سياسة لبنانية

«اعلان النوايا» بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية بعد لقاء عون – جعجع

«انتخاب رئيس قوي ومقبول في بيئته وقادر على طمأنة المكونات الاخرى»

إستقبل رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون في دارته في الرابية رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع يرافقه رئيس جهاز الإعلام والتواصل في القوات ملحم رياشي، وبحضور النائب ابراهيم كنعان. ويأتي هذا اللقاء بعد سلسلة من الاجتماعات بين حزبي التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية توصلا خلالها الى كتابة «اعلان مشترك» بينهما مؤلف من 16 بنداً.

الاعلان المشترك
بعد اللقاء الذي استمر حوالي الساعة ونصف الساعة تلا كل من كنعان والرياشي بنود الاعلان المشترك وجاء فيه: «لما كان الحوار هو الوسيلة الفضلى لتبادل الآراء وتفاعلها من اجل صياغة رؤية مشتركة حول القضايا والمواضيع ذات الاهتمام المتبادل على جميع الصعد السياسية والاقتصادية والادارية والاجتماعية، ولما كان التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية قد عقدا أكثر من لقاء وبحثا أسس التفاهم في ما بينهما، فوجدا أن التنافس السياسي أمر مشروع وواجب لارساء قواعد الديمقراطية وبلورتها في نظام للحكم.
ولما كان حزبا التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية قد أجريا مراجعة للعلاقة التي سادت بينهما خلال أكثر من ربع قرن، وذلك من أجل تنقية الذاكرة من مناخات الخصومة السياسية التي طبعت تلك العلاقة، والتطلع بالتالي نحو مستقبل يسوده التنافس السياسي الشريف و/أو التعاون السياسي.
– التزام نهج الحوار والتخاطب السياسي البناء والسعي الدائم للتوافق على ثوابت وقواسم مشتركة.
– تأكيد الايمان بلبنان كوطن نهائي سيد حر مستقل وبصيغة العيش المشترك وبضرورة التمسك بالمبادىء الواردة في مقدمة الدستور بصفتها مبادىء تأسيسية ثابتة.
– اعتماد المبادىء السيادية في مقاربة المواضيع التي هي على ارتباط وثيق بالقضايا الاقليمية والدولية، على أن تؤخذ في الاعتبار امكانات الدولة اللبنانية والمعادلات الاقليمية والدولية.
– الالتزام بمرتكزات وثيقة الوفاق الوطني التي اقرت في الطائف والتعهد باحترام أحكام الدستور كافة دون انتقائية وبعيداً عن الاعتبارات السياسية والابتعاد عن كل ما من شأنه التلاعب بأحكام الدستور أو اساءة تفسيره.
– التأكيد على أن وثيقة الوفاق الوطني قد طبقت منذ اقرارها وخلال عهد الوصاية وحتى اليوم بشكل معتور، مما يوجب تصويب المسار من خلال العودة إلى مرتكزات الميثاق الوطني واحكام الدستور المتعلقة بالمناصفة الفعلية وصحة التمثيل النيابي الفعال والشراكة الصحيحة بين مكونات المجتمع اللبناني كافة، بما يحفظ قواعد العيش المشترك وترجمة ذلك في قانون انتخاب يؤمن القواعد المشار اليها اعلاه وفي انتخاب رئيس للجمهورية قوي ومقبول في بيئته وقادر على طمأنة المكونات الأخرى والايفاء بقسمه وبالتزامات الرئاسة بما يؤمن الشراكة الفعلية الميثاقية والمصلحة الوطنية العليا.
– العمل على تعزيز مؤسسات الدولة وتشجيع ثقافة الاحتكام الى القانون والمؤسسات الشرعية لحلّ أي خلاف أو اشكال طارىء وعدم اللجوء إلى السلاح والعنف مهما تكن الهواجس والاحتقانات.
– دعم الجيش على الصعيدين المعنوي والمادي بصفته المؤسسة الضامنة للسيادة والأمن القومي وتكريس الجهد اللازم لتمكينه وسائر القوى الأمنية الشرعية من التعامل مع كل الحالات الأمنية على الأراضي اللبنانية كافة، بهدف بسط سلطة الدولة وحدها على كامل الأراضي اللبنانية.
– ضرورة التزام سياسة خارجية مستقلة بما يضمن مصلحة لبنان ويحترم القانون الدولي وذلك بنسج علاقات تعاون وصداقة مع جميع الدول، ولا سيما العربية منها مما يحصن الوضع الداخلي اللبناني سياسياً وأمنياً ويساعد على استقرار الأوضاع وكذلك اعتبار اسرائيل دولة عدوة والتمسك بحق الفلسطينيين بالعودة إلى أرضهم ورفض التوطين واعتماد حل الدولتين ومبادرة بيروت 2002.
– الحرص على ضبط الأوضاع على طول الحدود اللبنانية – السورية بالاتجاهين وعدم السماح باقامة منطقة عازلة في لبنان وباستعمال لبنان مقراً او منطلقاً لتهريب السلاح والمسلحين ويبقى الحق في التضامن الانساني والتعبير السياسي والاعلامي مكفولاً تحت سقف الدستور والقانون والمصلحة الوطنية العليا.
– احترام قرارات الشرعية الدولية كافة والالتزام بمواثيق الامم المتحدة وجامعة الدول العربية.
– العمل على تنفيذ القرارات السابقة التي تم الاتفاق عليها في طاولة الحوار الوطني.
– ايجاد حل لمشكلة النزوح السوري والمتعاظمة والتي أصبحت بمثابة قنبلة موقوتة أمنياً واقتصادياً وسياسياً واجتماعياً، لا سيما مع تفاقمها مع مشكلة اللاجئين الفلسطينيين وذلك عن طريق تأمين عودة النازحين إلى المناطق الآمنة داخل الأراضي السورية.
– ضرورة اقرار قانون جديد للانتخابات يراعي المناصفة الفعلية وصحة التمثيل بما يحفظ قواعد العيش المشترك ويشكل المدخل الأساسي لاعادة التوازن إلى مؤسسات الدولة.
– الالتزام بوثيقة الوفاق الوطني لجهة اعتماد اللامركزية الإدارية والمالية الموسعة ونقل قسم كبير من صلاحيات الادارة المركزية، ولا سيما الانمائية منها إلى سلطات لا مركزية منتخبة وفقاً للأصول وتأمين الايرادات الذاتية اللازمة لذلك.
– الالتزام بأحكام الدستور المتعلقة بالمالية العامة وبأحكام قانون المحاسبة العمومية التي تحدد موازنة الدولة وشموليتها وأصول ومهل اعدادها وتقديمها إلى المجلس النيابي، وكذلك اعداد الحسابات المالية وتدقيقها وتصديقها وفقاً للأصول وكذلك الالتزام بضرورة تحديد سقف للاقتراض لا يمكن تجاوزه الا باجازة جديدة من المجلس النيابي وبضرورة ترشيد الانفاق والحد من الهدر والانفاق غير المجدي ومحاربة الفساد المستشري وإعمال قانون الاثراء غير المشروع وانشاء المحكمة الخاصة بالجرائم المالية.
– التأكيد على التمسك بالمبادىء الكيانية المؤسسة للوطن اللبناني والتي هي سبب وجوده وجوهر رسالته في التسامح والتنوع والتعايش الفريد القائم على المشاركة الكاملة في الحكم والعمل المشترك من اجل اقرار القوانين المحققة لذلك، وفي طليعتها قانون استعادة الجنسية وقانون تملك الأجانب، كما العمل من أجل الحؤول دون القيام بأي اجراءات تخالف المبادىء المنبثقة من الصيغة اللبنانية ومن الميثاق الوطني.
وإذ يعتبر الطرفان أن اعلان النوايا هذا، يهدف إلى وضع المبادىء الديمقراطية ومعاييرها كأساس لتنظيم علاقتهما، يؤكدان على ابقاء المبادىء الدستورية والميثاقية فوق سقف التنافس السياسي، كما يؤكدان على ارادتهما ورغبتهما بالعمل المشترك والتواصل في جميع المجالات والمواقع الممكنة لتنفيذ التزاماتهما المنوه عنها اعلاه ويعتزمان العمل على تفعيل انتاجية اتفاقاتهما حيث يتفقان، والتنافس من دون خصام حيث يختلفان، كما يتعهدان بالتواصل الدائم والتباحث المستمر للتفاهم على كافة المواضيع ذات الشأن العام والوطني.

جعجع
ثم تحدث الكتور جعجع فأعرب عن سروره لزيارة الرابية، وقال: «كنت أقول للجنرال يا ليت حصل هذا الاجتماع قبل 30 سنة ولكن الأفضل أن يأتي اللقاء متأخراً من ألا يحصل أبداً».
ولفت جعجع الى ان «السبب الرئيسي لزيارتي هو التقاء القوتين السياسيتين المسيحيتين الأكبر على الساحة اللبنانية، وبرأيي ان القوات والتيار هما قوتان كبيرتان في حال التقتا يمكن ان تحدثا تأثيراً ايجابياً على الاوضاع في لبنان».
ورأى أنه «لا احد يسر بالاوضاع الحالية ونريد ايجاد طريقة للخروج من الوضع الراهن وهذا بحاجة لاستجماع القوى»، مشيراً الى ان «اجتماعنا اليوم بداية حوارنا وليس نهايته بعد تحضيرات لأشهر اثر سنوات عجاف واجواء ملبدة والآن سيبدأ العمل الحقيقي».
وشدد جعجع على «أننا سنضع كل جهدنا كي لا تفشل المحاولة واي موضوع يمكن ان نختلف عليه سنضعه جانباً ثم نكمل البحث، اذ لم يكن سهلاً الوصول الى ورقة اعلان النوايا وهي تعبر عن الجو الذي اصبح موجودا بين الحزبين واتفقنا على تشريع الضرورة بقانوني الانتخاب واستعادة الجنسية».
واعتبر ان «مبادرة عون بما يتعلق بجانب استطلاع الرأي او الاستفتاء لا مانع لدي بها ولكن شرط أن يحصل كل شيء تحت سقف الدستور اللبناني، واعتقد ان نتيجة الاستفتاء واضحة من الآن ولا احد يجهل من هما اقوى حزبين لدى المسيحيين في لبنان».
وختم جعجع بالقول: «اتمنى الا تنتهي هذه البداية الى أبد الآبدين».
واخيراً تحدث العماد عون فقال: نحن أيضاً سررنا بالزيارة المفاجئة للدكتور سمير جعجع، وقد كانت تتويجاً لمرحلة وجدها المواطنون طويلة ربّما، ولكنّها في النهاية كانت جيدة.
وتابع: لقد سمعتم النوايا بأكملها، ونحن موافقون عليها ومصممون على تنفيذها بالعمل سوياً. أما في ما يتعلق بموضوع الـ “referendum”، فأشير إلى أنه سيتم العمل بالآليات التي لا تمسّ الدستور، والتي سيكون للّبنانيين عموماً والمسيحيين خصوصاً الرّأي فيها بالاستطلاع لمعرفة ماذا يريدون. وهذا الأمر سيعبّر عن ديمقراطية ودستورية، من دون المسّ بنصوص الدستور أو بالقضايا الديمقراطية. وعندما تأتي الديمقراطية من الشّعب أعتقد أنها تكون أفضل أنواع الديمقراطية. لا نستطيع أن نكرّر كلّ شيء قاله الدكتور سمير جعجع ولكننا نؤيده.
ثم أجاب عون عن أسئلة الصحافيين:
سئل: بالنسبة الى توقيت هذا اللقاء، هل من أمور فرضته؟ وهل سينعكس هذا اللقاء إيجابا على موضوع الشغور الرئاسي أو أن كل شيء سيبقى على حاله؟ أهل سيحصل تنازل من أحد الطرفين؟
اجاب: لقد اعتبرنا موضوع الرئاسة محبوسا في القفص الذهبي.
سئل: أنتما مرشحان لرئاسة الجمهورية. وكما نعلم أن الهم الأول عند المسيحيين هو انتخاب رئيس جديد للجمهورية. هل من المعقول أن يكون هذا الهمّ بعيداً عن لقائكما؟
اجاب: ولكن هل ترون أننا حزينون بعد هذا اللقاء؟ هذا اللقاء هو قبل كل شيء هدية للمسيحيين الذين كانوا قلقين من هذا الوضع. منذ أن بدأنا الحوار سوياً ارتاح الجو المسيحي وقد ارتاح اليوم أكثر، وسترون من الآن وصاعداً المزيد من النتائج. أمّا الآن فهذا ما نريد أن نقوله، ولاحقاً ستطلعون على كل حدث عندما يحصل.
سئل: هل هناك سقف لهذا اللقاء؟
اجاب: ليس هناك من سقف للقاء.
سئل: من المعروف عنك وعن الدكتور سمير جعجع أنكما أصحاب قراراتٍ صارمة. هل أنتما مستعدان لأن تصارحا اللبنانيين وتطلعاتهم على أن القرار الرئاسي ليس بيدكما وأنه بيد السعودية وايران؟
اجاب: بل القرار بيدنا، وهذا الأمر يخصنا. نحن لا نريد أن نمس بالآخرين، ولكن من حقنا أن نمارس حريتنا وسيادتنا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق