سياسة لبنانية

جهات سياسية حاولت استخدام مظلة بكركي لتأجيل الانتخابات

تسأل اوساط سياسية في قوى 14 اذار من يحاول توريط بكركي في الصراع السياسي ووضعها في مواجهة مع بعبدا؟ واستخدام عباءة الصرح لالغاء قانون الستين، وتعليق مفاعيله تجاوباً مع مواقف بعض السياسيين الذين ارادوا من هذه الخطوة تطيير الانتخابات النيابية، وطرح التمديد للمجلس النيابي، ولذلك يطالب هذا البعض الرئيس المكلف بحكومة سياسية، وترى اوساط نيابية في قوى 14 اذار في هذه المواقف خطة لنسف المناخ الايجابي الذي واكب الاستشارات وامن الاجماع لتسمية تمام سلام لتأليف حكومة المصلحة الوطنية، كما اعلن عنها وحدد مهمتها بالاشراف على الانتخابات؟

طرحت هذه الاسئلة في اكثر من مقر سياسي، ويسعى اكثر من طرف الى معرفة اسباب انعقاد اجتماع بكركي خلال الاسبوع الفائت بصورة مفاجئة ومن سعى اليه، وما هي ابعاد الخطوة التي ضمت قيادات الموارنة: العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجيه وغاب الرئيس امين الجميل والدكتور سمير جعجع لاسباب امنية كما استبعد النائب بطرس حرب عضو لجنة بكركي، وكذلك الوزير السابق زياد بارود، في حين حضر الاعضاء الاخرون النواب: سامي الجميل، الان عون، جورج عدوان والوزير السابق يوسف سعاده.
ويكشف احد المطلعين ان دوائر بكركي اجرت اتصالات بالقادة الموارنة الاربعة وبعض اعضاء لجنة بكركي يوم الثلاثاء الماضي، وطلبت منهم المشاركة في اجتماع في الصرح البطريركي بعد ظهر يوم الاربعاء لمناقشة قانون الانتخاب، وطلبت دوائر بكركي من المدعوين ابقاء الاجتماع سرياً وعدم ابلاغ  الاعلام عنه، وقبل ظهر يوم الاربعاء ترأس البطريرك الراعي الاجتماع الشهري لمجلس المطارنة الموارنة.

الدعوة الى الاجتماع
ويروي احد السياسيين المطلعين ان المطارنة علا صوتهم اعتراضاً على قانون الستين مطالبين بضرورة الغائه ووقف العمل بمفاعيله، على اعتبار ان هناك خطة لاجراء الانتخاب على اساسه. كما استغرب الحاضرون عدم اقدام القوى السياسية على الغاء القانون في مجلس النواب رغم اعتراضهم عليه، فلا يكفي القول بأن قانون الستين غير موجود. وابلغ البطريرك الحاضرين انه دعا القادة الموارنة الى اجتماع يعقد بعد الظهر ووعد المطارنة بنقل «صرختهم» اليهم. واتصلت دوائر بكركي قبل ظهر يوم الاربعاء بالوزير السابق بارود لتبلغه ان الاجتماع هو للقادة: و«اذا رغبت بالحضور فمرحباً بك»، فاعتذر. كما ان دوائر بكركي لم تتصل بالنائب بطرس حرب، وهو عضو في لجنة بكركي ورئيس الكتلة المستقلة. وتبين ان ابعاد حرب وبارود كان لافتاً ومدار تساؤل من قبل بعض الاطراف. وصدر عن اجتماع بكركي بيان الغى قانون الستين، وعلق البحث في الارثوذكسي شهراً، وطلب من وزير الداخلية العميد مروان شربل الذي استدعي الى الاجتماع عدم قبول الترشيحات وفق قانون الستين، بانتظار الاتفاق على صيغة لقانون جديد.
واستغربت اوساط سياسية في قوى 14 اذار الموقف المفاجىء لبكركي، واعتبرت الخطوة تنطوي على سلبيات، وان الاجتماع، استناداً الى البيان الذي صدر عنه، يستهدف مواقف بعبدا. ويشير احد النواب الى ان الاجتماع تم تحت ضغط المزايدات في الشارع المسيحي حول قانون الانتخاب. وارادت قوى سياسية مارونية استخدام عباءة بكركي لدعم مواقفها، واستهداف خصومها. وعلى رغم اعلان البعض بأن اجتماع بكركي هو من نتاج اجتماعات روما بين البطريرك الراعي والرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي، استغربت اوساط وزارية اقدام القادة على الاجتماع في بكركي من دون التنسيق المسبق مع بعبدا، بحيث لا يظهر الاجتماع وكأنه يستهدفها، ويعتبر رداً على مواقف الرئيس ميشال سليمان، الذي كان اول من طالب بالغاء الستين، وحث حكومة ميقاتي على وضع قانون جديد ارسل الى المجلس منذ اكثر من سنة ولم يبت فيه النواب حتى الآن.

الفراغ… فالتمديد
تخوفت اوساط وزارية من ان تصب هذه الخطوة في خانة احداث الفراغ لكي يصبح التمديد لمجلس النواب امراً واقعاً، والا كيف يمكن لبكركي ان تطلب من وزير الداخلية وقف قبول الترشيحات على اساس قانون الستين؟ علماً بأن الاخير رفض الطلب قائلاً: «انا اطبق القانون». وسألت اوساط في قوى 14 اذار: كيف ان بكركي حشرت نفسها في التفاصيل وكيف انها دخلت في حيثيات الصراع السياسي فالغت الستين وعلقت الارثوذكسي شهراً، فلماذا لم تلغه، وكيف تسمح لنفسها بالطلب من وزير الداخلية عدم قبول الترشيحات، وهي التي طالبت في بيان المطارنة الشهري باحترام الدستور والقانون والمهل وطالبت بتطبيق القوانين، ولم يتحدث المجتمعون عن الصيغة البديلة، وكلفوا وفداً من المطارنة زيارة بعبدا لوضع الرئيس سليمان في اجواء الاجتماع، الا ان الاخير «المستاء» مما حصل لم يحدد موعداً للوفد، بعدما تبين ان اطرافاً سياسية تحاول احراج بكركي وتوظيف مواقفها في السياسة، بدليل ان مرشحي 14 آذار من مسيحيين ومسلمين احجموا عن تقديم الترشيح، فالمسلمون احتراماً منهم لما صدر عن بكركي، والمسيحيون «خوفاً» من تداعيات الخطوة انتخابياً. وقدم مرشحو الحزب الاشتراكي ترشيحاتهم الى وزارة الداخلية، وتساءلت اوساط في قوى 14 آذار عن سبب غياب موقف النأي بالنفس، واعلان بعبدا القائم على تحييد لبنان؟
لم يخف الرئيس سليمان انزعاجه من الخطوة،  الامر الذي حمل البطريرك الراعي على زيارة بعبدا قبل مغادرته الى باريس في زيارة اسهم الرئيس سليمان في استعجال ترتيبها، لتوضيح الصورة وتأكيد التزامه مواقف بعبدا ودعم ما يقوم به الرئيس سليمان بعدما استمع معه الى ابعاد وخلفيات المواقف. ويقول وزير سابق ان هناك من سعى لتوريط بكركي في الصراع السياسي، علماً بأن مواقف الصرح هي مواقف وطنية جامعة وليست حصصية ولا تدخل في التفاصيل.

(…….)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق