رئيسيعلوم

اشحن هاتفك الخليوي بدمك

بطارية كهربائية يتم شحنها بدمك، هذا ليس مشهداً من احد افلام الخيال العلمي بل اختراع يعمل عليه بعض العلماء من خلال ما بات يعرف بالطاقة الحيوية المخصصة لتغذية الاعضاء الطبية الاصطناعية بالطاقة. فالبطاريات الحيوية تستخدم الدورة الدموية لانتاج الطاقة الكهربائية، وهذا يعني انه من الممكن ان يتم ربط الاجهزة الكهربائية مباشرة بجسم الانسان لتغذيتها بالطاقة.

جرب فريق من العلماء هذا النظام بالفعل، ولكن على مجموعة من الحلزونات فمتى تتم التجربة على البشر؟
بمجرد ان يقوم جراح بزراعة هذا النظام المثير في المنطقة الخالية القريبة من الاوردة الدموية في جسمك لتصبح بطارية تقليدية بقطبين كهربائيين، وتسبح هذه البطارية في الدم الذي ينساب داخل الاوردة الدموية.
وهنا يكمن السر في الموضوع، فمحتويات البطارية الحيوية ستتفاعل مع الاوكسيجين والغلوكوز اللذين ينقلهما الدم، وفي اثناء هذه العملية يشتغل القطبان الموجودان داخل البطارية ويبدأ التيار الكهربائي بالجريان ولا يتبقى سوى سحب هذا التيار عن طريق مكثف ثم يكون بامكان الشخص استخدامه لشحن هاتفه المحمول او تشغيل الاجهزة الكهربائية المزروعة في الجسم.
وتحدث كل هذه العملية من دون ان يشعر بها الشخص لان عملية النابض تتولى عمل كل شيء، فالدورة الدموية تجدد باستمرار الاوكسجين والغلوكوز المحيطين بالبطارية الحيوية.
وكل ما على الشخص ان يفعله هو التنفس فقط وتناول الطعام.، فحينما يأكل الانسان الحلويات والفواكه والخضراوات والمعجنات اي باختصار كل مادة غذائية تحتوي على الغلوكوز ستهضم المعدة هذه السكريات وتحولها الى غلوكوز يخترق جدار الامعاء لينتقل الى مجرى الدم.

الوقود الاساسي
وهذا يعني ان الجزيئات الدقيقة جداً ستجد طريقها الى جميع خلايا الجسم، فهي الوقود الاساسي لعمل جميع اعضاء الجسم ومن دونها لن يعمل الدماغ ولا العضلات انها مصدر الطاقة الرئيس لاعضاء الجسم لذلك تستغلها البطارية الحيوية.
يعمل احد العلماء من المعهد الوطني للابحاث العلمية الكندي وفريقه على هذا المشروع الفريد من نوعه، ويقول بأن العالم يشهد تقدماً كبيراً ومتزايداً في مجال زراعة الاجهزة الكهربائية الطبية القابلة للزراعة في جسم الانسان مثل منظم ضربات القلب ومضخات الانسولين وغيرها.
والعامل المهم والضروري لهذه الاجهزة هو مصدر الطاقة النظيفة والمتجددة، ويعرف الفريق ومعه جميع علماء واطباء العالم ان السوق المحتملة لمثل هذه البطاريات لا تقدر بثمن.
لذلك تتنافس المختبرات على البحث في هذا المجال منذ اكثر من عشرين عاماً، واختبرت هذه المختبرات نماذج عدة على الفئران والارانب وحتى حديثاً على حلزونات اطلق عليها اسم الحلزونات الحيوية.

استخدام الحلزونات
يؤكد احد العلماء الذي يدير فريق بحث اميركياً لاختبار المشروع عينه انهم نجحوا بالفعل في استخدام حلزونات عدة لتوليد الطاقة الكهربائية.
وعمل الفريق على ادخال القطبين الكهربائيين للبطارية عبر فتحتين في صدفة الحيوان وتنساب البطارية في الجوف الدموي العام، وهو التجويف المملوء بالسائل المشابه للدم في الحلزون ويسمى العقدة الدموية التي تنقل الاوكسيجين والغلوكوز الضروريين لعملية التفاعل.
وهنا تنطلق العملية بنجاح حيث يتحول الاوكسيجين الى ماء والغلوكوز الى حامض غلوكوزي وبذلك يتدفق التيار الكهربائي. وبامكان حلزون واحد توليد كهرباء تبلغ حوالي ثلث كمية ما تولده بطارية تقليدية صغيرة.
اما قوة التيار فتبلغ 7،45 ميكروواط وهي كمية قادرة على تشغيل اجهزة كهربائية قابلة للزراعة في جسم الانسان مثل منظم ضربات القلب، علاوة على ذلك يمكن ان تعطي البطارية الحيوية في جسم الانسان نتائج افضل من تلك التي حصل عليها فريق البحث من الحلزونات لأن الدم في جسم الانسان يتحرك بسرعة اكبر.

طنوس داغر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق