أبرز الأخبارحوار

فريد مكاري: مرشحو 14 آذار سينتظرون قليلاً قبل تقديم ترشيحاتهم… ولا آبه لكلام آية الله عون

أعلن نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري «أن فريق 8 آذار يفعل كل شيء لكي يتفادى اجراء الانتخابات، وحسناً فعل رئيس الجمهورية، اذ هو قطع الطريق على هذه المحاولات» وأوضح «أن مرشحي 14 آذار الى الانتخابات سينتظرون قليلاً قبل البدء بتقديم ترشيحاتهم»، منتقداً دعوة النائب آلان عون المسيحيين الى عدم تقديم ترشيحاتهم وقال: «أربأ بالزميل أن ينزلق الى هذا المنطق التكفيري الذي لا يشبهه. ربما تأثر بأجواء التكليف الشرعي من حليفه حزب الله، فقرر هو أن يصدر فتوى. ولو كنت مرشحاً، وأنا لست كذلك، لكنت أول من يتقدم بترشيحه غير آبه بكلام آية الله عون». واستغرب طرح العماد ميشال عون للبنان دائرة واحدة، لافتاً الى «أن كل تاريخ العماد عون السياسي قائم على التناقضات، وهو يملك القدرة العجيبة على أن يقول الشيء ونقيضه في فترة قصيرة، واليوم يحقق رقماً قياسياً، إذ يطرح في الوقت نفسه مشروعاً انتخابياً ونقيضه». وأوضح أن «ما يؤخر التوافق على الصيغة المختلطة التي يجري بحثها هو الخلاف على تقسيم دائرة بعبدا، اذ ثمة اقتراح يقضي بتقسيم جبل لبنان الى ثلاث دوائر، واقتراح آخر يقضي بتقسيمه الى دائرتين». وأكد «أن المياه لا يمكن الا أن تكون في مجاريها بين مكوّنات 14 آذار، وعندما استشعر الجميع الخطر الذي شكّله الخلاف على قانون الانتخاب، وأحسّوا بأن التحالف اهتز، تذكّروا أن في أعناقهم أمانة حمّلهم اياها شعب ثورة الأرز، وهذه الأمانة يجب أن تكون فوق كل الحسابات الإنتخابية»، ونفى «أي قطيعة مع رئيس حزب الكتائب أمين الجميّل ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع قائلاً: «الخلاف الذي حصل لم يفسد للود قضية وهما يعرفان أن العتب كان على قدر المحبة». ورأى أن «قرار استقالة الحكومة ليس موجوداً لدى رئيسها، بل لدى من أتوا به». واقترح تسمية سلسلة الرتب والرواتب بالمسلسل معتبراً «أن تعاطي الحكومة مع هذا الملف، هو عبارة عن مسلسل مملّ من القرارات والوعود الاعتباطية غير المدروسة، ومن المماطلة والهروب إلى الأمام». وفي ما يلي وقائع الحوار الذي أجرته مجلة «الاسبوع العربي» مع نائب رئيس المجلس فريد مكاري.

هل عادت المياه الى مجاريها بين مكوّنات 14 آذار بعدما فعل مشروع اللقاء الارثوذكسي فعله؟
لا يمكن إلا أن تكون المياه في مجاريها بين مكوّنات 14 آذار، لأن الدم لا يصير ماء. دم الشهداء الذين سقطوا من أجل القضية التي اجتمعنا من أجلها، والقيم التي التقينا عليها، لا يمكن أن تصير ماء. قد تكون مياه 14 آذار «تعوكرت» لفترة قصيرة بفعل المواقف التي رافقت الجدل في شأن قانون الإنتخاب، لكنها تنظّف نفسها بنفسها، ولا يمكن إلا أن تستمر جارية، لأن منبعها هو الناس، وشعب ثورة الأرز. إرادة هؤلاء ماء مقدّس يمنحنا البركة، ويحمي الخط السيادي. لقد سبق أن قلت مراراً أن ما حصل في شأن قانون الإنتخاب أحدث شرخاً، لكنه قابل للمعالجة.
لم نرَك تجتمع الى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أو الى رئيس الكتائب امين الجميّل، فهل العلاقة مقطوعة أم أن التواصل يتم هاتفياً؟
طبعاً لا قطيعة. الخلاف الذي حصل لم يفسد للودّ قضية، وهما يعرفان أن العتب كان على قدر المحبة. الدكتور سمير جعجع والرئيس أمين الجميل صديقان، واحترم رأيهما، وقبل أن يسيرا في مشروع اللقاء الأرثوذكسي، كنا على تواصل يومي، بهدف ايجاد حل على أساس القانون المختلط، وقد أدّيت دوراً أساسياً في إقناع تيار المستقبل بالقانون المختلط لأنني كنت ولا أزال أؤمن بأنه الحل الوحيد الممكن، مع أنه قد لا يكون الأفضل. ولكن بعد أن سار الدكتور جعجع والرئيس الجميّل في خيارهما، لم أجد اي فائدة في أن أبحث معهما في هذه المسألة مجدداً.

تحالف 14 اذار
هل التحالف بين قوى 14 آذار غير متين الى درجة أنه إهتز عند أول استحقاق؟
بعد ثماني سنوات من النضال المشترك، من الطبيعي أن تحصل تباينات موضعية، في شأن قضايا محددة. في النهاية، فريق 14 آذار مكوّن من أحزاب وشخصيات مستقلّة، ولكلّ من هذه المكوّنات رؤيته وطموحاته المشروعة. ولكن عندما استشعر الجميع الخطر الذي شكّله الخلاف حول قانون الإنتخاب، وأحسّوا بأن التحالف اهتز، تذكّروا أن في أعناقهم أمانة حمّلهم إياها شعب ثورة الأرز، وهذه الأمانة يجب أن تكون فوق كل الحسابات الإنتخابية. هذه الأمانة أهم من ثلاثة أو أربعة مقاعد بالزائد. لقد أدرك الجميع ذلك، على ما أعتقد، وربما كان من المفيد في هذه التجربة، رغم الجرح الذي أحدثته، أنها جعلت مكوّنات 14 آذار تدرك أهمية بقائها موحّدة.
أين أصبح التفاهم حول مشروع انتخابي جديد بين تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي؟
من موقعي كصديق وحليف لتيار المستقبل، يمكنني أن أقول أن الإتصالات والمشاورات مع الحزب التقدمي الاشتراكي مستمرة بجديّة وبرغبة من الطرفين في التوصل الى مساحة مشتركة، وهذه الاتصالات والمشاورات تشمل الحلفاء ورئيس مجلس النواب نبيه بري. ما كان يؤخر التوافق على الصيغة المختلطة التي يجري بحثها، هو الخلاف على تقسيم دائرة بعبدا، إذ ثمة اقتراح يقضي بتقسيم جبل لبنان الى ثلاث دوائر، واقتراح اخر يقضي بتقسيمه الى دائرتين، إحداهما تضم بعبدا والشوف وعاليه، والثانية تضم المتن وكسروان وجبيل. وفي رأيي أن الحلّ بالنسبة إلى دائرة بعبدا يجب أن يكون شبيهاً بما حصل بالنسبة إلى دائرة بيروت في انتخابات 2009، بمعنى أن يتم التفاهم سلفاً على انتخابات وفاقية في الدائرة الثالثة.
هل يمكن توسيع تمثيل الاحزاب المسيحية في 14 آذار من خلال تخلي تيار المستقبل عن عدد من المقاعد المسيحية؟
وهل المسيحيون المنتمون إلى تيار المستقبل هم مسيحيون ناقصون؟ هل عاطف مجدلاني ونبيل دو فريج وهادي حبيش وغيرهم… أقل تعبيراً من النواب المنتمين إلى الأحزاب المسيحية، عما يريده المسيحيون؟! أعتقد أنهم أثبتوا العكس تماماً. أتمنى ألا يخطىء أحد في التفكير بهذا المنطق المؤذي والمضرّ. علينا أن نعتمد في اختيار المرشحين، على معايير أخرى، غير معايير الإنتماء الحزبي. علينا أن نعتمد معايير موضوعية تمكّننا من اختيار الأفضل والاقوى. وإذا اعتمدنا هذه المعايير، لا يعود مهماً إلى أي حزب ينتمي المرشح، بل مدى قدرته على المساهمة في فوز 14 آذار وفي تحقيق أهدافها.

هيئة الاشراف على الانتخابات
إذا أقّر المشروع الارثوذكسي هل ستخوض الانتخابات على أساسه؟
لا أرى نفسي إطلاقاً جزءاً من هذا الجو المذهبي، ولن أتورط بالمشاركة في أخذ البلد إلى هذا المكان. لن يشرّفني أن اخوض الإنتخابات على اساس مشروع فرز بشع.
ما رأيك في شد الحبال القائم حول تأليف هيئة الاشراف على الانتخابات ورفض الرئيس نبيه بري وقوى 8 آذار تأليفها؟
ردّ فعل فريق 8 آذار على هذه الخطوة يجعلنا نفهم خفايا وخلفيات مواقفه الإنتخابية بوضوح. كل حركة فريق 8 آذار منذ البداية، سواء كانت المشاريع الإنتخابية التي طرحتها، أو التذرع بالأمن، فكلها تهدف إلى عدم إجراء الإنتخابات، وهذا ما لم نقبل به، ولا يقبل به رئيس الجمهورية.
هل أنتم مرتاحون الى دعوة الهيئات الناخبة وفتح باب الترشح ومتى ستقدم ترشيحك؟
نحن قلنا منذ البداية أننا مع إجراء الإنتخابات في موعدها وهذا هو الأهم. فريق 8 آذار يفعل كل شيء لكي يتفادى إجراء الإنتخابات، وحسناً فعل رئيس الجمهورية، إذ هو قطع الطريق على هذه المحاولات. الآن أصبح لدينا مبدئياً عصفور انتخابات في اليد، لكننا لا نزال نفضّل واحداً من العشرة التي على الشجرة، اي إجراء الإنتخابات وفق قانون توافقي جديد، غير قانون الستين. ولذلك سينتظر مرشحو 14 آذار قليلاً قبل البدء بتقديم ترشيحاتهم، وعلى كل حال الدنيا الآن إضراب!
كيف قرأت موقف النائب آلان عون الذي انتقد قيام أي شخصية مسيحية بتقديم ترشيحها؟
مع احترامي للزميل الشاب الذي كنا نرى فيه تمايزاً في الأداء واللهجة عما هو سائد في التيار الذي يمثله، أربأ به أن ينزلق إلى هذا المنطق التكفيري الذي لا يشبهه. ربما تأثر بأجواء التكليف الشرعي من حليفه حزب الله، فقرر هو أن يصدر فتوى. ولو كنت مرشحاً، وأنا لست كذلك، لكنت أول من يتقدم بترشيحه غير آبه بكلام آية الله عون.

اقتراح عون
كيف نظرت الى اقتراح النائب ميشال عون لبنان دائرة واحدة مع النسبية في حال رفض المشروع الارثوذكسي؟
كل تاريخ العماد عون السياسي قائم على التناقضات، وهو يملك القدرة العجيبة على أن يقول الشيء ونقيضه في فترة قصيرة، واليوم يحقق رقماً قياسياً، إذ يطرح في الوقت نفسه مشروعاً انتخابياً ونقيضه: مشروع يقول بأنه يحقق مصلحة المسيحيين (ولا يوجد إجماع على ذلك طبعاً) ومشروع يوجد إجماع على أنه الأكثر ضرراً بمصلحة المسيحيين. برأيي أن طَرح لبنان دائرة واحدة على اساس النسبية، مجرّد طرح يهدف الى الابتزاز، وإلى وضعنا أمام الأمر الواقع، وتخييرنا بين السيىء والأسوأ، بين قانون الفرز المذهبي وقانون الغلبة العددية، وصولاً بالتالي إلى نَسف الانتخابات. وبالنتيجة، يتبين أن كل ما يهم العماد عون ليس مصلحة المسيحيين، بل أن يربح الإنتخابات أو أن ينسفها.
كيف تلقفت كلام الرئيس نجيب ميقاتي بأنه لن يكون رئيس حكومة الانتخابات؟
وفق معرفتي بالرئيس ميقاتي، واعتقد انني أعرفه جيداً، ما قاله يهدف الى واحد من احتمالين: إما أن لا تحصل انتخابات وبالتالي يبقى هو على رأس هذه الحكومة، او ان يبقى رئيساً للحكومة من دون أن يترشح للانتخابات.
هل تعتقد أن عمر الحكومة طويل بعد ما نشهده من انقسامات داخلها وتباين في المواقف وعدم التزام بسياسة النأي بالنفس؟
أعتقد أن الكلام الذي وجهه «قطب» في 8 آذار إلى ميقاتي، ونقلته الصحف قبل أيام، عن أن «مَن ركَّب هذه الحكومة هو الذي يقيلها»، كان الأكثر تعبيراً عن وضع حكومة الرئيس ميقاتي. من الواضح أن قرار استقالة الحكومة ليس موجوداً لدى رئيسها، بل لدى من أتوا به، وحتى لو رغب في الإستقالة، فلا أعتقد أنه قادر على القيام بهذه الخطوة.

بين لبنان ودول الخليج
هل انتهت الازمة برأيك بين لبنان ودول الخليج التي هددت اللبنانيين العاملين في تلك الدول؟
أنا أعتقد أن دول الخليج ليست في وارد أن «تفشّ خلقها» باللبنانيين العاملين فيها، والمقيمين على أراضيها، والذين اصبحوا جزءاً من تطورها ونموها وحتى من نسيجها الإجتماعي. قد تتشدد هذه الدول أحياناً في منح تأشيرات الدخول أو الإقامة بسبب مخاوف أمنية معينة، أو قد تطلب من رعاياها عدم التوجه إلى لبنان إذا استشعرت وجود فوضى أو وضع غير مستقر، وقد لا تثق بأداء حكومة معينة، أو تنزعج من الموقف السياسي لهذه الحكومة، لكنّ دول الخليج، كما نعرفها، لا تنتقم من اللبنانيين لأنها تعتبرهم ابناءها. ولكن في الوقت نفسه على بعض الأطراف اللبنانيين ألا يقحموا أنفسهم في شؤونها الداخلية، كما يفعل حزب الله والعماد عون.
هل سنشهد في 21 آذار (مارس) احالة لسلسلة الرتب والرواتب على المجلس وهل سينعقد المجلس لاقرارها؟
أنا أقترح أن نلغي تسمية السلسلة ونسميها المسلسل. نعم، تعاطي الحكومة مع هذا الملف، كما مع الكثير من الملفات الأخرى، هو عبارة عن مسلسل مملّ من القرارات والوعود الاعتباطية غير المدروسة، ومن المماطلة والهروب إلى الأمام. وآمل أن ينتهي هذا المسلسل قريباً، لأن الإضراب أصبح موجعاً ويعرقل الكثير من أعمال الدولة ومصالح الناس وينسف السنة المدرسية. يجب إيجاد حل متوازن يعطي الناس حقوقهم، ولا يضر بالاستقرار المالي والنقدي، وفي الوقت نفسه لا يعمّق الأزمة الإجتماعية.

حاوره: سعد الياس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق