تشكيل

من «ميتامورفوز» يولاند نوفل رسالة سلام وحب وسعادة

تدعونا الفنانة يولاند نوفل خلال معرضها «ميتامورفوز» او مسخ  في غاليري سورفاس ليبر – جل الديب في شهر اذار (مارس) الى اكتشاف الغرائب والحلم من خلال مجموعة لوحات تجيب على الحاجة العميقة للحلم  في دواخل كل منا.
اننا في صدد لوحات مفعمة بالحنان تعيدنا الى عالم الطفولة بكل ما تحمله من افراح ومشاكل، تأخذنا من خلالها الفنانة في مغامرة جميلة هي في الحقيقة مغامرة الحياة ككل. وحين نتأمل اللوحات نرى ان يولاند نوفل تعالجها كما عودتنا في معارض سابقة بشكل ذاتي وشخصي وبتقنياتها ومهاراتها الخاصة.

لوحات فرحة
ونلاحظ ان الشخصيات معالجة كموتيفات تزيينية بهدف جعل اللوحات فرحة ولخلق مناخ مميز. كما نلاحظ تطوراً واضحاً عند نوفل في استعمالها للالوان حيث اصبحت الدرجات اللونية عندها اكثر حرارة ومجموعة الوانها اكتسبت المزيد من اللون الاحمر والاصفر والبني بحسب المناطق كما ان اضاءة اللوحات صارت اكثر حرارة ولعبة تضاد الالوان صارت اكثر حدة والالوان في هذا المعرض اكثر لماعية وحيوية.
والواضح ان الفنانة المنجذبة الى الشرق وجدت ضالتها في المنمنمات الفارسية التي قدمت لها كل الاقتراحات لاطلاق مشاعرها، ذلك ان هذا الفن حفزها وقدم لها بفضل اكسسواراته مساحة تشكيلية اوسع وهي جد واعية لاهدافها من خلال هذه التحولات، لذا نجدها دعمت مشروعها الجديد والمجدد  سريعاً فتحولت الى مستطلعة لاكتشاف ثقافات وعالم الشرق. وقد استطاعت حساسيتها ان تترجم وتعيد تقويم مناخ الرسم الشرقي. ويظهر هذا الانطباع من خلال تردادها للاشكال والموتيفات التزيينية والالوان الحيوية.

الاسلوب الطفولي
نسجل للفنانة استخدامها اشجار السرو التي تنتصب وسط هذه الجنات الصغيرة والاشجار بازهارها العطرة او بفاكهتها الطازجة تلعب دوراً مميزاً.
ولعل ابرز ما يميز اسلوب الفنانة ويحقق فرادتها هو ان المتعارف عليه هو ان الذين يسلكون طريق الاسلوب الطفولي او العفوي لم يدخلوا معاهد بل تركوا موهبتهم على سجيتها وتابعوا مسيرتهم الفنية بخلاف نوفل التي ثابرت ونالت شهادتها ديبلوم دراسات عليا من معهد الفنون الى جانب الدكتوراه التي تحملها في علم النفس. وقد اتجهت الى هذا الاسلوب «العفوي» كما تشرح لانها منذ كانت طالبة في الجامعة رسمت بعفوية بهذه الطريقة فشجعها الاساتذة لانهم احسوا الصدق في عفويتها الامر الذي دفعها لتشتغل عليها اكثر.
تقول يولند نوفل ان لوحاتها تهدف الى نقل المتلقي الى عالم الالوان والانسجام والجمال والضوء وقد وفقت في الواقع  كما رأينا في ما ذهبت اليه من خلال بنائها لهذا العالم الخيالي مع الديكور المخصص لاستقبال موضوعاتها التي حافظت على علاقة متينة بين الخلفية والشخصيات وتقول: «انني ابحث من خلال فني الى ايصال السلام والحب والسعادة الى الناس».

ك. ح

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق