حوار

عدنان منصور: بعد فيينا الافضل… او الاسوأ؟

قال وزير الخارجية السابق عدنان منصور في مقابلة اجراها معه «الاسبوع العربي» الالكتروني: ابعد من شخص بشار الاسد، فان روسيا ترغب في التخلص من الارهابيين الذين يشكلون تهديداً لوجودها. وانطلاقاً من هذا تقدم مساعداتها للنظام السوري. الشرق الاوسط منطقة مهمة بالنسبة الى الولايات المتحدة ولكنها ايضاً واكثر بالنسبة الى موسكو.

بعد تنفيذها ضربات عسكرية في سوريا، انتقلت روسيا الى الهجوم الدبلوماسي. فهل تنجح في وضع على السكة حل مقبول من جميع الدول الاقليمية والدولية المعنية؟
لكل حرب نهاية ولكن ايجاد الحل ليس حتمياً وذلك لاسباب عديدة. للوصول الى تسوية يجب ان تتفق كل الاطراف وتتوحد حول برنامج مشترك. وهذا ليس قائماً. بعض الدول الاقليمية كتركيا والمملكة العربية السعودية لا تريد السماع ببشار الاسد وكذلك الحال بالنسبة الى الولايات المتحدة وفرنسا. هذا السيناريو ليس منطقياً لان النظام السوري ورغم كل الهجمات نجح في الصمود. وعلينا ان نتذكر انه منذ بداية النزاع لم يكن احد يتوقع ان يصمد الى هذا الحد. من جهة ثانية. التطرف الذي يتمدد ومحاولات المجموعات الاسلامية اقامة دولتها يشكلان خطراً جسيماً ليس لسوريا وحسب بل لكل المنطقة وحتى للعالم.
روسيا تحاول ان تناقش دوراً لبشار الاسد، فهل تنجح؟
بغض النظر عن شخصية بشار الاسد، ترغب روسيا في التخلص من الارهابيين الذين يهددون وجودها وانطلاقاً من هذا تقدم مساعدتها للنظام. الشرق الاوسط منطقة مهمة في نظر الولايات المتحدة وايضاً واكثر بالنسبة الى موسكو. فسوريا هي مجالها الحيوي وتسهم في امنها الوطني. فلو عدنا بالتاريخ لاكتشفنا العديد من الامثلة حول الاهمية التي تشكلها سوريا في نظر الروس. فاذا سقط النظام، فان روسيا كلها تكون معنية وهذا ما لا يقبله بوتين ابداً. من جهة اخرى موسكو ترغب في تشكيل حكومة اتحاد وطني تضم من المؤكد الاسد لانه بالرغم من سنوات الحرب يبقى صامداً. وداخل المعارضة ائتلافات عدة. ثم ان موسكو ترغب في تنظيم انتخابات رئاسية ليتمكن الشعب من ان يعبر عن رأيه. انا شخصياً اؤيد هذا الطرح وهذه الانتخابات يمكن ان تجرى باشراف الامم المتحدة لتأمين الشفافية والديمقراطية.
الى اي نتائح يمكن ان يصل اجتماع فيينا؟
انه الخطوة الاولى للحوار… فلننتظر الى اين سيصل… كل الاحتمالات واردة، الافضل والاسوأ…
تفتيت سوريا هل هو امر محتمل؟
في 14 شباط (فبراير) 1982 نشرت «كيفونيم» وهي مجلة للحركة الصهيونية دراسة تحدثت عن تقسيم المنطقة كلها الى دويلات صغيرة، انه سيناريو خطر جداً ويجب محاربته بأي ثمن.
لماذا المسؤولون السوريون سواء كانوا في النظام او المعارضة ابعدوا عن مؤتمر فيينا؟
لان بعض الدول رفضت حضور اي مؤتمر يشارك فيه  النظام. لذلك تم ابعاد كل الاطراف السوريين.
لبنان كان حاضراً هذه المرة في مؤتمر حول سوريا بينما في الماضي كانت دمشق هي التي تمثله وتتكلم باسمه. انت وكنت وزيراً للخارجية هل تتوقع تبدل الوضع؟
كنت دائماً ضد سياسة التمييز. فلبنان لا يمكنه ولا يستطيع البقاء وحيداً عما يجري في سوريا. نحن نستقبل لاجئين سوريين عندنا. اناس مسلحون جاءوا من سوريا. يسود جو من عدم الاستقرار بسبب النزاع في سوريا. فما يجري هناك له انعكاسات قوية عندنا. فمن الطبيعي ان نحضر هكذا مؤتمر.

دانيال جرجس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق