هل يتم تطيير الحكومة مقابل عدم ادراج حزب الله على لائحة الارهاب؟
قال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في احدى المقابلات التلفزيونية، رداً على سؤال: متى تقدم حكومته استقالتها والدولة مشلولة و«البلد مش ماشي»، «انه عندما يتفق اللبنانيون على قانون الانتخاب اقدم استقالتي. لان اللبنانيين يكونون قد اتفقوا في ما بينهم». هل هذا شرط مستحيل وضعه ميقاتي لاستقالته ام انه «شرط حث» للسياسيين للاتفاق اذا كانت المعارضة تريد لحكومته ان ترحل؟
يقول احد الوزراء انه عندما يتم الاتفاق على قانون الانتخاب، فهذا يعني ان اللبنانيين توصلوا الى اتفاق وتفاهم في ما بينهم على جملة خطوات وعلى خريطة طريق للمرحلة المقبلة، تحت مظلة خارجية توفر الغطاء للتنفيذ. غير ان اتفاق اللبنانيين مرتبط بعوامل خارجية عدة لا يمكن للبنان عزل نفسه عنها، واتفاق اللبنانيين يأتي في سياق التغيير الذي تشهده المنطقة، والذي لم تتضح صورته ومعالمه حتى الان، ولم يستقر على ثوابت ومسلمات بعد، والدليل ما يحصل في الدول التي عصف فيها الربيع العربي من تونس الى مصر الى اليمن وغيرها من الدول، وصولاً الى سوريا. وبالتالي لا يمكن في ظل غموض الصورة وعدم الاستقرار ان ينعم لبنان بالاستقرار السياسي علماً ان الاستقرار الامني جيد ومريح، قياساً الى ما يجري من حولنا وفي المنطقة، والى العواصف التي تستهدف لبنان ومحاولات ضرب الاستقرار. ويعتبر اكثر من نائب ان ما يجري في مجلس النواب عبر لجنة التواصل للبحث في الاتفاق على صيغة لقانون جديد للانتخاب هو ملء للوقت الضائع، والسعي من خلال التواصل الى تفاعل الآراء وابقاء حرارة الاتصال قائمة بين القوى السياسية، خشية ان يؤدي الانقطاع الى تداعيات على الساحة في هذا الظرف. الا ان التقدم الذي احرزه النواب بشأن القانون المختلط بين النسبي والاكثري والبحث في كيفية توزيع الدوائر مناصفة بين الاقضية على اساس النسبي (32 مسيحياً و32 مسلماً )وبين المحافظات التسع على اساس اكثري (32 نائباً مسيحياً و32 نائباً مسلماً) يعكس حرص الاطراف على الاستقرار في لبنان ومنع اي فئة من المغامرة، بعدما تبين ان مواقف عدد من القوى السياسية من مكونات الحكومة، لا سيما حزب الله تعكس هذا التوجه بالمحافظة على الاستقرار والهدوء وتجنب دخول لبنان في مواجهات ومغامرات تتزامن مع تطورات الربيع العربي في المنطقة، بعد بروز حالات سلفية واصولية متطرفة، ظهرت مؤخراً على الساحة ويتحاشى المسؤولون ان ينزلق لبنان الى الهاوية. ويؤكد وزير الداخلية على ضرورة اعتماد الحكمة في معالجة المشاكل والابتعاد عن اساليب التحدي والمواجهة.
محطة ترقب
تزامنت مشاريع قوانين الانتخاب واقتراحات الحلول التي تقدم بها بعض الاطراف مع وجود لبنان في محطة الترقب بانتظار اتضاح الصورة في المنطقة، لا سيما في سوريا.لانه اذا استمرت الازمة السورية من دون حل ومن دون وضع خطوة الحل على السكة، فان الوضع في لبنان سيبقى على حاله. لان لا تقدم في اي موضوع قبل انهاء المواجهات في سوريا، والدخول في مسار الحل الذي تسعى اليه واشنطن وموسكو. وقد يشهد شهر اذار (مارس) تطورات مهمة في هذا المجال. وقد يزور كيري لبنان في سياق جولة في المنطقة لرسم السياسة الاميركية بعد اعادة انتخاب باراك اوباما الذي قال احد مستشاريه انه سيعمل للسلام في المنطقة من خلال دفع عملية السلام الى الامام.
ويقول احد الديبلوماسيين ان شهر اذار (مارس) هو شهر الخيارات في المنطقة وفي ضوء ما يتم التوصل اليه من حلول واتفاقات تتقدم الخطوات الايجابية في لبنان على اكثر من صعيد، وتستعيد حركة التواصل مسيرتها، ولذلك ينصح الديبلوماسيون الغربيون المسؤولين بالمحافظة على الاستقرار ومنع اي تدهور للوضع الامني، خشية ان تكون له انعكاسات تؤثر على الوضع، وتفسح في المجال امام اصحاب المخططات لخربطة الاوضاع انطلاقاً من لبنان باشعال نار الفتنة.
نصائح
وفي الوقت الذي يكرر المسؤولون الغربيون نصائحهم الى المسؤولين اللبنانيين بالمحافظة على الاستقرار في لبنان، اتهمت السلطات البلغارية عناصر حزب الله بانفجار بورغاس الذي سقط ضحيته سبعة اشخاص، خمسة اسرائيليين وشخص بلغاري وأحد الذين تولوا التفجير. والمتهمون الثلاثة هم كندي واوستراليان من اصل لبناني يعملون لحساب حزب الله، وان اثنين من المتهمين انتقلا الى لبنان عبر دولة اوروبية. وفور صدور الخبر اعلن الرئيس ميقاتي بعد التشاور مع الرئيس ميشال سليمان «ان لبنان يجدد ادانته ورفضه لاي عمل او اعتداء يستهدف اي دولة عربية او اجنبية. واذ يؤكد ثقته بالسلطات البلغارية يؤكد استعداده للتعاون لاحقاق الحق وصوناً للعدالة». واتهم نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم الولايات المتحدة واسرائيل بقيادة حملة ترهيب دولية ضد المقاومة لمحاصرتها. واكد ان هذه الاتهامات لا تقدم ولا تؤخر. ويتجاذب دول الاتحاد الاوروبي حيال الخطوة البغارية رأيان: الاول هو وضع حزب الله على لائحة الارهاب وقد طلب ذلك وزير الخارجية الاميركية جون كيري من مسؤولة الامن والسياسة الخارجية الاوروبية. والثاني حرص دول اوروبية على مصالحها في المنطقة وعلى عناصرها في اليونيفيل في الجنوب، وعلى الاستقرار في لبنان. ويقول وزير ان مشاركة البطريرك الماروني في احتفال تنصيب بطريرك الروم الارثوذكس في دمشق وهو اول بطريرك يزور سوريا بعدما كان زارها عام 1942 البطريرك عريضه، هي راعوية لا طابع سياسياً لها رغم محاولة استغلالها من اهل النظام باعتبارها روحية – سياسية تؤكد حرص لبنان على السلام في سوريا.
ومع اتهام السلطات البلغارية حزب الله في انفجار بورغاس بات مصير حكومة ميقاتي على المحك وفق ما يقول نائب معارض، فهل تفضل دول غربية تطيير الحكومة بدل ادراج اسم حزب الله على لائحة الارهاب، واخراجه من السلطة عبر حكومة حيادية، حكومة من تقنيين واصحاب اختصاص غير سياسية؟ ويقول وزيرمطلع: اما ان يتم اتفاق وحكومة جديدة خلال شهر اذار(مارس) واما تستمر الحكومة ولا انتخابات. ويبقى كل شيء على حاله الى حين نضوج الحلول والصفقات في المنطقة.
ف. ا.ع