سياسة عربية

صنعاء: حوار بارد في اجواء ساخنة على وقع الاغتيالات

بمشاركة 565 شخصاً، يمثلون مكونات وأحزاباً سياسية متنوعة، وبحضور ممثلين عن دول الخليج والأمم المتحدة والجامعة العربية، انطلقت فعاليات الحوار الوطني اليمني ايذاناً بدخول البلاد المرحلة ما قبل الاخيرة من العملية الانتقالية التي نصت عليها المبادرة الخليجية، والتي تم التوافق عليها محلياً، وافضت الى اقصاء علي عبدالله صالح عن الحكم، واجراء انتخابات مرحلية اوصلت نائبه عبد ربه منصور هادي الى الحكم.

الحوار انطلق وسط مقاطعة احد فصائل قوى الحراك الجنوبي التي تمثل مجموعة قوى سياسية تطالب بانفصال الجنوب، ويقودها نائب الرئيس اليمني السابق علي سالم البيض. كما انطلق وسط كم من المنغصات المتمثلة بعمليات ارهابية هدفها تعطيل ذلك المشروع الكبير الذي يبني عليه المجتمع الدولي آمالاً كبيرة من اجل الدخول في تفاصيل المرحلة النهائية من مراحل الانتقال السلمي للسلطة.
ومن ابرز الاهداف المنتظرة وضع دستور جديد للبلاد، والتوافق على قانون انتخاب يسد الثغرات القائمة في القانون القديم، وينهي الازمة القائمة بين الاطياف السياسية على الساحة. وفي مرسوم صدر قبل يوم من انعقاد المؤتمر دعا هادي إلى تغيير النظام السياسي في البلاد والذي قال إنه مسؤول عن تخلف اليمن عن الركب.
وحدد هادي تسعة مجالات قال إنها بحاجة للبحث من قبل لجان متخصصة خلال ستة أشهر قبل إجراء الانتخابات العامة في شباط (فبراير) 2014 والتي يتوقع ان تسفر عن أول حكومة ديمقراطية في اليمن بعد الانتفاضة.
تشمل هذه المجالات وضع مسودة دستور جديد وإعادة هيكلة الخدمات الحكومية وتوحيد صفوف القوات المسلحة المنقسمة منذ الايام الاولى لحكم صالح وإنعاش الاقتصاد.
ويرى البعض أن إجراء المحادثات هو إنجاز في حد ذاته. لكن كثيرين يرون أن الرحلة محفوفة بالمخاطر. فالاختلافات الايديولوجية والقبلية الحادة والانتماءات الحزبية تجعل من الصعب على المشاركين الاتفاق على الاصلاحات المطلوبة لانهاء الأزمة.

التحدي الرئيسي
يقول البعض ان الكثير من المندوبين البالغ عددهم 565 شخصاً هم أميون لذا لا يمكنهم المشاركة الفعالة في المؤتمر. لكن معظم اليمنيين يتفقون على أن التحدي الرئيسي هو إيجاد حل للمطالب الانفصالية المتنامية في الجنوب.
وقال الأمين العام لمؤتمر الحوار الوطني الدكتور أحمد عوض بن مبارك: إن الدستور الجديد الذي سيصاغ من قبل فريق من المشاركين في مؤتمر الحوار الوطني سيتم الاستفتاء عليه من قبل الشعب اليمني. وأكد بن مبارك – أثناء تقديمه عرضاً لهياكل وتكوينات المؤتمر –  ان مخرجات مؤتمر الحوار الوطني ستكون ملزمة لجميع الأطراف. وأوضح أن المشاركين في المؤتمر سوف يتم توزيعهم على تسعة فرق عمل لمناقشة العديد من القضايا، أبرزها القضيتان الجنوبية وصعدة والقضايا ذات البعد الوطني والمصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية والحكم الرشيد. مشيراً إلى أن جلسات فرق العمل ستكون مغلقة إلا في حالة اتفاق الفريق بان يسمح للإعلام بنقل ما يدور فيها من نقاش. ويعول اليمنيون على مؤتمر الحوار لإخراج البلاد من أزماتها، وطي صفحة المرحلة الانتقالية بنجاح. وبحسب لائحة المؤتمر فإن الجلسات العامة تنعقد على ثلاث مراحل: تشمل الأولى الجلسة الافتتاحية والجلسة العامة الأولى ومدتهما معاً أسبوعان، تليها الجلسة النصفية ومدتها شهر، ويختتم المؤتمر بالجلسة الختامية ومدتها شهر ايضاً.
وتشترط المادة 27 من اللائحة عقد الجلسة العامة بحضور ما لا يقل عن 75% من المشاركين فيها عند افتتاح الاجتماع، ويقل النصاب إلى 51% في جلسات ما بعد الافتتاح، مع مراعاة آلية اتخاذ القرار. ويستمر أعضاء المؤتمر يومين في التعبير عن آرائهم ورغباتهم وتطلعاتهم وما يقلقهم بحرية تامة، وتناول أي من القضايا الواردة في جدول الأعمال العام، وعلى رئيس المؤتمر تلخيص المواضيع الرئيسة التي تنشأ خلال النقاش. وخصصت الجلسة العامة الأولى لتشكيل فرق العمل وتوضيح آلية عملها. ومن أبرز القضايا التي يناقشها، وضع دستور جديد، وإصلاح القضاء، وملف الانفصاليين في الجنوب، والمصالحة الوطنية، والعدالة الانتقالية.
الى ذلك، هنأ الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الرئيس اليمني والحكومة على بدء الحوار الوطني في البلاد. وقال بان في بيانه: ان السلطات اظهرت العزم والحكمة بابقاء العملية الانتقالية على السكة بالرغم من وجود الكثير من العوائق. واضاف البيان ان الحوار الوطني يمثل مناسبة تاريخية للشعب اليمني بمن فيه النساء والشبان.
 من جهته، اعتبر الرئيس هادي ان مفتاح النجاح يكمن في معالجة قضية الجنوب حيث تتصاعد الحركة الانفصالية التي قتل احد مناصريها في مواجهات مع الشرطة.

محاولة اغتيال
في تلك الاثناء، قال شهود عيان ان احد قادة التمرد الحوثي نجا من محاولة اغتيال ولقي ثلاثة من مرافقيه مصرعهم في صنعاء حيث يشارك في الحوار الوطني. واضافوا ان مسلحين اطلقوا النار على سيارة عبد الواحد ابو الراس احد قادة منطقة الجوف الشمالية بينما كانت تمر في شارع النصر بعيد انتهاء جلسة الحوار صباحاً. واكدوا مقتل ثلاثة من مرافقيه واصابة اثنين اخرين. وندد رئيس الحوار الوطني عبد الوهاب الانسي بالهجوم على ابو الراس. بدوره، اتهم عضو البرلمان عن الحوثيين عبد الكريم الجدبان من يقف وراء الهجوم بانه يريد من الحوثيين الانسحاب من المؤتمر، مؤكداً ان ردهم «سنبقى».
وانتفض الحوثيون، وهم من الشيعة الزيدية خلال العام 2004 على حكم الرئيس السابق علي عبدالله صالح احتجاجاً على تهميشهم السياسي والاجتماعي والديني، وقد خاضوا مواجهات مع الجيش اليمني اسفرت عن سقوط آلاف القتلى قبل التوصل الى وقف لاطلاق النار في شباط (فبراير) 2010. وبدأت الاطراف اليمنية الاسبوع الماضي حواراً وطنياً هدفه صوغ دستور جديد والتوصل الى قانون للانتخابات الرئاسية والتشريعية عام 2014. وقتل خمسة أشخاص وأصيب ثمانية آخرون في مواجهات مسلحة جرت، بين عناصر من تنظيم القاعدة الإرهابي واللجان الشعبية في محافظة أبين، جنوب اليمن، بحسب ما أفاد مصدر أمني. وأضاف المصدر، أن الاشتباكات اندلعت إثر قيام العشرات من عناصر اللجان الشعبية بمهاجمة عناصر القاعدة في منطقة باتيس التابعة لمحافظة أبين. وأوضح أن أعضاء اللجان الشعبية نفّذوا الهجوم رداً على مقتل أحد أعضائهم على يد عناصر من القاعدة، من دون أن يذكر المزيد من التفاصيل.
وتعتبر اللجان الشعبية ميليشيات قبلية تشكلت في مطلع عام 2012 لمساندة الجيش اليمني في معاركه ضد عناصر تنظيم القاعدة في محافظات لحج وأبين وشبوة (جنوب). وتمتلك هذه اللجان – التي يقدر عددها بالمئات – أسلحة خفيفة ومتوسطة، إلى جانب أجهزة اتصالات وذخائر زوّدتها بها قوات الجيش اليمني.

صنعاء -«الاسبوع العربي»

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق