Cinderella 3D من الاسطورة الى الوسترن

هل تعلمون أن سندريلا التي كانت ولا تزال تعيش في ذكريات طفولتنا لن تكون بعد اليوم مكسورة الجناح امام خالتها المستبدة، ولن تفقد بعد الآن حذاءها الزجاجي اثناء هربها عند منتصف الليل من قصر الامير؟ سندريلا بطلة اسطورة الاطفال الاشهر في العالم من تأليف شارل بيرو، اصبحت سندريلا مختلفة تماماً مع المخرج باسكال هيرولد الذي وقع على كتاب يضم نسخات عديدة مختلفة عن القصة الشهيرة، ومن ضمنها نسخة صينية اعجبته جداً فقرر تقديمها في شريط انيمايشن رقمي مصوّر بتقنية البعد الثالث بعنوان Cinderella 3D.

سندريلا باسكال هيرولد لن تكون فتاة من البشر بل غزالة قوية لأن المخرج باسكال هيرولد حوّل شخصيات الاسطورة الشهيرة الى حيوانات. ايضاً هي لن تكون صينية بل اميركية من رعاة البقر ترتدي حذاء الكاوبوي لأن المخرج يعشق افلام الوسترن وديكورات الغرب الاميركي ورغب في تجسيدها في مغامرة تنساب على انغام موسيقى مكسيكية تقليدية. ايضاً سندريلا باسكال هيرولد لم تعد تلك الفتاة المسكينة التي تخضع لأوامر خالتها وغيرة ابنتيها، بل هي اصبحت غزالة قوية ذات طبع حاد وناري رغم طيبة قلبها، ستواجه خالتها وستفقد سنها بدل حذائها في احدى المعارك. وصول الكلب الامير الروسي الى بلدتها سيبدل الامور، وايضاً مجوهرات جدتها الدوقة ستثير طمع باربزول وعصابة القراصنة. ولكن سندريلا ستظل سندريلا لأنها ستتحوّل اميرة وتذهب الى حفل الامير بمساعدة الديوك الرومية وستحاول منع خالتها من تزويج احدى ابنتيها للامير. وكالعادة لن ترجع سندريلا في الوقت المحدد…
بأصوات كل من الممثلة الفرنسية الكسندرا لامي التي تجسّد شخصية سندريلا والممثل انطوان دو كونس الذي يؤدي دور الامير ويولاند مورو في دور فيليسيتي وفيليب بايتيو بدور القرصان باربزول، نتابع مغامرة انيمايشن للأولاد تسلط الضوء على اهمية النساء ومدى قوتهن وفاعليتهن، خصوصاً ان بطلات المغامرة ومحركات الاحداث هن سندريلا وخالتها وجدتها. ايضاً تقدم المغامرة للاولاد فرصة اختبار مغامرة مليئة بالحركة والتشويق والمطاردات والمعارك واقتحام قطار وغرق سفينة في الرمال المتحركة باسلوب لطيف مع الكثير من الافكار الطريفة والمضحكة والنابضة بالحياة والمشاهد النافرة التي توفرها تقنية الـ 3D.

تقنيات حديثة وقديمة
لخلق هذه المغامرة الساحرة بصرياً استخدم المخرج الفرنسي تقنية Performance Capture التي اعتمدها كبار المخرجين الهوليووديين امثال جايمس كاميرون في Avatar وستيفن سبيلبرغ في The Adventures of Tintin وروبرت زيميكس في  A Christmas Carol وPolar Express. الـ Performance Capture تقنية يؤدي فيها ممثلون حقيقيون ادوارهم في محيط وهمي تكنولوجي، فهي ترتكز على اداء ممثلين حقيقيين يتم وصلهم باجهزة التقاط  ثم يتم تصويرهم على خلفية خضراء لتسجيل جميع تعبيراتهم. ولاحقاً يتم خلق الديكورات بواسطة الكومبيوتر وتضاف تعبيرات الممثلين على الشخصيات الكرتونية وتسقّط عليها. ورغم اعتماد الفيلم هذه التقنية المتطورة جداً، الا انه لجأ الى خلق الشخصيات بواسطة تقنية الرسم باليد التقليدية على الطريقة القديمة لأن المخرج رغب في أن تكون شخصياته بعيدة عن دقة الواقعية حتى تمنح المغامرة المنحى الطريف والغريب والفانتيزي. اما النتيجة فجاءت جميلة لأن باسكال هيرولد تمكّن من خلق عالم خيالي ساحر بديكوراته وتفاصيله من دون أن يفقد ذرة واحدة من موهبة ممثليه وانفعالاتهم الكفيلة بشحن الفيلم بالروح والشغف والانفعالات بعيداً عن برودة التكنولوجيا.

نجوم المغامرة
مخرج فيلم Cinderella 3D هو الفرنسي باسكال هيرولد الذي يقدم من خلاله اول فيلم من اخراجه لوحده وثاني مغامرة انيمايشن مقتبسة عن روايات شارل بيرو بعد   La Véritable Histoire du Chat Botté الذي شاركه في اخراجه كل من  جيروم ديشان وماشا ماكيف. بدورها سندريلا الفيلم النجمة الفرنسية الكسندرا لامي ليست جديدة في عالم دوبلاج الاصوات، فهي سبق أن قدمت صوتها لتجسيد احدى شخصيات فيلم الانيمايشن Lucas, Fourmi Malgré Lui عام 2006. بدورها الممثلة اودري لامي التي تؤدي شخصية ميلودي اصبحت خبيرة في دوبلاج  افلام الانيمايشن وتحديداً افلام سندريلا، فهي سبق ان شاركت في الانيمايشن الاميركي Happily N’ Ever After وجسّدت بصوتها شخصية ابنة خالة سندريلا الشريرة.

مايا مخايل