل حزب الله بالجهاد وغيره، وقد حدّد الحزب منذ البداية موقفه بأن هناك حالة دفاع عن لبنانيين موجودين في القرى على الحدود السورية، ورأينا القصف على الهرمل ومحيطها. فالموضوع محدود، وهذه الامور لا تساعد لا بل توتّر الأجواء أكثر فأكثر، ويفترض أن يكون جهد السلطة اللبنانية والجيش اللبناني لضبط الاوضاع بالنسبة الى الحدود المشتركة مع سوريا حتى نستطيع السيطرة على كل تلك الحالات.
الى أي مدى تُغرق مشاركة حزب الله ودعوات الشيخين أحمد الأسير وسالم الرافعي الى الجهاد الوضع اللبناني في تداعيات الازمة السورية؟
الموضوع ليس جديداً، ونتذكّر جميعاً حادثة تلكلخ وكيف كانت تذهب العناصر. إذاً كان التدخل موجوداً من قبل من جانب الاطراف الأخرى، لكنهم أعلنوا عنه الآن رسمياً، وبالطبع ينعكس ذلك سلباً على الداخل اللبناني ولا يجوز أن يستمر ويجب أن تكون هناك جهود من قبل كل الاطراف كي يتم ضبط الامر.
كيف قوّمتم موقف الرئيس السوري بشار الاسد الذي انتقد فيه سياسة النأي بالنفس المعتمدة في لبنان فيما البلد الى جانب كرة النار؟
هذا موقف الرئيس الأسد، ولن أدخل في سجال من هذا النوع، إنما لبنان بالسياسة التي إتبعها خلال السنتين الماضيتين خفّف من تأثيرات ما يحدث عليه، ويبقى للحكومة الجديدة أن تقرّر في أي إتجاه ستسير. ولكن طبعاً يجب ألا يتدخل لبنان في شأن سوري داخلي.

مزارع شبعا جديدة
كيف نظرتم الى القصف الذي طاول بلدة الهرمل كترجمة لقول جبهة النصرة إنها ستنقل المعركة الى قلب لبنان؟
جبهة النصرة هي عنوان كبير للارهاب وللخلفيات التي تأتي منها، وأعتقد أن المطلوب موقف وطني موحد في مواجهة أي عمليات ارهابية، والمطلوب كذلك تعزيز وجود الجيش اللبناني على الحدود ومنع نقل هذه المعركة الى الداخل اللبناني.
ما تعليقك على قول أحد النواب: إن حزب الله إبتدع مزارع شبعا جديدة في القصير؟
أعتقد أن الجدل في هذا الموضوع غير مجد، لأن الموقف الذي أعلنه حزب الله هو واضح لجهة أنه في موقع دفاعي وليس هجومياً.
ماذا في جديد الوضع الحكومي وكيف تصف التواصل بين الرئيس نبيه بري والرئيس المكلف تمام سلام؟
التواصل جيد، والقنوات مفتوحة، وواضح من خلال الاعلام أن الزيارات قائمة بين الاطراف، وموضوع تأليف الحكومة هو حالياً لدى الرئيس المكلف. ونحن منذ البداية عندما إجتمعت كتلة التحرير والتنمية قبل الاستشارات أبلغ الرئيس بري المعنيين أنه سيكون من المسهّلين لعملية التأليف شرط أن تكون هذه الحكومة حكومة وفاق وطني، ونتمنى أن تصل الامور الى هذا الحد ولكن في النهاية الموضوع هو لدى الرئيس سلام.
يشدّد الرئيس المكلف في تصريحاته على أنه يريد حكومة حيادية من غير المرشحين ولا تتضمن اسماء استفزازية فما هو رأيكم؟
هذا كله خاضع للتشاور، والاجواء التي تتظهّر في الاعلام تشير الى أن الحكومة سيكون لها طابع سياسي، فلا شيء إسمه حكومة تكنوقراط وحياديين، وأعتقد أن المواقف تبلورت وبات واضحاً أن الامور تتجه نحو حكومة وفاقية سياسية.
هل أنتم واثقون من أن الرئيس تمام سلام سيشكل حكومة وحدة وطنية وهل سيبقى النائب وليد جنبلاط على موقفه من تأليف هذه الحكومة؟
الوزير جنبلاط ناشط حتى الساعة في تقريب وجهات النظر بين الاطراف من اجل تحقيق هذا الهدف الذي تعهّد به وهو حكومة توافقية، فلا يوجد سبب يجعلنا نشكّك في نوايا الوزير جنبلاط، وطبعاً: هل ينجح الرئيس سلام؟ هذا يعود اليه والخيار عنده وفي أي إتجاه سيذهب؟
كيف ستكون مشاركة قوى 8 آذار في هذه التشكيلة وهل سيكون هناك ثلث ضامن أو معطّل؟
لن نستبق الامور لأنها كلها خاضعة للتشاور مع الرئيس سلام، والعنوان الاساسي هو تسهيل مهمة الرئيس المكلف.

