«طريق الشمس» خلال اسبوع على مسرح كازينو لبنان

«قصة المسرحية تدور حول بلدان حكمت لبنان 15 سنة، وهذه الدول غير موجودة اليوم واصبحت تحت التراب، اما لبنان فباق»… بهذه الكلمات، بهذا الشغف بلبنان وتراثه وصموده، اختصر روميو لحود حكاية «طريق الشمس»، مسرحيته الجديدة التي يعود بها الى جمهوره ومسرحه بعد غياب طويل دام 17 عاماً… متوقعاً ان يكون عمله الاخير!

من نقابة الصحافة اللبنانية في بيروت، اطل الفنان الكبير، محاطاً بنقيب الصحافة محمد البعلبكي  وشقيقتيه، رفيقتي دربه الفني الطويل والغني، مصممة الازياء بابو لحود سعادة ومصممة الرقص ناي لحود، وايضاً المخرج والممثل جهاد الاندري والزميلة ريما صيرفي، مطلقاً عمله المسرحي الجديد «طريق الشمس»، والموعد قريب جداً، في الـ 20 من الشهر الحالي وعلى خشبة مسرح كازينو لبنان.

 العصر الذهبي
الفنان الكبير الذي يعتبر احد اعمدة المسرح الغنائي اللبناني ولعب دوراً بارزاً في ارساء واطلاق عصره الذهبي، بدا لافتاً توقيت عودته بعد غياب طويل الى المسرح في ظروف سياسية وامنية بالغة الخطورة، لكن جمهور مسرح روميو لحود سيتذكر حتماً مسرح «الاليزيه» في ساحة ساسين في قلب الاشرفية، ذاك المسرح الذي ضجت ارجاؤه بأشهر وألمع اعماله المسرحية الاستعراضية واطلالات ابرز نجوم الغناء والتمثيل والرقص في لبنان، هذا الجمهور سيتذكر كيف كانت اصداء تصفيقه تتمازج غالباً مع اصوات المدافع والصواريخ ورصاص القنص الذي كان ينهال على الاشرفية، ايام الحرب الاهلية، في عز تلك الحرب وعلى خشبة الاليزيه عاش مسرح روميو لحود عز مواسمه مقدماً 13 عملاً مسرحياً طبعت مسيرته الفنية ورفعت اسمه واسماء ابطال مسرحه كما اسم لبنان عالياً في سماء الفن الغنائي الاستعراضي.
يتذكر روميو لحود تلك الايام، ويتذكر كيف كان يتحدى الحرب بالفن، ليقول ان لا شيء اخافه يومها، ولا شيء سيخيفه اليوم، ومسرحيته الجديدة بعد ايام قليلة تنطلق، ومن خلالها يطلق الفنان اللبناني صرخة للحفاظ على الفولكلور وعلى التراث اللبناني، صرخة وجهها في مؤتمره الصحافي في شكل خاص الى الجيل الجديد، الى الاعلام اللبناني، بضرورة العودة الى الفولكلور والفن الاصيل الذي يمثل هويتنا اللبنانية.

قصة لبنان
وقال لحود: «اليوم أطلق عملي المسرحي مع مجموعة من الفنانين الجدد وهم باقة من شباب لبنان، وقد تأجلت هذه المسرحية منذ سنوات»، مشيراً الى ان «قصة المسرحية اجتماعية وسياسية وقصة بلدان حكمت لبنان 15 سنة وهذه الدول غير موجودة اليوم واصبحت تحت التراب، اما لبنان فباق».
وعن اسباب غيابه الطويل ولماذا عاد اليوم، تحدث لحود عن صعوبات عملية الانتاج: «الانتاج صعب في لبنان كثيراً وكانت لدينا صعوبات لاطلاق هذا العمل الضخم وفي انتاج هذه المسرحية»، كاشفاً ان  الذي اعاده الى العمل المسرحي هو «زوجتي التي طلبت مني قبل وفاتها العودة الى المسرح، وهذا ما كانت تتمناه، وانا اليوم احقق حلمها».
وتوجه لحود بالشكر الى شقيقتيه ناي وبابو لحود اللتين دربتا الشباب على الرقص ونحن نتعامل معهما منذ زمن طويل.

 تأجيل وتعديل
وفي دردشة مع الصحافيين على هامش المؤتمر الصحافي، روى روميو لحود ان المسرحية كان مقرراً عرضها منذ سنوات وكان سيطلق عليها عنوان «سلطانة»، وطبعاً البطولة كانت مقررة لنجمة مسرح لحود الراحلة سلوى القطريب وابنتها آلين لحود، لكن وفاة سلوى القطريب فرضت تأجيل العمل مراراً وايضاً تعديله بعد ان كان مفصلاً للنجمة الراحلة. وهناك تغيير  آخر فرض نفسه على المسرحية، اذ بعد ان كانت البطولة مقررة لآلين لحود، اضطر لحود لاستبدالها ببطلة اخرى هي المغنية ميكاييلا، لارتباط آلين ببرنامج The Voice في فرنسا، وأسند دور سلوى القطريب إلى الممثلة بياريت قطريب، مع بعض التغيير.
وعن أداء الفنانة ميكاييلا في العمل الجديد قال لحود: «ميكاييلا بومبونة المسرح». وتحدث عن حضورها الخاص والمميز على المسرح.
وعن قوله خلال الاعلان للمسرحية عبر شاشات التلفزة، انها قد تكون الاخيرة، اوضح لحود: «لم اكن أريد أن يشعر أحد بالحزن عندما قلت انها قد تكون المسرحية الاخيرة، ولكن كلفة الانتاج هي التي قد تمنعنا في المستقبل من انتاج اعمال جديدة».
وتجمع مسرحية «طريق الشمس» الجديدة كلاً من بياريت القطريب، ميكاييلا، جاد القطريب، الذي يشارك تمثيلاً وتلحيناً، وليد العلايلي، عفيف شيا، جوزيف أبو خليل وسواهم. وكعادتها في كل اعمال روميو لحود المسرحية، تولت مصممة الازياء بابو لحود عملية تصميم الملابس التي استوحتها هذه المرة من القرن التاسع عشر، واشرفت ناي لحود على تصميم الرقصات. وتولى المخرج والممثل جهاد الأندري عملية ادارة وتدريب الممثلين على اللفظ وطريقة الآداء. وتستمر عروض «طريق الشمس» لحوالي الشهرين على مسرح كازينو لبنان.