الحكومة وقانون الانتخاب
هل هناك من رابط بين تشكيل الحكومة وقانون الانتخاب؟
لا، ولكن بالتأكيد إذا تمّ إنجاز ملف قبل آخر فهو يسهّل الملف الآخر، فإذا تمكنّا مثلاً من التوصل الى قانون انتخابي توافقي فهو يخلق أجواء توافقية في البلد مسهّلة، كذلك إذا إستطعنا الوصول الى حكومة وفاقية وجيدة فالامر ينعكس ايجاباً على موضوع قانون الانتخاب، إنما لا أعتقد أن أحد الملفين ينتظر الآخر، ويجب ألا يكون كذلك بل يجب أن يسيرا معاً.
يقال إنه بات لدى الرئيس المكلف حوالي 160 إسماً مرشحاً للوزارة…؟
هذا هو عدد الأسماء التي وصلت اليه ولكن إذا كان سيفتح المجال يأتيه كذا ألف إسم.
هل أنتم مع المداورة في الحقائب في الحكومة الجديدة؟
في رأيي أن الامور كانت تجري على هذا المنوال ولا مشكلة في أن تكون هناك أجواء جديدة، وهذا الامر يعتمد على الرئيس المكلف وعلى عمر الحكومة، وإذا كان عمرها قصيراً أم طويلاً. ولكن كما قلت الامور قيد التشاور ولا شيء منزلاً في نهاية المطاف.
هل أنتم متمسكون بوزارة الخارجية التي بقيت في عهدتكم لفترة طويلة؟
هذا كله خاضع للتشاور مع عنوان تسهيل مهمة الرئيس المكلف.
أي حقيبة وزارية تطالبون بها إذا لم تكن وزارة الخارجية من حصتكم؟
نحن نريد التسهيل فليس هناك تمسك بأي شيء.
يبدو العماد ميشال عون متمسكاً لغاية الآن من دون أن يعلن عن ذلك بوزارتي الطاقة والاتصالات هل ستدعمون حليف حليفكم في هذا التوجّه؟
كل شيء قابل للتشاور والجهود التي تُبذَل هي لتذليل العقبات امام تشكيل الحكومة، وكي تنجح هذه الجهود يجب أن تكون سرّية.
في موضوع لجنة التواصل فشلت اللجنة مرة جديدة في التوصل الى حل توافقي على قانون انتخاب مثلما فشلت في المرة السابقة فما رأيك؟
كلنا كنا نتمنى نجاح مهمتها، ولكن عندما تتوافر الارادة السياسية والنوايا الطيبة بالامكان التوصل الى قانون انتخاب جديد. ونحن في كتلة التنمية والتحرير طرحنا م
شروعاً كان يمكن أن يشكّل في وقته أرضية جيدة لقانون انتخابي، ولكن للأسف لم يؤخذ به في حينه، والوقت يسبقنا ويسرقنا وكنت أتمنى من كل قلبي أن تتمكن هذه اللجنة من تحقيق نوع من توافق سياسي على القانون الانتخابي رغم صعوبة الظرف والضغوط الموجودة، وإن شاء الله خيراً.

جلسة 15 ايار
   ماذا ينتظرنا في جلسة 15 ايار (مايو) المقبل وهل سينام النواب ويستيقظون في المجلس حتى يبصر قانون الانتخاب النور كما قال الرئيس بري؟  
يجب ونحن نقترب من موعد انتهاء ولاية المجلس النيابي أن تكون الجلسات التي ستُعقد بشكل مفتوح مخصصة لايجاد مخارج لمخاطر الوقوع في فراغ، والايام الثلاثة أو الاربعة قبل 19 ايار (مايو) هي ايام حاسمة لجهة رسم خريطة طريق للمرحلة المقبلة لعدم إيقاع لبنان في فراغ تشريعي.
بعد إعلان الرئيس بري السير بما يتفق عليه المسيحيون عاد حزب الله وتبنّى الموقف ذاته لكن تيار المستقبل إعتبر أن هذا الطرح يعيدنا الى المشروع الارثوذكسي فما ردّك؟

ليس بالضرورة، فالمسيحيون إجتمعوا في بكركي وأعلنوا موقفاً ولم نناقض هذا الموقف منذ البداية ولم نغش أحداً وما زلنا على الموقف الذي إنطلقنا منه منذ الأساس لجهة أن الطرف الذي يزعجه قانون الستين ويُشعره بهدر حقوقه هو الطرف المسيحي، وقد لا يكون اتفاقهم على القانون الارثوذكسي بل قد يتفقون على قانون آخر، وقد يجدون صيغة في المختلط، وطرحت القوات اللبنانية صيغة مختلطة قريبة من الصيغة التي طرحناها في الكتلة، وقد يحدث تشاور في ما بينهم ويتفقون، واذا إتفقوا فنحن معهم.
كيف قرأت خطوة النائب وليد جنبلاط وعدد من النواب بتقديم طعن الى المجلس الدستوري بتعليق المهل الانتخابية؟
لا أعرف بماذا يفيد الطعن ويبقى لنا 20 أو 25 يوماً من إنتهاء تعليق المهل، ولا أعتقد أن هناك فائدة من الامر، هناك فائدة في الكلام والتعاون مع بعضنا كي نجد أرضية مشتركة نضع على اساسها أولوياتنا وخريطة طريق للمرحلة المقبلة.

رهان خاطىء
هل تعتقد أن كلاً من فريق 8 و14 آذار يراهنان على كيفية تطور المعارك في سوريا كي يجري هنا في لبنان حسم قانون الانتخاب أو تأليف الحكومة؟
في اعتقادي من الخطأ الرهان على أي شيء من هذا القبيل، وما يجب أن نراهن عليه هو وحدة صف داخلية تمكننا من تجاوز هذه المرحلة الصعبة، فهذا هو الرهان الرابح الوحيد.
ما هي رسالتك الى الدول العربية على عتبة موسم الصيف وهل تدعوهم الى القدوم الى لبنان؟
سبق أن أكدت في تصريحات عدة أن علاقتنا مع العالم العربي يجب ألا تكون مرتبطة بتعزيز السياحة من جانبهم، هذه العلاقة يجب أن تكون مبنية على علاقات جيدة في كل الظروف، فبغض النظر عن السيّاح هناك عشرات الآلاف من اللبنانيين الذين يعملون في دول الخليج والعالم العربي ولهم مصالح هناك، ويجب علينا أن نسعى لحماية هذه المصالح وتعزيز وجود اللبنانيين، وبالتالي قلوبنا هي مفتوحة طبعاً قبل مطاراتنا لاستقبال الاخوان العرب، وهذا البلد بلدهم وهم يعرفون هذا الشيء.
كيف نظرت الى الانفتاح السعودي على بعض الاطراف في لبنان، من زيارة السفير علي عواض عسيري الى الرئيس بري الى استقباله الوزير جبران باسيل؟
جيد جداً، ونوجّه تحية الى السفير السعودي على الجهد الذي يقوم به، وأعتقد أن لبنان بحاجة الى أن تبقي السعودية يدها ممدودة له كما كان الحال عبر سنوات طويلة، فلبنان بحاجة الى دعم كل الأشقاء العرب وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية.
هل يمكن أن يُترجم الانفتاح السعودي بزيارة يقوم بها الرئيس بري الى الرياض؟
ممكن، ولكن ليس من الضروري الآن، إنما مجرد حصول هذه الاجواء الايجابية والانفتاح على كل اللبنانيين وهذا الحديث المعتدل والقريب الى القلوب قبل العقول هي مواقف نرحّب بها بشكل كبير.
أخيراً ، سمعنا اهالي مخطوفي أعزاز يهددون بقطع طريق المطار إذا لم يستدع الرئيس ميشال سليمان السفير التركي فما موقفكم من الامر؟
لا يجوز قطع طريق المطار لأنه قطع لشريان لبناني حيوي، وعلى الجميع أن يعلموا أنه ليست بهذه الطريقة يمكن حل الموضوع، فمنفذ لبنان الوحيد اليوم هو المنفذ الجوي. فالحدود البرية مقطوعة، وقطع طريق المطار يضغط على لبنان ولا يضغط على تركيا، فلا فائدة في الامر ولو كانت هناك قدرة على حل موضوع الرهائن والمخطوفين فلن يقصّر أحد من السلطات اللبنانية.

حاوره: سعد الياس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق